فلسطين المحتلة - اقتحمت قوات معززة من شرطة الاحتلال ترافقها جرافات بلدية الاحتلال في القدس حي البستان في بلدة سلوان، وذلك مع انتهاء المهلة لهدم 17 منزلا بعد أن رفضت لجنة التنظيم والبناء منحها التراخيص، بحسب ما أفاد مركز معلومات وادي حلوة.
وأغلقت شرطة الاحتلال الطرقات المؤدية إلى حي البستان وحاصرت المنازل المهددة بالهدم ومنعت التنقل في المنطقة، وحاصرت محلا تجاريا تمهيدا لهدمه في شارع العين ببلدة سلوان، فيما وفرت الحماية والحراسة للجرافات والمعدات الثقيلة التي تستعمل في هدم المنازل الفلسطينية بالقدس.
واندلعت مواجهات بين مجموعة من الأهالي وقوات الاحتلال التي قامت بقمع سكان الحي بعد محاصرته والشروع بهدم منشأة تجارية، وأطلق عناصر شرطة الاحتلال قنابل الغاز المدمع على السكان، وقاموا بالاعتداءات بالهراوات على الشبان وإبعادهم عن المناطق التي تستهدفها جرافات الهدم.
ومنعت شرطة الاحتلال طواقم الصحافة ووسائل الإعلام من الدخول إلى الحي وعرقلت عملها في تغطية عمليات هدم المنازل عن قرب، وعلى الرغم من ذلك وثقت فيديوهات قيام قوات الاحتلال بإخلاء بعض المنازل من قاطنيها وتشريد أفرادها، فيما أظهرت الفيديوهات إقدام الجرافات والآليات الثقيلة على هدم بعض المنازل بعد محاصرتها ومنع السكان من الاقتراب.
وأفاد الهلال الأحمر القدس بأن العديد من سكان الحي أصيبوا بحالات اختناق جراء قنابل الغاز، كما سجلت 14 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في سلوان، بينها 6 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط.
وأصيب المصور الصحافي في فضائية الجزيرة، لبيب جزماوي بحروق طفيفة جراء قنبلة صوتية أطلقها صوبه أحد عناصر الشرطة، إذ لوحظ الاستهداف المباشر لقوات الشرطة للطواقم الإعلامية واستهدافها بالقنابل الصوتية والغاز.
وانتهت، الإثنين، المهلة التي منحتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لأهالي حي البستان في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، بهدم منازلهم ذاتيا، وإلا ستقوم بلدية الاحتلال بعمليات الهدم وإلزام أصحاب المنازل بغرامات ومبالغ باهظة بدل تكاليف الهدم ودوريات الحراسة.
وعلى الرغم من تهديدات الاحتلال المستمرة بتهجير عائلات حي البستان، وهدم منازلهم أو تغريمهم في حال لم يقوموا بهدمها بأنفسهم، إلا أنهم يصرون على مواجهة تلك التهديدات والبقاء في منازلهم ومحالهم التجارية مهما كلفهم الأمر من ثمن، بحسب ما أكده مركز معلومات وادي حلوة.
وانتهت المهلة التي حددتها سلطات الاحتلال لـ13 عائلة تسلمت أوامر لهدم منازلها ذاتيا في حي البستان ببلدة سلوان خلال 21 يوما، وذلك من أصل 17 عائلة مهددة بالهدم.
وعبر المقدسي نضال الرجبي والمهدد بهدم منزله الجميل في حي البستان بسلوان عن رفضه محاولات انتزاعه من مسقط رأسه في سلوان.
وأوضح الرجبي أن البيت الذي يسكن فيه لم تصله أي تمديدات بتأجيل الهدم، وبالتالي من المتوقع في أي لحظة أن تحضر جرافات الاحتلال لهدمه، إضافة لإصرار محاكم الاحتلال على جرف كرمين أمام المنزل تقدر مساحتهما بـ 60 مترا مربعا.
وأضاف الرجبي أن بيت شقيقه فادي الرجبي ومحله التجاري لا يزال أمرهما متعلقا بما سيصدر عن محكمة الاحتلال، فيما أكد له المحامي أنه في حال صدر حكم بحقه فلن يكون هناك أي تمديدات.
ولفت الرجبي إلى أن محل والده ضمن المحلات التي أمهلت فترة الـ21 يوما لهدمها ذاتيا، ومن المتوقع أن يتم هدمه في أي لحظة من قبل جرافات الاحتلال.
وبين الرجبي أن عائلته المكونة من 9 أفراد مهددة بالتهجير، مشددا على إصراره على الصمود في القدس حتى لو تم هدم منزله فسيعيش في خيمة ولن يترك الأرض المقدسة فليس هناك عنها أي بديل.
ويرى الرجبي أن حكومة الاحتلال بهذه التصرفات تريد أن تحيل حياة المقدسيين إلى كابوس لكي تدفعهم إلى الهجرة وتركها لقمة سائغة للمجموعات الاستيطانية». وتعيش عائلة أبو دياب كابوسا يوميا في انتظار قيام قوات الاحتلال بهدم منزلها وخصيصا بعد انتهاء المهلة المخصصة لهم لإخلاء المنزل.
وقالت صاحبة منزل أبو دياب «منذ 35 سنة وأنا أعيش في هذا البيت وتزوجت وأنجبنا الأطفال وعشنا كل تفاصيل الحياة واليوم يأتي هذا الاحتلال ليدمر كل أحلامنا وذكرياتنا».
وشددت صاحبة المنزل متحدية الاحتلال: «ولكن أقول إذا بدهم يهدوا داري يهدوها وأنا فيها». وأشارت أبو دياب إلى أنه ومنذ 21 يوما لم تذق وعائلتها طعم النوم نتيجة انتظارهم قرار الهدم الذاتي الممنوحة لهم، وتابعت «لم ولن نهدم حلمنا بيدنا وسنبقى صامدين في بيتنا مهما كلفنا الأمر من ثمن». وكالات