
القلعة نيوز :
قال النهّام القطري علي الحداد، إن تقديم عرض مستلهم من فن لفجيري التراثي خلال حفل القرعة النهائية لكأس العالم قطر 2022 أسهم في تعريف الحضور وملايين المشاهدين حول العالم بفن عريق يعكس الهوية القطرية الفريدة، معربا عن تطلعه إلى أن تسهم استضافة المونديال في نشر فن لفجيري عالميا.
وشارك الفنان المتخصص في فن النهمة في أداء عرض فني تميز بدمج لفجيري البحري التقليدي، الذي اشتهرت به قطر ومنطقة الخليج قديما، مع لمسات موسيقية إلكترونية حديثة، بهدف إيصال رسالة تعزز الاندماج بين مختلف الثقافات، وتؤكد دور المونديال في مد جسور التواصل الثقافي والتفاهم بين الدول والشعوب عند استضافة قطر للبطولة التاريخية أواخر العام الحالي.
وأضاف الحداد، الذي يعد أحد أبرز النهامين بالمنطقة، في حوار مع موقع (Qatar2022.qa)، إن عرض جانبا من التراث الثقافي الغني لدولة قطر أمام الملايين من حول العالم، شكل لحظة مميزة بالنسبة له.
وتابع الحداد الفائز بلقب نهّام الخليج في 2019 «شعرت بالفخر الكبير لإسهامي في تعريف الجمهور العالمي على واحد الفنون التي تشكل هويتنا الثقافية، لقد كانت لحظة مؤثرة، وستبقى محفورة في ذاكرتي».
وأوضح الحداد أن صوت النهام يعبر عن الهوية القطرية الأصيلة، وقال «نفخر بماضينا البحري العريق الذي ترك لنا تراثا ثقافيا غنيا يعد مدعاة للفخر، فقد استطعنا من خلال مهنة الغوص بحثا عن اللؤلؤ بناء مجتمعاتنا في الماضي، ولهذا السبب كانت المشاركة في تقديم هذا الجانب من تراثنا الثقافي في مراسم القرعة النهائية لكأس العالم 2022، أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لي».
وحول طبيعة فن لفجيري ؛ قال النهّام القطري إن هذا الفن الفريد يجمع بين قوة صوت النهام وروعة الأداء والتداخل مع الأصوات الصادرة عن آلات الإيقاع التي تنقل صوت النهام إلى الغواصين وهم ينزلون إلى أعماق البحر.
ويرى الحداد أن المحافظة على الثقافة والتراث أسلوب حياه بالنسبة له، وقال «أتطلع إلى مواصلة العمل الجاد لإحياء هذا الشكل الفني المميز، والحفاظ عليه لأجيال المستقبل، لما له من قيمة كبيرة في تاريخ شعبنا ودولتنا، حيث يعد دليلا على إصرارنا ومثابرتنا في التغلب على قسوة الحياة في الصحراء من خلال اللجوء إلى البحر وخيراته لكسب قوتنا».
وإلى جانب تخصصه في فن النهمة؛ امتهن الحداد العديد من الحرف اليدوية، وصناعة سفن الغوص للبحث عن اللؤلؤ، ويرى أن مجالات العمل المختلفة هذه تشكل جزءا من ظاهرة ثقافية كبيرة، وذات أهمية تاريخية تمثل ركنا أساسيا من الهوية القطرية.
وينحدر النهام علي الحداد من عائلة كرست حياتها للحفاظ على التراث الثقافي القطري، حيث عمل والده في مجال صناعة المجوهرات التقليدية، كما يمتهن أحد أفراد العائلة تصميم وصناعة القوارب التراثية التي استخدمها غواصو اللؤلؤ في منطقة الخليج العربي.
ويعد لفجيري فنا أصيلا ارتبط بحرفة الغوص وصيد اللؤلؤ التي امتهنها أهل الخليج العربي قديما في سبيل كسب الرزق، حيث اعتاد النهام على غناء المواويل والأهازيج الشعبية الحماسية على متن القوارب أو على الشاطئ ترحيبا بالغواصين العائدين إلى البر بعد قضاء يومهم في عرض البحر. وكان النهام القطري علي الحداد قد قدم أغنية خاصة في حفل القرعة النهائية لمونديال قطر 2022، حملت عنوان «رحلة إلى فن لفجيري» من تأليف الفنان القطري الشهير فيصل التميمي، وبمشاركة الملحن الأمريكي جريج إم. جونسون، في أداء حي نال إعجاب الحضور، مع خلفية بصرية مستوحاة من عناصر التصميم الفريدة للاستادات المونديالية التي تستضيف منافسات كأس العالم نهاية هذا العام.