ليس من شك بأن الأداء الحكومي في السنة الأخيرة قد أغضب سيد البلاد قبل العباد فالاجراءات الحكومية وأساليب التعامل مع مختلف القضايا بات هشا ضعيفا ويلجأ للفزعة ويبتعد عن التخطيط السليم وثقابة الرأي والرؤية وحسن التصرف في كل الظروف والأحداث، فقد ظهر جليا سوء ادارة أزمة اضراب المعلمين التي لم يكن لها لتحل لولا تدخل سيد البلاد وقائدها، ولعل الملف الداخلي كان يعوزه الكثير من الأساليب والاجراءات التي أشعلت شرارة الأزمة بين المعلمين ومختلف أجهزتنا الأمنية والذين نكن للشريكين لا الفريقين كل الاحترام والتقدير.
قرأت أبان الأزمة التي انتهت بحمد الله رأي متفحص وأمني من طراز رفيع لمعالي وزير الداخلية الأسبق حسين المجالي والذي أبدى فيه ملاحظة غاية في الأهمية والخبرة بطريقة التعامل مع أزمة كانت كبيرة على مستوى الوطن، فبرأيه لايجوز الزج بالعناصر الأمنية والشرطية في مواجهة مع اخوانهم وابنائهم والتي لاقدر الله لو اشتعلت لكانت في غير مانرى أو نعتقد، سبما وأن الوطن مستهدف من داخله وخارجه وهناك من يترصد لقنص الفرص لاشعال الفتنة و التخريب والتدمير.
حسين المجالي يقرأ مابعد الحدث من خبرته لما قبله فهو رجل عسكري متمرس تشرف بحماية قيادتنا وله من الحس الأمني مايجعله يستبق كل ظرف أو أزمة، وهو ديبلوماسي من طراز رفيع خدم وطننا في سفارات الوطن ومثلها خير تمثيل، الا ان الأهم هوالشق السياسي الذي تمثل عبر توليه وزارة الداخلية التي أحسن ادارة ملفاتها وكان بمثابة بيضة القبان بين طرفي أي مشكلة داخلية ولازلنا نذكر أحداث معان، والتي أرقت الوطن وحكومته، فواجه الرجل الأزمة وكان ميدانيا في التعامل معها فرأب صدعها وأنهى ملفها بحنكة وحكمة ووطنية ملفته، وخرج وأهلنا في معان أكثر ولاءا وأكبر انتماءا.
المرحلة الآن تستدعي وبقوة أن يعود مثل هذا الرجل الذي يحمل في فكره أقانيم ثلاثية الزوايا عسكرية، وديبلوماسية، وسياسية، حيث يتمتع بمهارة في مزجها للتعامل مع اي شان داخلي يعيد الدفة الى مكانها الصحيح، فالوطن اليوم لايحتمل أية تجارب أو تجريب لأشخاص ربما يعوزهم مايمتلك هذا الرجل الوطني المنتمي.
ربما في الاطالة افادة ولكن من المهم القول أن الشخصيات الوطنية النظيفة يدا ومسلكا يناديها الوطن وقيادته اليوم قبل غد لاعادة التوازن الى ماحاد عن جادة الطريق التي رسمها سيد البلاد فيما يخذله الكثيرون في كل مرة ربما لمصالح ضيقة وأجندات شخصية أرجعت الوطن خطوات وخطوات الى الوراء وزادت مايعانية معاناة في الوقت الذي نسعى للأمام فيه ولولخطوة.
ربما في الأفق مستجدات وأحداث جديدة داخلية كتجمع المتقاعدين المدنيين، وشغب الملاعب وغيرها، وخارجية تستدعي وجود الشرفاء والمنتمين الذين يمسكون بأدوات وأساليب العمل بما لايقبل الخطأ او العشوائية أو الفزعه، ولمثل هذا وذاك فان الشارع وحديث المجالس يبدي كل ارتياح واطمئنان لاختيار سليل البيت السياسي والديبلوماسي والعسكري حسين المجالي في المرحلة المقبلة مستذكرين تجارب الماضي المشرف والمريح مع الرجل ومتطلعين لمستقبل آمن ووافر الاطمئنان يديره بكل ثقة واقتدار وانتماء