
أصيب طالب سوداني و3 من أفراد الشرطة، الأحد، خلال مظاهرة طلابية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب)، احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والخدمات العامة الأساسية، ما أدى إلى تعليق الدراسة في جميع المراحل إلى أجل غير مسمى، وفق شهود عيان والحكومة المحلية.
وقال شهود عيان للأناضول إن مئات الطلاب تظاهروا في الفاشر، تنديدا بالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي، وشح مياه الشرب، وانعدام رغيف الخبز ووسائل نقل الركاب.
وأضافوا أن قوات الشرطة أطلقت أعيرة نارية في الهواء والغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة الطالب صالح بخيت صالح (18 عاما)، وهو يدرس في مدرسة "الفردوس الثانوية" بالفاشر.
كما أصيب 3 من أفراد الشرطة جراء رشقهم بالحجارة من جانب محتجين، وفق شهود العيان.
وأفادوا بأن الطلاب المحتجين وصلوا إلى منزل الوالي محمد حسن عربين، ورددوا شعارات مناوئة، وتخطى بعضهم الحواجز الأمنية، واقتحموا المباني الملحقة بالمنزل، وخربوا أجزاء منها، خاصة سكن الحراسة الأمنية.
كما اقتحم بعض الطلاب، بحسب شهود العيان، محلات تجارية في سوق الفاشر وخربوها.
وقالت حكومة الولاية، في بيان، إنه "حفاظا على الأرواح والممتلكات، وبعد الأحداث التخريبية المؤسفة التي شهدتها مدينة الفاشر اليوم، أصدر والي ولاية شمال دارفور، محمد حسن عربين، قرارا قضى بتعليق الدراسة بجميع المراحل الدراسية إلى أجل غير مسمى".
ويعاني السودان أزمة اقتصادية غير مسبوقة، وتشهد المخابز ومحطات الوقود طوابير طويلة من المواطنين، طلبا للخدمة.
وبعد انفصال جنوب السودان في 2011، تراجع إنتاج السودان النفطي من 450 ألف برميل يوميا إلى ما دون 100 ألف، ما دفع الخرطوم إلى استيراد أكثر من 60 بالمئة من المواد البترولية لتلبية احتياجات البلاد.
وفي 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018، اندلعت في السودان احتجاجات شعبية على تردي الأوضاع الاقتصادية، ما دفع قيادة الجيش، في 11 أبريل/ نيسان من العام التالي، إلى عزل عمر البشير من الرئاسة (1989-2019).
وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/آب 2019، مرحلة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم السلطة خلالها كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الخرطوم اتفاقا لإحلال السلام، في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.