شريط الأخبار
من منبر العلم إلى منصة التشريع... العنف يغيّر وجه الحوار. تحديد موعد مواجهتي العراق والإمارات في الملحق المؤهل لكأس العالم 2026 الذهب يلتقط أنفاسه بعد ارتفاع قياسي فانس: اتفاق السلام يسير أفضل من المتوقع ونعلن افتتاح مركز إعمار غزة الملياردير الروسي أبراموفيتش يضع عينه على فريق تركي كبير المنتدى الإماراتي الروسي الأول للأعمال يجمع القادة الاقتصاديين من كلا البلدين شرطة لندن تمنع مظاهرة لليمين المتطرف في حي مسلم تجنبا للاضطرابات برشلونة في مواجهة صعبة ضد أولمبياكوس.. التشكيلة والقنوات الناقلة اول تعليق من الشاعرة نجاح المساعيد بعد إلقاء القبض على زوجها المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة رئيس المخابرات المصرية يلتقى نتنياهو ويناقش معه خطة ترامب القبض على زوج الإعلامية نجاح المساعيد وبحوزته مليون وستمائة ألف درهم هيئة البث الإسرائيلية: رئيس المخابرات المصرية التقى نتنياهو وناقش معه خطة ترامب رئيس المخابرات المصرية يتوجه إلى إسرائيل لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة عطية: زيارة عضو (الكنيست الإسرائيلي) للزرقاء استفزاز لمشاعر الأردنيين إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال نابلس واعتقال 15 فلسطينيا بالضفة اعتزال سياسي قريب؟ .. هرتسوغ تحدث مع عائلات الرهائن حول امكانية منح نتنياهو العفو الأميرة وجدان الهاشمي ترعى افتتاح معرض "الحمام في منطقة حوض البحر الابيض المتوسط .. من المشرق الى الاندلس" الأمن العام : إلقاء القبض على شخص سرق 5 ملايين درهم إماراتي من زوجته. حماس: إسرائيل ارتكبت 80 خرقا لاتفاق غزة وقتلت 97 شخصا

المغرب.. يهفو القلب إليها

المغرب.. يهفو القلب إليها

القلعة نيوز :

نـسـمـــات الـســاحــل ونــدى الـغــابــات الـعـلـيـلــة ولـفـــح الــصــحــــراء

تلقيت من سي محمد بن عيسى المثقف الموسوعي وأبرز وزراء الخارجية العرب، دعوة كريمة للمشاركة في «مهرجان أصيلة الثقافي الدولي» الذي يعقد في مدينة أصيلة- أزيلا المتربعة على شاطىْ المحيط الأطلسي، التي أصبحت بفضل مبادرة ومثابرة القطب محمد بن عيسى، قطبا ثقافيا دوليا مرموقا.

يهفو قلبي إلى المغرب،

يشدني إليها شغفٌ فريد يتملكني ويستحوذ عليّ، ذلك إنني بعد خمسة اعوام ونصف العام من العمل في المغرب سفيرا لبلادي، وصلت إلى القناعة بأنها من أجمل ما خلق الله.

كان سائقي أحمد الحرشي بمثابة أخ وصديق. وقد دعوته واستضفته حين نُقلتُ سفيرا إلى اليونان. وكان للسفارة سائق ثان، ومع هذا كنت اتمتع بأن أسوق بنفسي أيام العطل وخارج إطار العمل الرسمي، مرةً باتجاه أصيلة وطنجة، وأخرى باتجاه مكناس وفاس، وثالثةً باتجاه مراكش؟ ورابعةً صوب إيفران.

كنت «أدق سِلْف» وأسوق، أسوق بلا توقف، ونوافذ السيارة الأربع، مشرعة لنسمات الساحل وندى الغابات العليلة ولفح الصحراء المغربية.

وحين عزمت على زيارة أغادير، التي تبعد عن الرباط حيث إقامتي وسفارتي، نحو 580 كيلومترا، اصطحبت الصديق محمد الشوابكة، وسقت على ساحل المحيط الأطلسي، مصحوبا بجبال الأطلس العظيم، عبر الدار البيضاء والجديدة وآسفي والصويرة وأغروض وتاغازوت إلى أغادير، مخترقين غابات الأرغان-الأركان الفواحة الرحيبة النادرة، في منطقة سوس.

