القلعة نيوز : عد عشرين عاماً على تحويل شارع النجمة القديم «مسار الحجاج التاريخي» المؤدي لكنيسة المهد، إلى شارع سياحي للمشاة، وتحويله إلى قصة نجاح، في إطار مشروع بيت لحم 2000، واعتماده من منظمة اليونسكو على لائحة التراث العالمي باعتباره موقع تراث إنساني، وضخ ملايين الدولارات لتأهيله في السنوات الماضية، فإن عشرات المحلات الصغيرة التي يملكها سكان الحي على جانبيه لا تزال مغلقة فيما يرى قاطنو بيوته القديمة أن من حقهم صياغة مستقبلهم فيه كما أنهم جزء من ماضيه.
وفي هذا السياق وحسب مراسل «الايام» حسن عبد الجواد، فقد عقدت بلدية بيت لحم اجتماعاً، بحضور رئيس البلدية انطون سلمان، وعدد من أعضاء المجلس البلدي، وممثل اليونسكو جنيد سورشوالي، ومدير عام التراث العالمي الدكتور احمد الرجوب، وصالح صبح ممثلاً عن محافظة بيت لحم، ونائب رئيس البلدية حنا حنانيا، وطوني مرقص مدير عام البلدية، وعدد من أصحاب البيوت والمحال والمؤسسات في طريق النجمة، لمناقشة عريضة موقعة من عشرات القاطنين في الحي ومحيطه، اشتملت على مطلبين، هما إعادة فتح الشارع للجميع، كما كان الحال عليه قبل البدء بالمشروع، لحين إعداد خطة شاملة تتناسب واحتياجات المنطقة، والثاني وإزالة الأعمدة من جانبي الشارع والسماح لأهل الحي بركن مركباتهم.
المحامي سلمان، استعرض العريضة، وبين أن مشروع تأهيل شارع النجمة الذي تنفذه بلدية بيت لحم هو مشروع وطني بامتياز، ممول من دولة روسيا الاتحادية بقيمة مليون ومائة ألف دولار، ويأتي في إطار التزامات واستحقاقات دولية على دولة فلسطين، واعتماد اليونسكو شارع النجمة وكنيسة المهد على قائمة التراث العالمي، مشيرا إلى أن مطالب السكان التي جاءت في العريضة هي مطالب جزئية ومحقة ومتواضعة، قياسا إلى ما تتطلع إليه البلدية من رؤية مستقبلية وإستراتيجية لتطوير الخدمات المقدمة لأهالي الحي تدريجيا، في إطار خطة مدروسة للإدارة والتشغيل مع الشركاء والمجتمع المحلي، من خدمات صحية، واجتماعية وثقافية، وتشغيل لاقتصاديات الشارع، وتثبيت مواقف مجانية للمركبات تستوعب الاحتياجات المستقبلة.
من جهته، قال الرجوب، إن وزارة السياحة تنظر لتأهيل الشارع الذي بدئ العمل فيه في 21 تموز 2019، على انه مشروع استراتيجي يوفر الخدمات السياحية والاجتماعية والثقافية لسكان الحي، علاوة على تحويل الشارع لموقع سياحي وبوابة سياحية لمدينة بيت لحم، وهو قرار رسمي فلسطيني سيتم تطبيقه في المستقبل القريب.
بدوره، دعا سورشوالي، إلى الاهتمام باحترام المعايير المعتمدة في لوائح مواقع التراث العالمي من خلال الإدارة الحضارية لها، كون هذه المواقع كمثيلتها في جميع أنحاء العالم انتقلت من مكانتها المحلية إلى العالمية.
فيما اعتبر صبح، ان مشروع التأهيل، يشكل فرصة تاريخية لإنعاش مختلف الخدمات، ويأتي بعد 20 عاما من تعطيل العمل فيه، حيث لم تنجح كل المحاولات السابقة لتحويله لشارع حيوي، إلا أننا اليوم أمام جهود مشتركة لتجاوز العقبات السابقة، ما يتطلب تعاون الأطراف كافة.
وأكد مدير مركز حفظ التراث الثقافي عصام اجحا، أهمية الاستجابة لمعايير لائحة التراث العالمي، معتبرا أن أعمال التأهيل القائمة فرصة حقيقية لتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين.
واجمع المشاركون على تقدير الجهود التي تقوم بها البلدية لإنجاح المشروع ضمن خطة تدريجية بالتوافق مع المجتمع المحلي، وعلى الأهمية العالمية والحضارية لاعتماد كنيسة المهد وشارع النجمة على قائمة التراث العالمي، والارتقاء بمستوى الخدمات المتنوعة التي سيقدمها المشروع لأهالي الحي والمدينة.
«الأيام الفلسطينية»