القلعة نيوز : أثار تقرير نشرته مؤسسة "بيل جيتس” ومؤتمر ميونخ للأمن فى مارس 2021 ، بشأن مرض "جدري القرود” جدلا واسعا بين النشطاء على مواقع التواصل بعد إعادة تداول هذا التقرير.
والمثير للجدل في هذا التقرير هو توقعه بتفشي "جدري القرود” في منتصف مايو الجاري من العام 2022، وهو ما حدث بالفعل.
وحذرت منظمة الصحة العالمية في عدة بيانات رسمية، من تفشي المرض في أوروبا، ودشنت عدة اجتماعات طارئة لبحث سبل الوقاية ومنع انتشار "جدري القرود” الذي تجاوز عدد الإصابات به 80 حالة في 12 دولة.
والأكثر إثارة للجدل في هذا التقرير المرعب والخطير الذي صدر عن مؤسسة بيل جيتس ومؤتمر ميونخ للأمن، قبل عام هو ما جاء فى صفحة 10 منه أن جدري القرود سيبدأ فى الانتشار فى 15 مايو 2022، وسيصيب 3.2مليار إنسان، وسيموت بسببه 271 شخص.
وكان المؤتمر الذي نظمته مؤسسة "بيل غيتس” في مارس 2021، بشراكة مع مؤتمر ميونيخ للأمن، قد بحث التهديدات البيولوجية عالية المخاطر والتي تهدد العالم وأجرى تمرينا على كيفية مواجهتها.
ولخص التقرير سيناريو التمرين الذي تم وقتها والنتائج الرئيسية من المناقشة والتوصيات القابلة للتنفيذ.
وتناول المؤتمر وقتها بحسب ترجمة "وطن"، الأحداث الصحية حول العالم على مدى العامين الماضيين، والتأثير المدمر الذي يمكن أن يتسبب به حدث بيولوجي.
وتناول المؤتمر قضية الفيروسات التي باتت تهدد العالم ومن ضمنها فيروس كورونا، مشددين على أنه لا تزال الأوبئة تشكل تهديدًا كبيرًا للبشرية، وأن اجتماع الدول لمواجهة هذه التحديات هو واجب إنساني يصب بالنفع في النهاية لمصلحة المجتمع الدولي.
ما توقعه المؤتمر قبل عام لجـدري القـرود حدث بالفعل
وأكد العلماء في المؤتمر أن الأبحاث والتكنولوجيا تقدم فرصًا حيوية لمكافحة الأوبئة، واستباقها بإجراءات احترازية تمنع انتشارها.
وتمت المناقشة حول قضايا الأمن البيولوجي والتأهب للأوبئة الأوسع نطاقاً.
وفي الصفحة 10 من التقرير تحديدا، تحدث التقرير عن "جدري القرود” وخطره الكبير، متوقعا تفشيه في الفترة ما بين 15 مايو و6 يونيو 2022.
وقدم التقرير تحذيرات مبكرة بشأن هذا المرض، ودعا للتعامل معه.
وتوقع أنه في يناير من العام 2023 ستتأثر به 83 دولة، وسيصيب 70 مليون إنسان، وسيتوفى 1.3 مليون حالة.
بينما في شهر مايو من العام 2023، فإن جدري القرود ـ وبحسب التقرير ـ سيصيب 480 مليون حالة، وسينتج عنه 27 مليون حالة وفاة تقريبا.
وسيرتفع الرقم في شهر ديسمبر من نفس العام إلى 3.2 مليار حالة، وسينتج عنها 271 مليون حالة وفاة.
تقرير مؤسسة "بيل جيتس” قبل عام حول تفشي مرض جدري القرود
وكان التقرير يدعو وقتها إلى توفير تمويل دولي لأجل التأهب للوباء واتخاذ تدابير لتعزيز القدرة على المقاومة.
بايدن يعرب عن قلقه بسبب تفشي "جـدري القـرود”
الرئيس الأمريكي جو بايدن خرج في تصريحات جديدة له، الأحد، يقول فيها تفشي مرض جدري القرود هو أمر "يجب أن يكون مصدر قلق للجميع”.
وأضاف بايدن أن مسؤولي الصحة الأمريكيين يبحثون مسألة اللقاحات والعلاجات المحتملة.
ويعد جدرى القرود مرضا معديا، وينتشر من خلال الاحتكاك المباشر.
ويثير تفشي "جدري القرود” حاليا في 11 دولة لا يتوطن فيها بأمر غير معتاد، قلق العلماء، حيث تم تسجيل أكثر من 100 إصابة مؤكدة أو مشتبه بها ومعظمها في أوروبا.
والمتهم الأول وراء تفشي "جدري القرود” بحسب منظمات وهيئات صحية هو "مجتمع المثليين جنسيا”.
مفتي سلطنة عمان: انتشار جدري القرود بين "المثليين” تحقيقا لمعجزة النبي
الجدري قتل ما بين ثلث ونصف سكان أوروبا
وبحسب وزارة الصحة العالمية "لا يوجد لجدري القرود لقاح محدد، لكن جرعة من لقاح الجدري العادي توفر نسبة حماية كبيرة منه نظراً للتشابه الكبير بين الفيروسين المسببين للمرضين.”
كما ذكرت المنظمة في بيان لها، الجمعة، أن حالات الانتشار الأخيرة للمرض "تعتبر غير نمطية، حيث أنها تظهر في دول لا يعتبر المرض متوطناً فيها”.
وأكدت أنها تعمل مع الدول المتضررة وآخرين من أجل توسيع نطاق المراقبة للمرض للعثور على الأشخاص المتضررين وتقديم المساعدة لهم.
وكان أول تفشٍ لجدري القردة خارج إفريقيا في الولايات المتحدة في عام 2003.
من أين جاء جدري القرود؟
وفي ذلك الوقت دخل الفيروس أمريكا الشمالية من خلال قوارض أفريقية غريبة تم استيرادها كحيوانات أليفة وكلاب البراري المحلية المصابة وشديدة التعرض للعدوى.
ووصل هذا المرض إلى أوروبا عام 1348 من آسيا، وفي فترة ثلاث سنوات، قتل ما بين ثلث ونصف سكان أوروبا.
ويعتبر العلماء أن هناك 4 من الأمراض التي وضعت حياة البشر على المحك، ومن أكثرها ضراوة الجدري، الذي يُعتقد أنه ظهر في الهند أو مصر قبل 10000 عام. وقضى على جزء كبير من السكان الأصليين ووصل إلى القارة الأمريكية في القرن السادس عشر.
ولحسن الحظ، هو أحد الأمراض التي قضى عليها الإنسان بفضل تطوير لقاح مناسب.
وفي الواقع، في عام 1977 تم تسجيل آخر حالة عدوى لهذا الفيروس.
ويعتبر الخبراء الجدري أحد أعظم الأوبئة في التاريخ، وقالوا إنه الطاعون الأسود الذي شهد أسوأ انتشار له في منتصف القرن الرابع عشر.
وكل من أسبابه وعلاجه غير معروفين تمامًا إلى حد الآن. بالطبع، الأرقام التي تركها بعد ظهوره مخيفة للغاية، بالإضافة إلى ذلك، هناك حالات تفشي نشطة حاليًا.
مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.