عام 2021 على الابواب و يا له من عام. مئوية الاردن كدولة حديثة نضرة، فيها يتألق العنفوان، "كشوكة ردت الى الشرق الصبا". قبل بضع سنوات احتفلنا بمئوية الثورة العربية الكبرى المجيدة، و التي اطلق رصاصتها الاولى في عام 1916 الشريف حسين بن علي طيب الله ثراه. اشعل بها شرارة التحرر و كونت نواة الجيش العربي و ارست قيم الاسقلال و الحرية و النهضة.
فالاردن هو وريث الثورة، و عرين الاشراف، و قلعة الاحرار من العرب. و لذلك رحب وطننا بالناس من كل بقاع الارض و شملهم في ثقافة وسطية معتدلة و منفتحة منذ امد طويل فلا لون و لا عرق و لا جنس و لا اعتقاد يتقوقع فيه الناس بل افراد متساون في الحقوق لا سلطان عليهم الا ضمائرهم و القانون. فالاردن رسالة اثبتت مصداقيتها. الاردن قيادة هاشمية من ال البيت تجمع بكل اريحية الاديان و المذاهب و الطوائف و الاعراق تحت رايتها. شعب الاردن متسامح يقبل الاخر، و ضميره نقي يحب الخير للعالم اجمع. بني الاردن على قيم الثورة العربية الكبرى و على رأسها احترام التنوع و التعددية و التأخي الاسلامي المسيحي، و على الاسلام الوسطي الحنيف.
فحري بنا، و نحن على مشارف مئوية الدولة، ان نستذكر البدايات باطلاق اسم عام "الملك المؤسس" على 2021 ليكون فيه استلهام و فهم لتاريخنا حتى نصنع المستقبل. الشعب العربي اليوم يحتاج الى نماذج ناجحة من بناء الدول و فهم معنى المواطنه و علاقة الفرد بمجتمعه و بدولته. الوطن العربي بحاجة ماسة الى قيادات واعية و مستنيرة تملك الشجاعة في مواجهة الحقيقة و التعامل معها و كذلك لديها طموحات كبرى للمستقبل. انها معركة استعادة الوعي و الضمير الجمعي الناضج.
ماذا لو جعلنا من عام 2021 مناسبة للتعلم من قيم تأسيس الدولة، و لتكوين رؤيتنا نحو المستقبل بمشروع نهضة شامل و متكامل يلبي طموحات الشباب؟ فهل نكرس عام 2020 للعمل عل مشروع نهضوي رائد يجمع الطاقات و يشحذ الهمم يتم اطلاقه في "عام الملك المؤسس2021"؟