
يتوقع أن يصل أعداد السياح الذين ينقلهم القطار (80 ) ألف سائح لهذا العام .
تنطلق الرحلات أيام الجمع والسبت من كل أسبوع ، وفي العطل والأعياد الرسمية
القلعة نيوز - كتب : عبد الله اليماني
كشف مدير عام مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الأردني المهندس زاهي خليل النقاب عن بدء انطلاق موسم الرحلات العائلية على متن القطار، في رحلات سياحية عبر القطار الحجازي إلى عدة وجهات سياحية في المملكة منتظمة ، انطلاقًا من ( محطة عمّان) .
إلى وجهات جديدة انطلاقا من خطط محطاتها السياحية ابتداءً من الأسبوع المقبل ، لتشمل منطقة ( رحاب) ، التي تُعد من أبرز المناطق الأثرية الغنية بالمعالم التاريخية، إضافة إلى تنظيم رحلات إلى منطقة أم الجمال، المعروفة ببنيتها البازلتية الفريدة وآثارها الرومانية.
وقال زاهي : إلى أن الرحلات الجديدة تقدم للزوار فرصة لاستكشاف المعالم السياحية والتاريخية بطريقة مميزة، تجسد جزءًا من تاريخ الأردن العريق.
وسيتم تسيير رحلات سياحية إلى منطقة ( الجردانة ) في محافظة معان، والتي تُعد من الوجهات السياحية المميزة في جنوب المملكة لما تحويه من طبيعة خلابة وملامح تراثية. وذلك يومي الجمعة والسبت الموافق 11 و12 نيسان 2025.
وتأتي هذه الرحلات والوجهات الجديدة، في إطار تعزيز السياحة الداخلية وإحياء المواقع التاريخية والأثرية في المملكة.
مبينا زاهي إلى أن الرحلات السياحية عبر الخط الحجازي الأردني كانت مقتصرة سابقاً على محطة الجيزة فقط.
حيث وصل أعداد الذين تم نقلهم في القطار( 55 ) ألف سائح أردني في العام الماضي ، ومع فتح محطات جديدة من المتوقع إلى أن يصل العدد هذا العام ما يزيد عن 80 ألف سائح .
وقال المهندس زاهي : هذا التوسع الجديد يُمثل خطوة نوعية في تنشيط السياحة المحلية وهي تجربة ثقافية وتاريخية مميزة للمواطنين والزوار على حد سواء .
وأضاف زاهي : سوف توفر هذه الرحلات فرصة فريدة للاستمتاع بجمال الطبيعة ، وسط أجواء عائلية آمنة ومنظمة، تشمل برامج ترفيهية وخدمات مرافقة على متن القطار.
منوها إلى أنها تأتي في إطار جهود المؤسسة في العمل على تعزيز السياحة الداخلية ، وتوفير تجربة ترفيهية مميزة للعائلات، ضمن أجواء تراثية تحاكي حقبة القطار الكلاسيكي ، وتعيد إحياء جزء من التاريخ المرتبط بالخط الحديدي الحجازي.
وقال زاهي : تُعد هذه ( الخطط امتدادًا للجهود الوطنية) في تنشيط القطاع السياحي بعد تحديات فرضتها الظروف العالمية، وهي خطوة واعدة لإبراز جماليات المناطق الأثرية والسياحية الأردنية ، وتاريخ الأردن العريق أمام العالم.
وأوضح م. زاهي خليل في أن المؤسسة ملتزمة بالخط الحجازي الأردني ، ولا يمكن لها التوسع في هذا الخط لإنشاء خطوط أخرى أو سكك أخرى في المملكة ، مبينا : إلى أن مسؤولية إنشاء خطوط وسكك حديدية أخرى تقع على عاتق وزارة النقل والحكومة ، وهي صاحبة القرار في هذا الملف .
مؤكدا أن المؤسسة بصدد إطلاق رحلات سياحية داخلية في المملكة لوجهات جديدة ، وذلك لخلق مساحة سياحية للمواطن والسائح على حد سواء ، وتجربة التنقل عبر العربات البخارية النادرة في المملكة وعددها
( 8 ) ، إضافة للاستمتاع بالمحطات التاريخية التي مر بها الخط الحديدي الحجازي الأردني .
وأضاف : من المتوقع أن تنطلق هذه الرحلات خلال الأيام العشر المقبلة، وان الأسعار رمزية وتشجيعية هي بمتناول الجميع .
