لم يستطع هذا الرجل المسن تمالك نفسه من هول مصيبته، فغلبته دموعه التي سالت بغزارة على خديه تبكي واقع بلد أنهكته المصائب.
فقد جلس شرطي من القوات العراقية على دراجة يبكي أمام مستشفى الحسين التعليمي في الناصرية بمحافظة ذي قار، بعدما فقد اثنين من ذويه بالحريق الذي اندلع في مركز عزل المصابين بفيروس كورونا وأودى بحياة أكثر من 100 شخص حتى الآن.
كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي الفيديو بكثرة، ويسمع فيه صوت أحدهم أثناء الكارثة يصرخ ويندد بالفساد الذي أفضى إلى تلك الفاجعة، وفق تعبيره.
ويشير الرجل أيضاً أن عائلات كثيرة قد طالتها المصيبة بأن فقدت أفراداً منها، ويقول باللهجة العراقية: "عوائل انكبت في الناصرية"، أي انتكبت.
يشار إلى أن محكمة استئناف ذي قار، كانت أصدرت الثلاثاء، أوامر قبض وتحرٍ بحق 13 مسؤولاً في دائرة صحة المحافظة، بينهم مدير الدائرة صدام الطويل.
ونشرت وكالة الأنباء العراقية (واع)، وثيقة صادرة عن محكمة تحقيق ذي قار، يظهر فيها صدور أوامر قبض وتحرٍ بحق 13 مسؤولاً بدائرة صحة محافظة ذي قار بينهم مدير الدائرة صدام الطويل، وذلك على خلفية الحريق الذي اندلع في مستشفى الحسين التعليمي.
واندلع الحريق مساء الاثنين، في مركز لعزل المصابين بكورونا، في مستشفى في وسط مدينة الناصريّة الواقعة على بُعد 300 كلم جنوب بغداد، متسبباً بغضب واسع في البلاد، خصوصاً أنه أتى بعد أشهر قليلة من آخر مماثل وقع بإحدى مشافي العاصمة في أبريل الماضي مخلفاً أكثر من 80 قتيلاً.
إلا أن اللافت أن حريق ذي قار كان ثالث حريق تقوم قوات الدفاع المدني بإخماده خلال 24 ساعة، فقد تمكن فريق الدفاع المدني، بحسب وزارة الصحة العراقية، من إخماد حريق آخر اشتعل، الاثنين، في عدد من أقسام مقر وزارة الصحة الكائن في مدينة الطب بمنطقة باب المعظم وسط بغداد، وقالت الوزارة إنه تمت السيطرة على الحريق من دون إصابات.
Video Player
قهوة خضراء