أكد رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، أن الاردن قادر على مواجهة تحدياته، بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني وحنكته السياسية، ووعي الشعب الاردني ومنعة اجهزته الامنية وقواته المسلحة.
وأستعرض الفايز خلال المحاضرة التي القاها اليوم الأربعاء، في نادي ابناء الثورة العربية الكبرى ، التحديات التي تواجه الاردن ومختلف القضايا الراهنة ، ومراحل نشأة الدولة الاردنية والتحديات التي واجهتنا منذ بداية التأسيس، ودور القيادة الهاشمية والزعامات العشائرية والوطنية في بناء الاردن ومؤسساته القوية وتشكيل الهوية الوطنية الجامعة.
وقال الفايز: "إن سر قوة ومنعة الاردن واستقراره الامني والسياسي، هو جلالة الملك الذي يمثل صمام الأمان الاول للاردن، وعنوان عزتنا وكرامتنا، كما ان قوة تماسك نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية مكنتنا من مواصلة المحافظة على امننا واستقرارنا، في ظل الظروف المحيطة بنا ، والتحديات التي تواجهنا ، والضغوطات التي تمارس علينا".
ودعا الفايز الاردنيين وخاصة شباب الوطن وشاباته، الى التصدي لمحاولات العبث بنسيجنا الاجتماعي، ومواجهة خطاب الكراهية والفتنة الذي يروجه البعض وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الخارجية، مؤكدا أن الاردنيين بكافة توجهاتهم ومشاربهم ، لن يقبلوا التفريط بوطنهم وترابه الطهور، وجميعهم يقفون خلف جلالة الملك دفاعا عن عزتنا وكرامتنا، وهذا هو ديدنهم على الدوام يرخصون الغالي والنفيس من اجل الوطن وقيادة الهاشمية.
وقال الفايز " انني ادرك بان هناك تحديات اقتصادية صعبة تواجه المواطنين، اثرت على حياتهم المعيشية، وبرغم ذلك ستبقى سيوف الاردنيين مسلولة دفاعا عن الوطن وقيادته الهاشمية ، فهذه هي مواقفهم على الدوام ، فقد نذروا انفسهم للوطن وقيادته فكلنا فداء للوطن والملك ".
وأضاف، جميعنا في قارب واحد ، وجميعنا حريص على الوطن وامنه واستقراره ، والاردن ومنذ البدايات واجه تحديات عديدة ،كان اخرها الربيع العربي، وانتشار قوى الارهاب والتطرف، وازمات المنطقة الحالية، وما رتبته علينا من تحديات اقتصادية وامنية، ولكننا استطعنا تجاوزها والحفاظ على امننا واستقرارنا ،وخرجنا منها اكثر قوة وصلابة.
وحول التحديات المعيشية والاقتصادية فقد طالب رئيس مجلس الاعيان ، بضرورة مواجهة هذه التحديات بسرعة، وايجاد
الحلول العملية لها ، فالامن الاقتصادي والاجتماعي يشكل اولوية وطنية.
وبين انه ولمواجهة تحدياتنا الاقتصادية، علينا ان نتبع نهجا اقتصاديا جديدا يسرع في عملية النمو الاقتصادي، ويعظم الانتاج الوطني ، واتباع سياسة اقتصادية محفزة للتنافسية، تدعم بيئة الاعمال، وتساعد في تعزيز الاعمال الريادية، التي تعتمد على الابتكار والابداع، مما يشكل قيمة مضافة للاقتصاد ، إضافة الى الاستفادة القصوى من المؤتمرات الدولية التي تعقد لدعم الدول المستضيفة للاجئين ومنها مؤتمر لندن، واستثمار المكاسب التي يحققها جلالة الملك على المستوى الدولي، مؤكدا أن الاردن بفضل جلالته يحظى باحترام وتقدير المجتمع الدولي، والعالم مستعد لمساعدته ، وعلينا ان نستثمر ذلك.
ولفت الفايز، الى اهمية العمل على تمكين الشباب والمرأة، وتوزيع مكتسبات التنمية على المحافظات بعدالة، وخلق بيئة استثمارية جاذبة تحافظ على الاستثمار الوطني، وذلك من خلال منح المستثمرين ميزات نسبية للاستثمار في المحافظات، من خلال منحهم اعفاءات ضريبة، وتأجيرهم ارض بأسعار رمزية.