وتقع محطة عمان في حي المحطة، وهي تمثل محطة رئيسية من الصنف الأول وتتبع لـ مؤسسة الخط الحديدي الحجازي الأردني، يعود تاريخها إلى الخط الحجازي الذي كان يصل بين بلاد الشام ومكة المكرمة قديماً، إنها تتوسط الطريق الغربي بين عمّان والزرقاء وتحتل موقعًا استراتيجيًا جعلها من أهم مناطق سياحية في الأردن، توفر تلك المحطة خدمات متكاملة من حيث وجود خمس خطوط حديدية فرعية، ومشغلي صيانة القاطرات والشاحنات، لتكوِّن بذلك المحطة الرئيسية لانطلاق القطار، يتضمن المبنى الأثري للمحطة الذي يعد من المعالم المهمة في المدينة التاريخية برواق الركاب وقاعة الانتظار الذي يعود تاريخه إلى الفترة العثمانية، يمكن الوصول إلى المحطة بسهولة وذلك بواسطة وسائل النقل المختلفة، إنها تمثل إحدى الوجهات السياحية التي لا يمكن تفويت زيارتها في العاصمة الأردنية.
وخلال الرحلات في القطار يتمكن السائح من مشاهدة مواقع تاريخية تراثية وأثرية، التعرف على المناطق السياحة الداخلية والخارجية حيث تجمع مساراتهما بين ساحة المغامرة والتمتع بجمال وسحر الصحراء. إضافة تتنوع النشاطات الترفيهية السياحية من خلال النشاطات المميزة التي تمكن الأردنيين من التعرف على محطات القطار التي كان لها أطيب الأثر في نقل البضائع والركاب في المناطق الصحراوية ووضعها على الخارطة السياحية الأردنية من خلال خطة تكاملية .
وتعتبر رحلة القطار ذكرى لا تُنسى ، وقد رفعت نسبة الراغبين في الاستمتاع فيها .
كان الخط الحجازي الأردني، أحد خطي سكك حديدية خلفت الخط الحديدي الحجازي.
بعد أن انهارت الدولة العثمانية عام (1920) ، انقسم الخط الحديدي الحجازي الذي كان تحت السيطرة العثمانية إلى قسمين: محطة السكك الحديدية السورية والخط الحجازي الأردني (زمن الانتداب البريطاني على فلسطين).
عندما تشكلت الدولة الأردنية بعد الاستقلال عام ( 1946) ، خدم الخط الحديدي كالخط الحديدي الرئيس في الدولة على الرغم من أنه لم يكن مملوكاً للدولة
ويعتبر الخط الحديدي الحجازي من معالم التراث المرتبطة بتاريخ الأردن الحديث لارتباطه بالثورة العربية الكبرى، إضافة إلى أن أحد مباني الخط الحجازي في مدينة معان كان له شرف أن يكون المقر الرسمي للمغفور له جلالة الملك عبد الله بن الحسين طيب الله ثراه، وأيضا كان لهذا الخط شرف استخدام أحد قطاراته لرحلة جلالته من مدينة معان إلى عمان.
وتعتبر أبرز محطات الخط الحديدي الحجازي-الأردني: المفرق، والخربة السمراء، والزرقاء، وعمان، واللُّبَّن، والجيزة، وضبعه، وخان الزبيب، وسواقة، والقطرانة، والمنزل، وفريفرة، والحسا، وجرف الدراويش (جروف)، وعنيزة، والجردان، ومعان، وبير الشيدية-الأبيض، وبطن الغول، والمدوَّرة، بالإضافة إلى محطات الفرع الجنوبي، مثل السمنة، والمريغة، ورأس النقب.
ويشار أن الخط الحجازي الأردني من أقدم السكك الحديدية في المنطقة والعالم، تبلورت فكرته عام()1900، وأمر السلطان العثماني عبد الحميد (1876-1909)، في 2 أيار( 1900 ) حينها ببدء أعمال تشييده التي انتهت عام( ) 1908، وربط هذا الخط بين دمشق وعمان ومعان ومنها إلى البحر الأحمر عن طريق خط فرعي إلى خليج العقبة وما يزال هذا الخط عاملا في الأراضي الأردنية، لكن رحلاته إلى سوريا تعطلت نتيجة الأحداث الجارية هناك.