فلسطين المحتلة - اقتحم مستوطنون متطرفون يهود، أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك - الحرم القدسي الشريف بمدينة القدس المحتلة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية العامة وشؤون المسجد الأقصى بالقدس، في بيان أمس الأحد، إن الاقتحامات نفذت بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة المدججة بالسلاح.
وأفادت الدائرة، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى عبر باب المغاربة على شكل مجموعات، ونفذوا جولات مشبوهة، وأدوا طقوساً تلمودية استفزازية في باحاته إلى أن غادروه وسط حالة من الغضب والغليان سادت المكان.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة قبل الماضية وفجر أمس الأحد، حملة مداهمات وتفتيشات بمناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، فيما تواصلت فعاليات الإرباك الليلي للمستوطنين في بلدتي بيتا وقصرة قضاء نابلس، تصديا للتوسع الاستيطاني.
وتشهد مناطق متفرقة بالضفة الغربية والقدس يوميا اقتحامات قوات الاحتلال، يتخللها دهم وتفتيش منازل وتخريب محتوياتها، وإرهاب ساكنيها خاصة من النساء والأطفال.
وأفاد مواطنون فلسطينيون أن قوات الاحتلال اقتحمت فجر أمس بلدة عورتا، وتمركزت في البلدة القديمة ومحيط الأضرحة التاريخية. وفي بيتا، شهدت البلدة مواجهات ليلية، وتمكن خلالها الشبان من إزالة العلم الإسرائيلي على جبل صبيح. وأصيب 51 مواطنا بالاختناق بالغاز خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدتي بيتا وقصرة قضاء نابلس.
وأفاد ة الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أن 42 مواطنا أصيبوا بالاختناق وسبعة آخرون بالسقوط، خلال المواجهات التي شهدها جبل صبيح في بلدة بيتا. وأوضح الهلال الأحمر أن عشرات المواطنين أصيبوا بالاختناق في بلدة قصرة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال. وتشهد بلدة قصرة منذ عدة أيام مواجهات وفعاليات للإرباك الليلي في أعقاب استشهاد الشاب محمد حسن، أسوة بما يجري في بلدتي بيتا وبيت دجن. وتتعرض بلدة قصرة باستمرار لاقتحامات متواصلة من قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين المسلحين، الذين يعتدون بأسلحتهم على المواطنين الآمنين في أعمالهم ومزارعهم. فيما يشهد محيط جبل صبيح فعاليات واسعة من الإرباك الليلي الذي ينفذه أهالي بلدة بيتا، ويمتد حتى ساعات متأخرة من الليل.
واستشهد خلال المواجهات على جبل صبيح 4 شبان، وأصيب المئات بينهم العشرات بالرصاص الحي.
في السياق، تصاعدت هجمات واعتداءات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، بالاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم والمحاصيل الزراعية، وقطع للأشجار، وهدم للمزارع، حيث تتم الهجمات بحراسة من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي.
في محافظة نابلس، أقدم مستوطنون، منتصف الليلة قبل الماضية، على قطع أحد أعمدة الكهرباء الرئيسية التي تغذي خربة سارة غرب قرية جالود. وأفاد مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس، بأن عددا من مستوطني «احياه» المقامة على أراضي جالود، قاموا بقطع أحد أعمدة الكهرباء التي تمد خربة سارة، وذلك بنشره بالمناشير اليدوية، ما أدى إلى تخلخل خطوط الشبكة التي أصبحت مهددة بخطر السقوط الكامل.
وأضاف، أن المستوطنين يستهدفون من خلال هذا الاعتداء قطع الكهرباء عن خربة سارة الواقعة في قلب مستوطنتي «شيلو» و»شفوت راحيل»، بعد أن دمروا الشهر الماضي شبكة الكهرباء شرق جالود.
وحاولت مجموعة من المستوطنين، الليلة قبل الماضية، قطع أعمدة الكهرباء المغذية لخربة صرة في قرية قريوت قضاء نابلس. وأفاد مواطنون أن المستوطنين حاولوا قطع أعمدة الكهرباء المغذية للخربة، وقاموا بقصها بمناشير خشب كهربائية. ولفتت المصادر إلى أن خطرا يتهدد الشبكة في المنطقة، بحيث أصبحت الأعمدة آيلة للسقوط في أية لحظة.
ويضيق الاحتلال ومستوطنيه على المواطنين في خربة صرة، حيث سلمت قوات الاحتلال سابقا سكان الخربة إخطارات بهدم سلسلة حجرية وإغلاق كهوف أثرية، ومنعتهم من استخدام بئري مياه قديمين اعتاد المواطنون على استخدامها.
وبات من الواضح أن أطماع المستوطنين في الأراضي الواقعة بالقرب من المستوطنات والبؤر الاستيطانية لا حدود لها، لذلك يلجئون إلى تدمير البنى التحتية، وقطع الأشجار، وحرق المحاصيل الزراعية لإجبار المواطنين على ترك أراضيهم بسبب الخسائر التي يتكبدونها بسبب اعتداءات المستوطنين.
وفي محافظة بيت لحم، أضرم مستوطنون، فجر أمس الأحد، النيران في مقاعد بأراضٍ في بلدة بتير. وأفاد الناشط في مجال مقاومة الجدار والاستيطان في بتير عمر القيسي لـ»وفا»، بأن عددا من المستوطنين اقتحموا «الحرايق» في منطقة الخمار الواقعة بين أراضي المخرور في بيت جالا وبتير، وأشعلوا النيران في مقاعد ومستلزمات أخرى كانت في الموقع، وهي المرة الثانية خلال أسبوع.
وأشار القيسي إلى أن هناك تصعيدا من قبل المستوطنين وتحت حماية قوات الاحتلال في هذه المنطقة، تمثل بالتجريف، ونصب بيوت متنقلة «كرافانات»، بهدف الاستيلاء عليها لإقامة بؤرة استيطانية.(وكالات)