قال خبير القانون الدولي، أنيس القاسم، إن صفقة القرن هي اخطر مشكلة تواجه القضية الفلسطينية المركزية للعالم العربي.
وأضاف القاسم خلال ندوة على بعنوان "القضية الفلسطينية وصفقة القرن” على هامش أعمال اجتماعات الدولة الثانية للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، والتي تختتم غدا في العاصمة عمّان، أن القضية الفلسطينية تواجه "البلدوزر” الأمريكي والذي يعد الأقوى منذ احتلال فلسطين على يد بريطانيا.
وبين أن هذا "البلدوزر” الأمريكي غير منضبط، ويهدد الجميع فلسطينيين وعربا على حد سواء، مشيرا إلى قانون القومية اليهودي يعد ترجمة حرفية لصفقة القرن بمساعدة أميركية.
وأوضح القاسم أنه من الصعب الحديث عن صفقة القرن دون الحديث عن جانبها السياسي، مؤكدا أنه حتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف حيثياتها ولا زال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحاشيته يبشرون الأمة العربية بأن الصفقة وتفاصيلها قادمة.
وشدد على أن اعتراف الرئيس الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال في السادس من كانون أول (ديسمبر) العام 2017، جاء بعد أن ساق إعلام إدارة واشنطن للشعب 3 أسباب، أهمها أن إسرائيل دولة ذات سيادة ولها الحق بأن تحدد عاصمتها.
ولفت إلى أن صفقة القرن تهدف إلى اختراع شعب يسمى بالشعب اليهودي، عبر تحريف القوانين الدولية والحقائق والتاريخ.
وبين القاسم، أن من الأسباب الأخرى، اعتبار ترامب أن أحد شروط تحقيق السلام في المنطقة، يقوم عبر اعتبار أرض فلسطين والقدس كحق للاحتلال الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الإدارة الأميركية، ومن أجل جعل صفقة القرن أمرا واقعا، عملت على شن حملة تجفيف للدعم الدولي عن اللاجئين الفلسطينيين، عبر قطع المساعدات المالية عن "الأونروا” محاولة بهذه الخطوة شطب حق العودة.
وقال إن الأمة بانتظار الإعلان الرسمي للصفقة، التي هي صفقة تمهد للتوسع الصهيوني في الجسم العربي، داعيا إلى ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية في مواجهة المشاريع التصفوية لقضية فلسطين.
من جانبه، أكد وزير العدل الفلسطيني السابق، مستشار الرئيس الفلسطيني، المحامي علي مهنا، أن صفقة القرن لم تبدأ خلال فترة إدارة ترامب، وأن ما حصل للعالم العربي من تدمير ممنهج للعديد من الدول العربية وإعادة البعض منها لفترة ما قبل إنشاء الدولة، هو جزء مهم من أجزاء صفقة القرن.
ولفت مهنا، إلى أن الهدف من تداعيات الربيع العربي، وتدمير العراق الشقيق من قبل، هو شطب الإمكانيات العربية المرشحة لمواجهة الكيان الصهيوني، إضافة إلى خلف تحديات داخل كل قطر عربي تحول دون إبقاء القضية الفلسطينية كقضية مركزية للعالم العربي.
وبين أن كل قطر عربي حاليا منشغل بهمومه، ما أدى إلى تراجع القضية الفلسطينية المركزية خلف قضايا أخرى داخلية.
وشدد مهنا، أنه لن يترتب أي جديد على صفقة القرن، والدول العربية لن تربح شيئا منها، لأن كل شيء سيعود بالنفع على إسرائيل والإدارة الأمريكية، مبينا أن الاتحاد الأوروبي يعلم جيدا أن صفقة القرن غير مجدية للعالم ولن تفرص حالة السلام في الشرق الأوسط.