القلعة نيوز : عواصم - دخلت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ39، حيث أكدت القوات الأوكرانية أنها استعادت السيطرة على كامل منطقة كييف، وقالت إن روسيا واصلت سحب وحداتها عبر شمال أوكرانيا.
واتهم نائب رئيس الوزراء البولندي، ياروسلاف كاتشينسكي، أمس الأحد، فرنسا وألمانيا بأنهما مقربتان جدا من روسيا في سياق الحرب في أوكرانيا.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية، اعتبر كاتشينسكي، زعيم حزب «القانون والعدالة» القومي الشعبوي الحاكم في بولندا، أن «ألمانيا، مثل فرنسا، لديها انحياز قوي لموسكو». ووجه كاتشينسكي انتقاداته الأكثر حدة لبرلين فقال: «على مدى سنوات، لم تكن الحكومة الألمانية تريد أن ترى ما تفعله روسيا بقيادة فلاديمير بوتين، ونحن نرى النتيجة اليوم».
وأضاف: «بولندا ليست راضية عن دور ألمانيا في أوروبا»، آخذا على برلين محاولتها «إعادة بناء ما فعله المستشار السابق للإمبراطورية بسمارك»، ما يعني «هيمنة ألمانية، لكن جنبا إلى جنب مع روسيا»، على حد قوله. وانتقد نائب رئيس الوزراء البولندي برلين خصوصا لعدم تسليمها أسلحة كافية لأوكرانيا، ورفضها فرض حظر على واردات النفط من روسيا على الأقل.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس الأحد، إنها وثقت ما وصفته «بجرائم حرب على ما يبدو» ارتكبتها القوات الروسية ضد المدنيين في أوكرانيا. وأصدرت المنظمة الحقوقية البارزة، بيانا قالت فيه إنها وجدت «عدة حالات لارتكاب قوات الجيش الروسي انتهاكات لقوانين الحرب» في المناطق التي تسيطر عليها روسيا مثل تشيرنيهيف وخاركيف وكييف. جاء هذا البيان، الذي نُشر في وارسو، بعد يوم واحد من العثور على جثث قتلى مدنيين ملقاة في شوارع بلدة بوتشا الأوكرانية بعد ثلاثة أيام من انسحاب الجيش الروسي في أعقاب احتلال دام شهرا للمنطقة الواقعة على بعد 30 كيلومترا شمال غربي كييف.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قتل المدنيين في مدينة بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية بأنه «ضربة مؤلمة»، مضيفا «يجب ان يتوقف ذلك». وقال لقناة سي إن إن: «لا يَسَعك إلّا التعامل مع هذه الصور بوصفها ضربة مؤلمة». وأضاف: «هذا هو واقع ما يحصل كلّ يوم ما دامت استمرت وحشية روسيا ضد أوكرانيا».
وطالب مسؤول كبير في مكتب الرئيس الأوكراني أمس الأحد بضرورة فرض حزمة خامسة من العقوبات على روسيا تستهدف جميع بنوكها وتغلق الموانئ أمام سفنها وتفرض حظرا على كل تجارتها. وقال اندري سيبيخا، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، في تصريحات أذاعها التلفزيون إنه ينبغي فرض العقوبات بسبب ما تقول أوكرانيا إنها فظائع ارتكبتها روسيا في بلدة بوتشا بالقرب من كييف. ولم تعلق روسيا حتى الآن علنا على هذه الاتهامات.
ونفت موسكو في السابق اتهامات أوكرانية بأنها تستهدف المدنيين أو ترتكب ما يحتمل أن تكون جرائم حرب.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، إنه يجب التحقيق في مزاعم شن هجمات على المدنيين خلال العملية الروسية في أوكرانيا باعتبارها «جرائم حرب»، مضيفة أن المملكة المتحدة ستدعم بشكل مطلق أي تحرك من هذا القبيل من جانب المحكمة الجنائية الدولية. وأضافت تراس، في بيان، «مع إجبار القوات الروسية على التقهقر، نرى أدلة متزايدة على أعمال مروعة ارتكبتها قوات الغزاة في مدن مثل إربين وبوتشا»، القريبة من كييف. وقالت: «يجب التحقيق في هجماتهم العشوائية على المدنيين الأبرياء، خلال الغزو الروسي غير القانوني وغير المبرر لأوكرانيا، باعتبارها جرائم حرب».
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن القوات الروسية تسعى للسيطرة على شرقي البلاد وجنوبيها، واشتكى من أن الدول الغربية لم تزود كييف بما يكفي من الأنظمة المضادة للصواريخ.
وفي مدينة ماريوبول التي تضيق القوات الروسية الخناق عليها وتشهد وضعا إنسانيا كارثيا، لم يعرف ما إذا كان الصليب الأحمر قد تمكن من إجلاء المدنيين كما كان مقررا. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن عمليات إجلاء المدنيين خارج ماريوبول مستمرة، بينما الوضع الميداني متقلب.
وقال مساعد وزارة الداخلية الأوكراني، أنتون جيراشتشينكو، إن عدة صواريخ روسية أصابت ميناء ميكولايف على البحر الأسود.
وقال مسؤولون أوكرانيون، إن هجمات روسية دمرت مصفاة نفط في منطقة بولتافا بوسط أوكرانيا وضربت «البنية التحتية الحيوية»، وهي على الأرجح مستودع وقود، بالقرب من مدينة أوديسا الساحلية.
على صعيد المفاوضات، كشف كبير المفاوضين الأوكرانيين في مفاوضات السلام مع روسيا أن موسكو وافقت «شفهيا» على مقترحات أوكرانية رئيسية، ما يعزز الآمال بإحراز تقدم في المحادثات لإنهاء الحرب. وأعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية تنسحب من مدن أساسية في محيط العاصمة كييف وتشيرنيهيف في الشمال لإعادة الانتشار في الشرق والجنوب بهدف «الحفاظ على السيطرة» على المناطق التي تحتلها هناك.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء، أمس الأحد، عن الكرملين قوله إن روسيا ستحقق كل أهداف «عمليتها العسكرية الخاصة» في أوكرانيا. وعبر الكرملين عن أمله في أن تتمكن موسكو وكييف في نهاية المطاف من توقيع اتفاق سلام ما. وقال الكرملين إن روسيا ستطلب مدفوعات بالروبل مقابل صادرات أخرى، وإن العقوبات الغربية سرعت من تآكل الثقة في الدولار الأمريكي واليورو. وفيما يتعلق بطلب روسيا مدفوعات بالروبل مقابل الغاز، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: «ليس لدي أدنى شك في أن ذلك سيمتد في المستقبل ليشمل مجموعات جديدة من السلع».(وكالات)