شريط الأخبار
مصادر إعلامية : مصر تقرر خفض التنسيق مع إسرائيل الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى "إعلان نيويورك" بإقامة دولة فلسطينية مستقلة الفنان النعيمي يرد : أي فنان عمل في أكثر من عمل فني هابط لا يحق له الحديث عن الدراما الأردنية بيان برلماني عربي أفريقي يثمّن موقف الأردن ومصر الرافض تهجير الفلسطينيين وزيرة الدولة الإماراتية تستدعي نائب السفير الإسرائيلي " الرواشدة " ... مسرح عمون يمثل منصة ومختبرًا مهما للكشف عن مواهب الشباب سلفي ملكي يجمع الأميرة "غيداء طلال" والطفل ذو الفقار المنطقة العسكرية الشرقية تحبط محاولتي تهريب كمية كبيرة من المواد المخدرة إيرلندا تعلن مقاطعة اليوروفيجن إذا سُمح لإسرائيل بالمشاركة سرعة إجراء أحد ضباط الإدارة الملكية لحماية البيئة تنقذ حياة مواطن تعرض لتشنجات أثناء السباحة وسط البحر. نساء غزة في ظل الحرب: تضحيات وصراع من أجل البقاء سعر الذهب قرب ذروته التاريخية ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية تنظيم الاتصالات تؤكد استمرارها بمتابعة وحماية المجتمع من الأخطار الرقمية المختلفة وزير الخارجية يشارك بالجلسة الطارئة لمجلس الأمن لمناقشة العدوان الاسرائيلي على قطر أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى الاثنين الشيخ فواز بني عطية يولم لشيوخ العشائر من السعودية ومصر بحضور عشائر الأردن ..فيديو وصور ارتياح فرنسي للصدى الإيجابي العالمي لمبادرة «حل الدولتين» المشتركة مع السعودية مستشار أردوغان يوجه رسالة "إلى كلب إسرائيل الصهيونية" ويهدد بـ"إخفائه عن الخريطة" "بلومبيرغ" عن مصادر مطلعة: الحكومة الألمانية قررت دعم مقترح تقوده فرنسا والسعودية لحل الدولتين بمشاركة الأردن.. بدء اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطر

الطقس الحار يحول خيام النازحين في رفح إلى «أفران»

الطقس الحار يحول خيام النازحين في رفح إلى «أفران»

القلعة نيوز- يعمد الفلسطيني سهيل فلوينة إلى نقل أبنائه خارج خيمتهم في رفح بقطاع غزة على أمل التخفيف من حدة الأجواء الحارة داخلها، قبل أن يظلل جانب الخيمة ببطانية صغيرة لإبعاد حرارة الشمس عن أجسادهم، بينما يفترش قطعة قماش مهترئة أملاً في حمايتهم من سخونة الكثبان الرملية التي يعيشون عليها.


يسلي الأب أبناءه ببعض الحكايات انتظاراً لقدوم أخيهم الأكبر أحمد (22 عاماً) الذي ذهب لملء جالون مياه من مكان يبعد نحو كيلومتر واحد عن الخيمة من أجل الاغتسال، قبل أن ينثروا المياه أعلى المكان وفي محيطهم لعلهم يظفرون بلحظات أقل حرارة في ظل الأحوال الجوية القاسية.

ينقل الأب (50 عاماً) الحبل الذي يحمل الملابس المغسولة من مكانه، ويثبته بجانب أبنائه الخمسة لتنشر الأم بعض الملابس المبللة التي تتعمد عدم عصرها لتسقط قطرات المياه بجوار الجالسين من جهة، وتظلل عليهم من أخرى، في الوقت الذي تتعثر فيه جهوده في الحصول على مياه أو مشروبات باردة يلح الأبناء عليه لشرائها على أمل منحهم إحساساً أقل بالحرارة.

بيد أن كل محاولات الفكاك من الأجواء الملتهبة ولو قليلاً تذهب أدراج الرياح، ولا يحتمل الأبناء البقاء طويلاً بجانب الخيمة، فينطلقون من مكانهم بحثاً عن خيمة أو عريشة أكثر ارتفاعاً قياساً بخيمتهم صغيرة المساحة، أو مكان مرتفع قليلاً قد يجدون فيه هواءً أقل حرارة.

غير أن الأبناء يجابهون بالرمال والغبار الذي يتطاير حولهم بصورة تجعل من حركة الرياح مشكلة إضافية تزيد من سوء الأحوال الجوية، ليستسلموا جميعاً لشدة الحرارة وتعامد أشعة الشمس بطريقة تجعل أجسادهم تتصبب عرقاً دون أن يجدوا ماءً للاستحمام أو التبريد.

