القلعة نيوز :
امتهنت غرام الجعافرة، تهديب الكوفيات الأردنية باعتبارها إرثا تاريخيا و رمزا يمثل عزة وفخارا اردنيا في طريقه للنسيان، لتصممه بالعزم والإرادة قطع فنية تعلو جباه الرجال، وتحي من جديد هذه المهنة .
فعندما اضنى تهديب الخيوط وجمعها كزهرة بيضاء أنامل جدتها على مدى سنين طوال كانت خلالها الجعافرة تتعلم وتراقب انسياب الخيوط والتفافها على زوايا الكوفيات لتأخذ أسرار وتفاصيل المهنة، لتطور تصاميمها بما يتواكب مع عصرنا الحاضر مع المحافظة على العراقة والتراث والرمزية التي يملكها الشماغ الأردني.
وتبدأ الجعارة حديثها عن مشروعها الذي سجل في وزارة الصناعة والتجارة كاول مشروع على مستوى الاردن بمجال تهديب الشمغ والكوفيات بانواعها وتقول، ان مشروعي هو تهديب الشماغ الاردني المصنوع يدويا والذي يعبر عن التاريخ والثقافه الاردنية وهو المناسب للرجال والنساء فمنه الشماغ الملكي والاميري.
الجعافرة التي تقطن قرية العدنانية احدى قرى محافظة الكرك البالغة 36 قرية تتناثر على جيد المحافظة كالدرر البيضاء بعدد سكان قريتها الذي لم يتجاوز 2000 مواطن، فيما تمثل القرية انموذجا في التكافل بين سكانها، غير ان الفقر والبطالة عناوين بارزة تسيطر على المشهد في القرية لنجد ان الفتيات هناك ينتظرن سنوات طوالا للعمل في القطاع الحكومي كون سبل العمل في القطاع الخاص تكاد تكون معدومة.
غرام الجعافرة طالبة في جامعة مؤتة في سنتها الرابعة أخذت من صناعة الهدب شغفها وحبها للعمل كونها عملت مع هيئات محلية ووجدت ان المهنة سلاح وان الوظيفة الرسمية اصبحت سرابا لتبدأ مشوارها منذ خمس سنوات في هذه المهنة التي تجسد التراث الاردني.
وتشير الى مشروع عزم الذي ينفذه مركز تطوير الاعمال-BDC والممول من منظمة الأمم المتحدة للطفولة(اليونيسف)unicef يعتبر احد المؤسسات الرائدة في مجال التنمية والتدريب كونه يستهدف احتياجات الأفراد والمجتمع» الى جانب المحافظة على الارث الحضاري، وتقول من خلال هذه المشروع استطعت الحصول على ماكينات حبكة ودرزة ومواد اولية لضمان ديمومة المشروع وتطويره وتمكنت من تشغيل ثلاث فتيات يدرسن حاليا الماجستير.