شريط الأخبار
ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن.. والمرحلة القادمة مهمة المجلس الأوروبي يدين تصاعد عنف المستوطنين ويؤكد التزامه بحل الدولتين اجتماع أميركي قطري مصري وتركي في ميامي بشأن غزة الجمعة الحنيطي يبحث مع قائد المركزية الأمريكية تعزيز القدرات الدفاعية ترامب يعلّق برنامج قرعة هجرة إلى الولايات المتحدة اسرائيل تجدد قصفها على غزة بسلسلة غارات النشامى يعودون إلى عمان ظهر الجمعة وفاة 1000 غزّي مريض خلال انتظار الإجلاء أبو الغيط يرحب بانتخاب برهم صالح لمنصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين خبير: إصابات اللاعبين تندرج كـ"إصابات عمل" في الضمان الأردن يرحب بإلغاء العقوبات على سوريا بموجب قانون قيصر وسطاء اتفاق غزة يجتمعون في ميامي لمناقشة المرحلة التالية الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة تقرير فلكي حول إمكانية رؤية هلال شهر رجب تدني مدى الرؤية على طريق مطار الملكة علياء الدولي بسبب تشكل الضباب بلدية السلط تنفذ عدداً من المشاريع وتؤكد سعيها لاستثمار الأراضي والمباني المملوكة لها النفط يتجه للتراجع للأسبوع الثاني مع انحسار مخاوف الإمدادات بنك اليابان يرفع الفائدة إلى أعلى مستوى منذ 1995 أكاديميون ومثقفون بعجلون: اللغة العربية هوية راسخة وتفاعل متصاعد مع العصر الرقمي إصابة لاعب منتخب النشامى القريشي بقطع في الرباط الصليبي

ديـــر «مــار سـابـــا» طليعــةُ الأديـــرة المقــدسيّـــة

ديـــر «مــار سـابـــا» طليعــةُ الأديـــرة المقــدسيّـــة

القلعة نيوز :

صدر في العدد الأخير (رقم 8) من المجلة التركية العلمية المُحَكَّمَة «مجلة ريماك للعلوم الإنسانية والاجتماعية» (Rimak Journal, Volume 3, Issue 8)، والتي تصدر عن أكاديمية ريمار التركية، دراسة علميّة للباحث في الشأن المقدسي عزيز العصا بعنوان: دير مار سابا -جنوب شرق القدس- طليعة الأديرة المقدسية.ِ

حيث عرّف الباحث في هذِهِ الدراسة بديْرٍ مُهمٍّ أقيم في القرن الخامس الميلاديّ؛ أيْ قبل مجيءِ الإسلامِ بقرنيْن، جنوبَ شرقِ القدسِ –في بلدة العبيدية حاليًّا-هو: ديْر مار سابا؛ نسبةً إلى القدِّيس سابا (439م-532م) الذي مَكَثَ يتعبَّدُ في كهف على بُعْدِ (15) كيلومترًا جنوبَ شرقِ بيتِ المَقْدِس فوق وادٍ يبدأ من أسفلِ جبلِ الطُّورِ في القدس، ويَصُبُّ في البحر الميِّتِ، يُطلق عليه حاليًّا «وادي النّار أو وادي جهنم». تَبِعَ القدِّيسَ سابا رُهبانٌ آخرون انتشروا في الكهوف المحيطة، وفي عام (483م) شَرَعَ القدِّيسُ سابا ومَنْ مَعَه من الرُّهبان ببناءِ ديْرٍ في المكان، حيث أصبح له شأنٌ كبيرٌ في حياةِ المسيحيّين؛ لارتباطه مَعَ القدسِ، وإقامة أعداد كبيرة مِنَ الرُّهبانِ فيه من مختلِفِ الطَّوائف، ولاحتوائه مكتبةً، قلَّ نظيرُها عبْرَ العصور.

وفيما بعد أصبح هذا الدَّيْرُ مَحجًّا للرَّحالة والباحثين، وزُوّارِ بيتِ المَقْدسِ، على مدى ستَّةَ عَشَرَ قرنًا. كما اشتهر لدى الحُجّاجِ المسيحيِّين، لوجود آلاف الرُّهبانِ الَّذين عاشوا فيه تباعًا.

كما استنتج الباحث العصا أنه كان لدير مار سابا بالغُ الأثرِ والتَّأثيرِ في بيت المَقْدِسِ على المُسْتَوَيَات الدِّينيِّة والسِّياسيِّة والفكرية، منها:

كان هذا الدَّيْرُ مرتبطٌا بالقدس ارتباطًا وثيقًا عبرَ التّاريخ؛ ففي حينِ أنَّ القدِّيسَ سابا نفسَه كان يتحَكَّمُ في تفاصيلِ البَطْريركية في القدسِ إلى حدِّ التَّدخُّلِ في تعيين البطريرك نفسِه، أو الاعتراضِ على نقلِ بطريرك، كما حصلَ مَعَ يوحَنّا الثّالثِ، وفي حين استمرارِ مَهابةِ رئيس الدَّيْرِ وهيبتِه على حُجّاج الأراضي المُقَدَّسةِ، وأنّه «لا يُدْخَلُ إليه إلّا بإذنِ البَطْريركِ»، نجد أنَّ البَطْريركيّةَ الأرثوذكسيّةَ في القدس، هي التي تُديرُ أعمالَ الدَّيْرِ، وتُوفِّرُ للرُّهبان الذين يعيشون فيه، عِيشةَ تقَشُّفٍ منقطعينَ إلى الصَّلاةِ والصَّوْمِ، سُبُلَ العيشِ الكريمِ.

كما اتضح أنَّ هناكَ دَوْرًا سياسيًّا وأمنيًّا مُهمًّا قام به القدِّيسُ سابا في آخرِ عشرينَ سنةً من حياته؛ فقد كان رسولَ البَطْريركيّةِ الأرثوذكسيّةِ لدى الحُكّام الرُّومانِ، كما أنّه كان رسولَ فِلَسْطينَ كلِّها عندَما توسَّطَ لدى الإمبراطورِ جستنيانَ لصالحِ الفِلَسْطينيّين بتخليصِهِم من بعض الضَّرائبِ، ما كانَ له بالغُ الأثرِ في استقرار البلاد لصالِحِ الإمبراطوريّةِ الرُّومانيّةِ.

وعلى مستوى التُّراثِ الفِكريِّ والمعرِفِيِّ: فَبَعْدَ أنْ تبيَّنَ أنَّ هناك مكتبةً في هذا الدَّيْرِ تكتظُّ بالمخطوطاتِ والكُتُبِ، والمعارف. وهي مكتبةٌ يقِلُّ نظيرُها؛ لِما تحتويه من تراثٍ فكريٍّ ومعرِفيٍّ، يخدُمُ عمليّةَ التَّوثيقِ لهذا المكانِ المقدَّسِ، عبرَ التّاريخ.

ومن الجدير الإشارة إليه أن الباحث العصا كان قد شارك بهذه الورقة في المؤتمرِ العِلميِّ الدُّوَليِّ الثاني للدِّراساتِ التَّأريخيّةِ، الذي قامت عليه جامعة ماردين أرتكلو الحكومية بالتَّعاونِ معَ جامعة القدس وأكّاديمية ريمار، في إسطنبول-تركيا يومي 7 و8 أيلول 2021.