نجا الرئيس الكولومبي إيفان دوكي من محاول اغتيال، بعد تعرض مروحيته لإطلاق نار، أمس الجمعة، بالقرب من الحدود مع فنزويلا، في أول هجوم يستهدف رئيسًا كولومبيًا منذ حوالي 20 عامًا؛ فيما نددت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبعثة الأمم المتحدة في كولومبيا بالحادثة.
ووصف دوكي، في بيان رسمي، الهجوم الذي تعرّض له بـ"الجبان"، مضيفًا: "نرى ثقوب الرصاص على المروحية الرئاسية".
وأشار دوكي إلى أنّ "ميزات السلامة" التي تتمتع بها مروحيته منعت "هجومًا قاتلاً".
وأضاف: "نحن لا نخاف من العنف أو من أعمال الإرهاب. دولتنا قوية وكولومبيا قوية بما يكفي لمواجهة هذا النوع من التهديد".
وكشف دوكي أنه كان في المروحية برفقة وزير الدفاع، دييغو مولانو، ووزير الداخلية، دانييل بالاسيوس، وحاكم نورتي دي سانتاندير، سيلفانو سيرانو.
وقال: "وجّهت كامل الفريق الأمني بوضوح تام لملاحقة أولئك الذين أطلقوا النار على الطائرة".
ووقعت الحادثة بينما كانت الطائرة تحلق عبر منطقة كاتاتومبو باتجاه مدينة كوكوتا، عاصمة إقليم نورتي دي سانتاندير، بحسب الرئيس الكولومبي.
وحضر دوكي مناسبة في منطقة كاتاتومبو، وهي واحدة من المناطق حيث تتم زراعة نبتة الكوكا في كولومبيا، أكبر منتج للكوكايين في العالم.
ولم يسفر هذا الحادث عن تسجيل أي إصابات، فيما لم توضح السلطات إن كان إطلاق النار قد تم من الجانب الفنزويلي أم الكولومبي من الحدود؛ علمًا أن كولومبيا عادةً ما تتهم فنزويلا بإيواء متمرّدين كولومبيين على أراضيها.
غضب الشارع واتهامات لفنزويلا
وتعد منطقة كاتاتومبو المضطربة الواقعة على الحدود الكولومبية مع فنزويلا، موطنًا لمحصول الكوكا المكون الرئيسي للكوكايين.
وينشط في تلك المنطقة مقاتلو "جيش التحرير الوطني" ومقاتلو جماعة القوات المسلحة اليسارية (فارك) السابقون، الذين يرفضون اتفاق السلام الموقع عام 2016 مع الحكومة الكولومبية، إلى جانب جماعات مسلحة متورطة في تهريب المخدرات.
وانقطعت العلاقات بين كولومبيا وفنزويلا بعد وصول دوكي المحافظ إلى السلطة عام 2018.
ولطالما اتّهمت حكومة دوكي السلطات الفنزويلية، بقيادة الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، بإيواء مقاتلي "جيش التحرير الوطني"، فيما شهدت المنطقة الحدودية أعمال عنف في الفترة الأخيرة.
ومؤخرًا، واجه دوكي غضبًا من الشارع حيث تراجعت نسب التأييد له إلى حد كبير.
ففي أواخر أبريل/ نيسان الماضي، أعرب عشرات الآلاف عن استيائهم من مقترح لرفع الضرائب اعُتبر أنه سيؤذي الطبقة الوسطى، التي تعاني أساسًا اقتصاديًا جرّاء الوباء.
وبعد ذلك، ألغت الحكومة المقترح، لكن التظاهرات تحوّلت إلى حراك شعبي أوسع للتعبير عن الغضب حيال انعدام المساواة والتعليم وغيرها.
المصدر.. وكالات.. العربي