لا يمكن فهم هذا الصمت المريب من قبل بعض الحكومات الغربية إزاء الإساءات المتكررة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو الذي جاء برسالة السلام والتسامح للبشر كافة ، ولا نعلم هذه الهجمة في هذا الوقت على الإسلام والمسلمين بسبب عملية قتل قام بها شخص واحد لا يمثّل أبدا أمّة الإسلام . وصل بهم الأمر وبصورة لا يمكن تخيلها على وضع رسوم كاريكاتيرية للرسول الكريم على واجهات الأبنية الكبيرة في باريس ، وحرقوا القرآن الكريم في السويد ، ومظاهرات ضد المسلمين في هولندا ، وفي ذلك خطوات مريبة تجعلنا نضع علامات استفهام كبيرة عما يجري في تلك العواصم . أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرتبطون بعلاقات وثيقة مع عواصم الغرب ، ناهيك عن التبادل الثقافي والإقتصادي والعلاقات السياسية ، وهم يعلمون بأن المسلمين أكثر الشعوب تسامحا مع الآخرين ، ولكن أن تسمح حكوماتهم بكل هذه الإساءات تحت مسمى حرية الرأي والتعبير ، فهذا دليل على انحطاط القيم في هذه الدول ووصولها إلى مستنقعات آسنة .
نستنكر كل ما يجري بحق رسولنا الكريم ، ونشعر بالغضب مما يحدث من تطاول ، وترتفع وتيرة غضبنا إزاء مواقف الدول الإسلامية والعربية الخجول بحق هذه الإساءات التي تطال كل مسلم على وجه الأرض ، لذلك لا بد من مواجهة هذه الإساءات بأضعف الإيمان من خلال حملة لمقاطعة بضائع كل دولة تعمل على إتاحة المجال لمثل هذه الإساءات التي يجب على دولنا الإسلامية ان تتخذ مواقف صارمة وجازمة حيال ما يحدث . قد لا نلوم الغرب على ذلك ، لأننا يجب أن نلوم أنفسنا أولا بسبب هذه الحالة المتردية التي يعيشها العالم العربي والإسلامي ، فجعلت الاقزام يتسلّقون على أسوارنا دون أن يردعهم أحد ، فهذه الحالة المزرية التي وصلنا إليها تجعلهم يتطاولون أكثر من ذلك ، ولكن من حقنا كشعوب أن يكون لنا مواقف واضحة وصارمة ونردّ لهم الصاع .