مع بداية العام الجديد، لا بد لنا جميعا حكومة ومواطنون من أن نلتفت بكل انتباه واهتمام إلى جملة قضايا وآفات تصيب مجتمعنا في مقتل.. قد تقضي، لا قدر الله، على كل شيء جميل.. قضايا لا يستهان بها بتاتا.. بل الأصل أن تقض مضجع الحكومة.. وأن تبحث أسبابها وتعالج جذورها..
من أبرز هذه القضايا والظواهر الغريبة، التي يضيق منها الصدر ويندى لها الجبين، تزايد حالات الانحلال الأخلاقي والانحدار القيمي التي تغزو المجتمع مع حالات تتنامى بشكل مطرد من تعاطي المخدرات والانتحار والسرقة والعنف والاعتداء على الأشخاص والممتلكات.. وأصبحنا نشهد تداولا لمثل هذه الحالات على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن ذلك لغاية وهدف.. ولا ننسى ما ينجم عن ذلك من آثار نفسية ومعنوية تفتك بالمجتمع..
إضافة إلى حالات من التطاول على سيادة القانون والاستقواء على الأجهزة الأمنية.. فمحاولة كسر شوكتها ليس في مصلحتنا بأي حال من الأحوال ولا لأي سبب كان.. فأمننا بقوتها لا بإضعافها.. وفي احترامها والانصياع لأوامرها مصلحة لنا قبل أن تكون لها..
الأردن وطن وقيادة يتعرض لهجوم بشتى السبل ولحرب تستخدم فيها كل الأدوات.. والوقوف في وجه هذه الهجمات الظالمة لا يكون الا بمجتمع متماسك تسوده قيم الفضيلة والأخلاق..
اليوم ندفع ثمن إضعاف المؤسسات والنيل من هيبتها.. اليوم ندفع ثمن الفهم الخاطئ للانفتاح.. اليوم ندفع ثمن عدم مواجهة الظواهر ومعالجتها.. اليوم ندفع ثمن سطحية التفكير وتجاهل البوادر والتغاضي عن السموم.. وأي ثمن؟!..
القيم والأخلاق والتماسك المجتمعي أساس قوة الدولة ومنعتها.. فلا حرب تهزم بلا رجعة كحرب الثقافة والنفوس..
هل من سعي لإظهار الوطن بهذه الصورة التي لا تُرضي؟ هل من تحريك وتحريض؟.. هل ما حدث نتاج غياب دور أم تقصير؟.. أم مجرد مسلكيات محدودة؟..
ما الذي اصابك أيها الوطن الأعز؟.. أراك تتألم كثيرا لما يحدث وتتمنى أن لا شيء حدث من هذا القبيل.. لن يشوهوا صورتك يا وطن الأجداد وأرواحنا الثمن.. لا عيش دونك مهما زاد الجرح والألم.. كنت مضربًا للمثل وستبقى بعون الله إلى الأبد..
يا بني وطني حافظوا عليه وعلى ما بُني عليه من مبادئ وأخلاق وقيم.. ولا تسمحوا بالنيل منه ولا منها.. فلا قيمة تُذكر لأي أمة منزوعة القيم.. فالقيمة بالقيم ولا شيء غير القيم..