يومٌ مميّز يفتتح فيه معهد الإعلام الأردنيّ أسبوعه الرابع من العام الجديد، إذ ينفّذ المعهد تدريبات جديدة في سرد القصص التلفزيونية لطلبة برنامج الماجستير في الصحافة والإعلام الحديث بالشراكة مع المعهد النرويجي، ويقدّم التدريب للطلبة المخرج والمراسل التلفزيونيّ الدنمركي توربن شو بإشراف مدير معهد الصحافة النرويجي السابق "فروده ريكفي".
وتهدف الورشة التدريبيّة المكثّفة التي يتمّ عقدها عبر تقنية الاتصال المرئي إلى تمكين الطلبة من المهارات الإبداعيّة وغير النمطيّة في إنتاج القصص الإخباريّة التي تمتاز بالوضوح والدقة وتساهم في إحداثِ نقلةٍ نوعيّةٍ في المحتوى الإخباريّ.
وانطلاقًا من نصيحة "شو" التي قال فيها: "لا تحاول أن تحلَّ مشاكل العالم بتقريرٍ واحد... خطوة بخطوة أفضل بكثير"، قدّم "شو" نصائح عديدة أخرى ركّزت على أهميّة أن يكون لكل قصّة بداية ومنتصف ونهاية، مع توظيف عنصر المفاجأة لأن الجمهور يحب المفاجآت.
وأكد "شو" للطلبة أنَّ "مأساة التلفزيون كثرة الكلام"، مشيرًا أنّ على الصحفي اللجوء إلى مصطلحات ومفردات قويّة، وصورٍ غير نمطيّة، وأسئلة غير تقليديّة.
وتأتي هذه الورشة التدريبية ضمن سلسلة من التعاون المستمر في التدريب وتبادل الخبرات بين معهد الإعلام الأردني ومعهد الصحافة النرويجيّ.
كما استضاف المعهد اليوم الدبلوماسي والسياسي الأردني معالي الدكتور مروان المعشر في جلسة حوارية ضمن جلسات مشروع "دعم قدرات الإعلام والاتَصال الاستراتيجي للحكومة الأردنية" الذي ينفذه المعهد بالشراكة مع مكتب وزير الدولة لشؤون الإعلام في رئاسة الوزراء وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأشاد المعشّر بالبرنامج التدريبي الذي ينفذه المعهد للناطقين الإعلاميين في الوزارات، ودوره في تمكين الناطقين من كافة المهارات التي يحتاجونها، متناولاً في حديثه تجربته الشخصية في تمثيل الحكومة كناطق إعلامي سابق وخلال فترة مباحثات السلام.
وقال المعشر إن على الناطق الإعلامي أن يكون جزءًا لا يتجزأ من مراحل صنع القرار وأن يكون قريبًا من المسؤول في مؤسسته ليتمكن من القيام بمسؤولياته، بالإضافة إلى إلمامه بتفاصيل وحيثيّات المواضيع التي يغطيها، وأن يتمكّن من التعبير عنها بلغة سليمة كأحد عوامل النجاح.
وبيّن المعشر أن من أهم المهارات التي يجب أن يمتلكها الناطق هي ضرورة الابتعاد عن الانفعالات والعواطف وأن يقدّم المعلومة مهما كانت شائكة بكل هدوء، وبجمل مختصرة وسهلة وسريعة بحيث يفهمها الجمهور ويتمكّن من التقاطها.
وأكد المعشر على ضرورة أن يحافظ الناطق على مصداقيته أمام الجمهور من خلال تقديم المعلومة الصحيحة، والحفاظ على استمراريّة التواصل مع وسائل الإعلام وبناء الثقة معهم في كل الأوقات، وألا يقتصر ذلك على التصريح داخل المؤتمرات الصحفية.
وحول الدور الرئيس للناطق الإعلامي، قال المعشر إن دور الناطق هو تقديم الحقائق وليس تلقين المحاضرات، وإتاحة المجال للناس أن تسأل وتستفسر عن أي معلومة وأن تعطي رأيًا مخالفًا، والردّ عليهم بالحجج القوية، لأن "المعلومة تصمد عندما تقابَل بالرأي الآخر".
تأتي هذه الأنشطة التي ينفذها المعهد بهدف تطوير أداء العاملين في ميدان الصحافة والإعلام في الأردن والمنطقة العربية، ورفع مستوى الإعلام في الأردن والمنطقة العربية، وتوفير فرص تعليمية وتدريبية متقدمة تلبية لمطالب العديد من الصحافيين.