وقال ، إن استقرار مجتمعنا وتماسكه هو الاساس للنهوض في كافة المجالات ، لكن للاسف فأننا نواجه اليوم مشكلات اجتماعية عديدة، اصبحت مقلقة وبحاجة الى معالجات حقيقية، ومنها العنف المجتمعي، والتجاوز على هيبة الدولة، وعدم احترام القانون، اضافة الى ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي من اساءات ، خطاب كراهية ، وعنف لفظي وتنمر ، واغتيال للشخصيات ، وانتهاك للخصوصية ، وهذا لا يقع في باب حرية الراي والتعبير .
وأضاف الفايز،" اننا ندرك بان هناك تحديات تواجه شبابنا، وبطالة بين صفوفهم، لكن فقدان الاحساس بالانتماء الوطني امر مدمر، ونتائجه كارثية على الجميع ، ولذلك لا بد من دعم الشباب ،واستغلال طاقاتهم وابداعاتهم، وتوفير فرص العمل لهم ، وبذات الوقت علينا تعزيز مفهوم المواطنة الفاعلة، وقيم العطاء للوطن، وتطبيق القوانين بحزم وعدالة على الجميع ، وان يكون القضاء والدولة هو المرجعية عند الاختلاف، فلا يجوز ان يكون احد فوق القانون.
وقال : إن مواجهة تحدياتنا الاجتماعية هي مسؤوليات مشتركة، فالحكومة مسؤولة، ومؤسسات المجتمع المدني من احزاب ونقابات مسؤولة ، وهناك مسؤوليات على الاسرة والمدرسة والجامعة، ورجال الدين، ووسائل الاعلام المختلفة لمحاربة هذه الظواهر السلبية.
وفيما يتعلق بصفقة القرن او صفقة العصر التي طرحتها الادارة الامريكية ، قال: إن هذا موضوع بالغ الاهمية ، وهناك تخوفات مشروعة من ان تكون له تداعيات على ثوابتنا الوطنية ، وايجاد حلول للقضية الفلسطينية على حساب الاردن ، لكن الذي يجب ان يدركه الجميع ، بان الاردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لن يتخلى عن ثوابته الوطنية ، فالاردن لن يكون وطنا بديلا لفلسطين ، فالاردن هو الاردن ، وفلسطين هي فلسطين .
واكد الفايز، أن الاردن لن يتنازل عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف ، ولن يفرط بحقوقه المتعلقة بعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وتعويضهم، اضافة الى مختلف القضايا المتعلقة بالمياه والحدود، لافتا الى ان لاءات جلالة الملك الثلاث واضحة واعلنها اكثر من مرة ردا على كل من يشكك بمواقف الاردن، وهي " لا للتوطن ، ولا للوطن البديل ، والقدس ومقدساتها الاسلامية والمسيحية خط احمر ".
وقال: إن الاردن بقيادة مليكنا سيبقى يؤكد دوما على الثوابت الفلسطينية ويدعمها ، وسيبقى يساند حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن هذه هي الثوابت الاردنية ، ولن نقبل بالتنازل عنها مهما كانت الضغوط او الثمن.
واضاف الفايز، " انني اؤمن بان المستقبل سيكون افضل ، بفضل قيادتنا الحكيمة ، وايماننا ببلدنا، ومنعة مؤسساتنا الامنية والعسكرية " .
وقال رئيس نادي أبناء الثورة العربية الكبرى الدكتور نايف العبداللات: إنهم بنادي الثورة سيبقون منسجمين مع الرؤية الملكية السامية في متابعة الدراسات عن تاريخ الثورة العربية الكبرى وتاريخ الاردن وتوثيقه، والتواصل مع قطاع الشباب من خلال النشاطات الثقافيك والاجتماعية التي تلتقي مع أهداف الاردن، وترجمة رؤى القيادة الهاشمية والتركيز على مبدأ الحوار الهادف، وتناول القضايا التي تثار داخل الوطن وخارجه.
بعد ذلك جرى حوار موسع بين رئيس مجلس الاعيان والحضور تناول مختلف قضايا الشأن العام والقضايا الاقليمية.