يبدو الإجهاد بصورة أكبر على الابن الأصغر أشرف الذي لم يكمل أعوامه الستة في أثناء محاولة الأب نقله من محيط خيمة إلى أخرى بحثاً عن مكان أقل حرارة، حتى يجثو الطفل على الأرض بعد احمرار وجهه وتصببه عرقاً.

يسرع الرجل حاملاً طفله تحت أشعة الشمس إلى خيمة قريبة يمتلك أصحابها برميل مياه كبيراً سعة 1000 لتر، ليواصل صب الماء عليه من أعلى الرأس حتى أخمص القدمين، في حين يرتجف الطفل وتنخفض حرارته تدريجياً، ولا يتمنى أكثر من بقائه تحت صنبور الماء المتدفق، وهي أمنية صعبة التحقق في ظل أزمة الحصول على الماء في قطاع غزة.

يسيطر الحزن على الأب الذي انتقل من مشكلة برودة الخيام في الشتاء إلى سخونتها في الوقت الحالي رغم عدم دخول فصل الصيف بعد، بينما يحاول في الوقت نفسه توفير أي بديل يمكّنهم من استمرار الحياة بالحد الأدنى في ظل ارتفاع درجات الحرارة.

أجواء خماسينية يعيش قطاع غزة أجواءً خماسينية من المتوقع أن تستمر أياماً عدة وفق الأرصاد الجوية، وتزداد هذه الأجواء سخونة للنازحين في رفح المجاورة لصحراء شبه جزيرة سيناء المصرية لتأثرها بالأجواء الصحراوية أكثر من بقية مدن القطاع.

يوضح فليونة، النازح من مدينة غزة 6 مرات قبل انتقاله إلى رفح، أن اليوم الأول لارتفاع درجات الحرارة بصورة غير مسبوقة جعل من الخيمة «فرنا» يشوي أجساد البشر من سخونته مع عدم وجود بديل آخر أو مكان يمكن اللجوء إليه ولو بضع ساعات خلال تعامد الشمس وسط النهار.

وقال لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «خيامنا مقامة على كثبان رملية ممتدة، ولا يوجد حتى بيت أو عريشة أو أي مكان يمكننا الفرار إليه حتى نستظل ولو قليلاً».

وأضاف: «عذاب فوق العذاب، وحياة لا أعتقد أننا سنصمد معها طويلاً أمام حرارة الصيف، مخرجنا الوحيد مغادرة هذه الصحراء القاحلة إلى بيوتنا».

وإلى جانب الحدود المصرية مباشرة، نزحت عائلة جهاد الغندور من حي الزيتون في مدينة غزة بعدما تنقلت 5 مرات قبل أن تحط رحالها في رفح، لتكتوي أجساد أبنائها الصغار بالأجواء الخماسينية شديدة الحرارة، فلا تجد بدّاً من أن تستظل بحائط غرفة حراسة كانت للأمن الفلسطيني قرب الحدود رغم خطورة استهدافها من جانب إسرائيل.

يجلس جهاد (30 عاماً) على مقربة من أطفاله الأربعة، في حين تجتهد زوجته في توفير مياه الشرب لأطفالها وبعض قطع القماش المبللة بالماء التي تضعها على رقابهم ورؤوسهم.

يعبر جهاد عن خشيته من تعرض أطفاله للخطر جراء ارتفاع درجات الحرارة وعدم القدرة على العودة بهم إلى داخل الخيمة «التي تشتعل ناراً» على حد قوله، معتبراً أنهم لم يستطيعوا تجاوز اليوم الأول من أول موجة حر شديدة «فكيف الحال ببقية الصيف وأجوائه الملتهبة؟».

يتحدث جهاد بغضب وإحباط عن الحال التي وصلوا إليها مع حياة النزوح بعد أن كانوا يعيشون في بيوتهم التي تتوافر فيها مقومات الحياة، متوقعاً أن تزداد حياتهم قسوة مع ارتفاع درجات الحرارة يوماً بعد آخر.

ويقول: «الأزمة الكبرى أننا لا نجد مكاناً لوضع أطفالنا فيه علهم يشعرون بدرجة حرارة أخف ولو حتى شجرة أو مبنى، فكل المنطقة خيام تتضاعف فيها درجات الحرارة، ونحن بجوار صحراء سيناء».

وأضاف: «كما لا نجد مياهاً باردة أو مشروبات تخفف عن الأطفال هذه الحرارة، لنقف عاجزين أمامهم، وهم يعذبون من الحرارة دون أن نفعل شيئاً».