القلعه نيوز - لارا احمد - خاص
تعيش لبنان منذ أشهر على وقع اضطرابات شعبيّة تحمل لافتة تغيير سياسيّ حقيقيّ في البلاد، ولعلّ الحادثة المأساويّة التي استجدّت مؤخراً في بيروت أبرز دليل على ضرورة وجود حلّ عاجل يعود بلبنان إلى سكّة الإنجاز والعمل لا التقهقر والفشل.
تأسّف العالم كلّه للمأساة الإنسانيّة التي مرّ بها الشعب اللبناني في بيروت طيلة الأيّام الأخيرة، ورغم سيْل المساعدات الذي بلغ لبنان من مختلف أصقاع العالم، إلّا أنّ الإشكال الحقيقي لم يقع حلّه، وما لم يحدث ذلك، فإنّ الوضع لن يتحسّن في لبنان كما هو مرجوّ.
تعبيراً عن غضبهم من السلطة، خرج متظاهرون غاضبون في شوارع بيروت وعلقوا لافتات كتب عليها "بيروت مدينة منزوعة السلاح"،
كما اقتحم العشرات مباني وزارية وحكوميّة ودعوا "الشعب اللبناني لاحتلال جميع الوزارات". في مشاهد أخرى، حمل محتجون مشانق رمزية ولافتات تدعو الطبقة السياسية إلى الاستقالة من مناصبهم، والابتعاد عن المشهد، وسنح المجال لطبقة سياسيّة جديدة للبحث عن حلول جذرية لمعاناة الشعب اللبنانيّ. وقد ردّد المتظاهرون شعارات عدة من قبيل "الشعب يريد إسقاط النظام"، و "بيروت مدينة منزوعة السلاح".
تراقب حماس المشهد الحاليّ في لبنان وهي لا تشعر بالارتياح تُجاهه لأنّ أيّ تغيير سياسيّ جذري في البلاد سيضرب مصالحها المباشرة وسيضيّق من حركتها في لبنان.
علّق جهاد طه، أحد المسؤولين البارزين داخل الحركة ونائب المسؤول السياسي لحركة حماس في لبنان، على الأحداث المستجدّة الأخيرة وخاصة المظاهرات الشعبية، ووصفها بأنّها "موجّهة" وتخدم أجندات أجنبيّة معلومة وواضحة،
وأكّد أنّ كل ما تحتاجه لبنان هو الاستقرار لا مزيد من التصعيد نحو المجهول.
يبقى مستقبل لبنان غامضاً في الآفاق، لكنّ المؤكد أنّ حادثة انفجار المرفأ ستلقي بظلالها على حماس، وستدفع نحو مزيد التضييق على تحرّكاتها فوق الأراضي اللبنانية.