وتجدر الاشارة إلى انّ المغرب الجميل الشاسع، تحفّه شواطئ خلابةٌ طولها 3500 كيلو متر، على البحر المتوسط والمحيط الأطلسي. وعلى تلك الشواطئ، وفي منطقة رأس سبارطيل بالقرب من طنجة، يلتقي البحران الأبيض والمتوسط، ونرى بالعين المجردة «مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان» حيت تلتقي المياه المالحة بالمياه العذبة ولا تمتزج، وهي ما ورد ذكرها في القرآن الكريم.

والأطباق المغربية المتنوعة لا يُعلى عليها

والمطبخ المغربي اليوم هو الأميزُ وألأغنى وألأطيب في العالم، أمّا سيد الأطباق ووجبة يوم الجمعة في أنحاء المغرب، الكسكسي، فهو الوجبة اللذيذة الصحية المشتهاة الأبرز في بيتنا وهي الوجبة التي يطلبها ويحبها كل افراد أسرتي، الذين عاشوا معي في المغرب، وعشقوها في مستوى عشقي لها.

عندما رحل الملك الحسين يرحمه الله ويحسن اليه، كنت سفيراً في المغرب، فرتبت مراسم استقبال المعزين الذي أمّوا السفارة الأردنية في السويسي بكثافة خففت عليّ كثيرا. وكان أول من عزاني، فور إعلان نبأ الوفاة، سمو ولي العهد مولاي الأمير محمد بن الحسن. شكرته وقلت له: سمو ولي العهد إنني من يعزيك بعمك الملك الحسين.

وكلما كنت أصافح الملك الحسن الثاني في المناسبات الرسمية والأعياد، كان يقول لي انني أدعو الله في كل صلواتي لشفاء أخي الملك الحسين. ويضيف لقد اوعزت لسفارتنا في واشنطن أن ترسل الورود والحلوى المغربية التي يحبها إلى «مايو كلينك».

زارت بيت العزاء في السفارة وفي منزلي في شارع المهدي بن بركة في السويسي، وفودٌ من كل أنحاء وطبقات وأحزاب ومنظمات وهيئات الشعب المغربي. وكان على رأس المعزين وأولهم دولة الوزير الأول المغربي سي عبد الرحمن اليوسفي، الذي كان يناديني «صديقي السفير الأردني».

للملك الحسين مكانة سامية لدى ملوك المغرب العلويين، ولدى أبناء الشعب المغربي كافة. فطائرة الملك الحسين، كانت أول طائرة تحط في الرباط، للتهنئة بنجاة الملك الحسن، وفشل محاولة اغتياله في انقلاب الصخيرات الشهير، الذي دبّره الجنرال أوفقير، وقاده الجنرالان امحمد اعبابو ومحمد المدبوح، يوم 10 تموز سنة 1971.

عندما حطت طائرةُ الحسين في مطار سلا بالرباط، لم يكن الانقلاب قد فشل كليا، فقد كانت فلول الانقلابيين ما تزال تحتجز المطرب عبدالحليم حافظ في الإذاعة، وتحاول إرغامه على قراءة «بيان الانقلاب الأول» !! وكان الانقلابيون أيضا في عدة مراكز حساسة في الرباط.

ربطتني علاقات طيبة جداً بكبار رجال الدولة والمثقفين والصحافيين المغاربة، مثل رئيس مجلس النواب سي عبد الواحد الراضي، وراعي مهرجان أصيلة وزير الخارجية محمد بن عيسى، ورئيس الديوان الملكي المؤرخ والأديب عبد الحق المريني، ورئيس اللجنة الأولمبية المغربية قائد الدرك الملكي الجنرال حسني بن سليمان، والجنرال عبد الحق القادري المفتش العام للقوات المسلحة - مدير المخابرات، ورئيس المجلس القضائي الأعلى إدريس الضحاك، ومحمد الأشعري وزير الثقافة، والمناضل المحامي محمد اليازغي وزير اعداد التراب والسكنى والتعمير والبيئة، ووزير الاتصال والإعلام محمد العربي المساري، والأديب والناقد البارز الدكتور أحمد المديني والشاعر حسن نجمي، ومستشار الملك الحسن البروفيسور أندريه آزولاي، ومعالي خالد الناصري سفير المملكة المغربية لدى البلاط الهاشمي ونائبه عادل أوسي حمو، وأعضاء الفرقة المغربية الشهيرة ناس الغيوان.

