
القلعة نيوز/ جمال الرياحي
استذكر وزير الثقافة مصطفى الرواشدة نموذجًا نسائيًا وطنيًا اردنيًا زرعت الود والكرم والمحبة ،سيده من سيدات بلدة عي في محافظة الكرك لها عطاءً راسخ في صفحات الزمان و مسيرة خالدة.
وقال الرواشدة في استذكاره : غالبا ما ينحاز الناس للكتابة عن نماذج البطولة والأبطال الكبار، لكن أحد لا يلتفت إلى الأبطال المجهولين، والناس البسطاء المنسيين، ومنهم أم شاكر.
وأضاف أم شاكر المرأة البسيطة التي نبتت كشجرة زيتون من شقوق الصخر، تشبه سنديانة بقوتها وطيبتها ورقة قلبها الكبير وروحها النقية.
ومايلي نص تدونية الوزير الرواشدة غالبا ما ينحاز الناس للكتابة عن نماذج البطولة والأبطال الكبار، لكن أحد لا يلتفت إلى الأبطال المجهولين، والناس البسطاء المنسيين، ومنهم أم شاكر..
أم شاكر المرأة البسيطة التي نبتت كشجرة زيتون من شقوق الصخر، تشبه سنديانة بقوتها وطيبتها ورقة قلبها الكبير وروحها النقية.
أم شاكر لم تذهب إلى المدارس، ولكنها تعلمت المحبة والعطاء في مدرسة الحياة.
لم تقرأ ولكنها تعلمت من صفاء السماء، وكرم الغيم، وعطاء الينابيع، ولم تكتب، ولكنها زرعت صفحات المكان في قرية عي وجوارها أسطرا من كل ما يطرح الثمر ويطعم البشر.
وكانت نساء القرية تقول: "إيدها خضرا، لو غزت العود اليابس من أيدها يطلق ويخضر ويثمر ويطعم"، وما يزال أثرها في كل مكان يأكل منه الإنسان والطير سبيلا عن روحها..
وهكذا كان يصفها أبناء عي، وهكذا بقيت في الذاكرة خالدة، أم شاكر التي لها من اسمها نصيب في الشكر والامتنان، المرأة الصابرة، الكريمة الودود .. بابتسامتها التي لا تفارق وجهها الذي يشبه تضاريس المكان، وراحة يدها التي تخبز وتوزع ساخن خبزها على "مراق الطريق".
كان الود والكرم والمحبة، يجري مع دمها، ويتردد مع أنفاسها ونبضها وعروقها، ويجري الكلام على لسانها شهدا حين تقابلك صباحا بدعاء الجدات الطيبات الجميلات روحا، والنبيلات أرومة..
أم شاكر التي كافحت لتعليم أبنائها، وحصلوا على أعلى الشهادات، حفرت في الصخر، وقدمت نموذجا للمرأة الأردنية ..
حين غابت أم شاكر، حن الحجر ورق من خجل، وودعها الصغير الكبير بحزن، وبقيت حكايتها نموذجا وطنيا وإنسانيا..
أم شاكر تمثل نموذجا للبطولات التي خلدها ما زرعت بيديها في سفح المكان وسهله وجبله، وما تركت من فائض محبة بين الناس وظل ذكرى.
أم شاكر نفتقدك في هذا الزمان.