وجمعتني صداقة عميقة، بالسفير الشاعر عبد العزيز خوجا السفير السعودي في المغرب، والسفير التونسي وزير الثقافة الأسبق الدكتور صالح البكاري، والمدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - الإيسيسكو الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري. وأبناء الجالية الاردنية السادة: نبيل النجار وزهير القضاة ورياض العابدي ومحمد الشوابكة وهنائي الدجاني.

صعق المغاربةُ يوم 23 تموز سنة 1999 بوفاة الملك الحسن الثاني بنوبة قلبية في مستشفى ابن سينا بالرباط، بعد ثمانية وثلاثين عاماً في حكم بلاده وعن عمر 70 عاما.

عندما أصاب العطشُ المملكةَ المغربية، جلب المغاربةُ الماءَ بالبواخر من إسبانيا، فأخذ الملك الحسن قراراً ببناء سـدٍّ كلَّ عام.

في المغرب الآن نحو 150 سداً، أحدها سدّ المسيرة بسعة 3.8 مليار م3، وهي انجازات مذهلة، تنم عن وعي وتخطيط ابداعي ومسؤولية وطنية عميقة، تستدعي أن يترحم المغاربة على ملكهم من أجلها، ليلَ نهار.

حضرتُ بمعية الملك عبدالله الثاني إبن الحسين في الرباط، تشييعَ الملك الحسن الثاني يرحمه الله ويحسن إليه، الذي ينتمي إلى سلالة العلويين الفلاليين الهاشميين، التشييع المهيب الذي شارك فيه نحو مليوني مغربي، ساروا ينتحبون بصدق، من القصر الملكي إلى ضريح محمد الخامس، الذي يقع مقابل صومعة حسان على ساحة يعقوب المنصور في الرباط.

حضر التشييع الرئيس الأمريكي بيل كلنتون، ومعه وفد من رؤساء أميركا السابقين، وأثناء التشييع، الذي شهد حضوراً كثيفاً، وتــمّ سيراً على الأقدام مسافة 3 كيلومترات، تلفّت الرئيس كلنتون خلفه فلم يجد أحداً من حرسه !!

تقدّم نحوه ضابطٌ شابّ، كان على بعد خطوة منه، قائلاً: «سيدي فخامة الرئيس اطمئن، أنت في حماية الحرس الملكي الأردني».

التفت الرئيس كلنتون إلى الملك عبد الله الثاني وأرسل له تحية من خلال الزحام الشديد، وواصل سيره مطمئناً.

كان كلنتون يسير قريباً من الوفد الأردني، فانتبه الملك عبد الله إلى انفصال حرسه عنه، فأرسل ضابطين من الحرس الملكي لحمايته.

لاحقاً أعـدّت قناة ناشيونال جيوغرافيك الرصينة، فيلماً وثائقياً، تجدونه على اليوتيوب، بيّنت فيه أنَّ التحدي الأكبر في تاريخ الحرس الأمريكي الخاص، كان حراسة الرئيس الأمريكي بيل كلنتون في جنازة الملك الحسن الثاني ملك المغرب !!

أمضى الدكتور ممدوح العبادي نائب رئيس الوزراء وزير الصحة ورئيس مجلس الأطباء العرب، إحدى إجازاته في باريس والريفيرا الفرنسية. ولما حان وقت السفر والعودة إلى عمان، اقترح أحد اصدقائه أن يعودوا إلى عمان عن طريق الدار البيضاء.

وهو ما كان.

قال لي الدكتور ممدوح العبادي انه نادم على أنه لم يقضِ كل مدة الإجازة السنوية في المغرب، وانه يستغرب ان يقضي اي شخص اجازته في بلد غير المغرب !!

أتفقُ مع الصديق الدكتور ممدوح العبادي، فقد وصل إلى نتيجة حتمية، وصل اليها كل من عاشر المغاربة، الذين لطالما ذكرت لأصدقائي، انهم من أكرم خلق الله.

وقد وصل كلُّ مَن شرب من حليب المغرب وأكل من تمرها إلى نفس نتيجة طبيب العيون شديد الابصار الدكتور ممدوح العبادي.