شريط الأخبار
الملك: حظ الأردن بكم كبير يا نشامى .. الحمدلله على سلامتكم عبيد: موقفنا مع السكتيوي غير مقصود اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. قيم وعطاء مستمر لدعم المجتمع الروح القتالية للنشامى في بطولة كأس العرب موضع فخر لكل الأردنيين وزراء الصحة العرب يؤكدون ضرورة توفير الاحتياجات الصحية والإغاثية العاجلة للصحة الفلسطينية رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يشيد بإنجاز منتخب النشامى في كأس العرب النشامى يعودون إلى الوطن ولي العهد للنشامى: رفعتم معنويات كل الأردن.. والمرحلة القادمة مهمة المجلس الأوروبي يدين تصاعد عنف المستوطنين ويؤكد التزامه بحل الدولتين اجتماع أميركي قطري مصري وتركي في ميامي بشأن غزة الجمعة الحنيطي يبحث مع قائد المركزية الأمريكية تعزيز القدرات الدفاعية ترامب يعلّق برنامج قرعة هجرة إلى الولايات المتحدة اسرائيل تجدد قصفها على غزة بسلسلة غارات النشامى يعودون إلى عمان ظهر الجمعة وفاة 1000 غزّي مريض خلال انتظار الإجلاء أبو الغيط يرحب بانتخاب برهم صالح لمنصب المفوض السامي لشؤون اللاجئين خبير: إصابات اللاعبين تندرج كـ"إصابات عمل" في الضمان الأردن يرحب بإلغاء العقوبات على سوريا بموجب قانون قيصر وسطاء اتفاق غزة يجتمعون في ميامي لمناقشة المرحلة التالية الأرصاد: مربعانية الشتاء الأحد .. واستعدوا لأبرد فترات السنة

اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. قيم وعطاء مستمر لدعم المجتمع

اليوم العالمي للتضامن الإنساني.. قيم وعطاء مستمر لدعم المجتمع

القلعة نيوز- يشكّل التضامن الإنساني إحدى الركائز الأساسية في منظومة القيم الوطنية الأردنية، بوصفه نهجا مجتمعيا يتجاوز تقديم المساعدات المادية إلى ترسيخ ثقافة التعاضد والتكافل، وتعزيز التماسك الاجتماعي، والوقوف صفا واحدا في مواجهة الظروف، عبر جهود مؤسسية ومبادرات مجتمعية وفردية تسهم في ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية.

ويحيي الأردن والعالم غدا السبت، اليوم الدولي للتضامن الإنساني، الذي يصادف 20 كانون الأول من كل عام، وسط جهود واسعة تبذلها جهات إنسانية وطنية ومبادرات مجتمعية لدعم فئات المجتمع المختلفة؛ مما يعكس روح العمل الإنساني والتطوعي المتجذرة في المجتمع الأردني.

وفي هذه المناسبة، اختارت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) تسليط الضوء على الهلال الأحمر الأردني باعتباره واحداً من أبرز النماذج الوطنية في التضامن الإنساني؛ لما يشكّله من شبكة واسعة تضم آلاف المتطوعين المنتشرين في مختلف المحافظات، ودوره في تعزيز ثقافة التطوع والتضامن من خلال تقديم خدمات إنسانية وإغاثية وصحية.

وأكد رئيس الهلال الأحمر الأردني الدكتور محمد الحديد في تصريحات لـ (بترا)، أن الهلال الأحمر الأردني يُعد مؤسسة وطنية تطوعية، تتمثل مهمتها في تخفيف معاناة الضحايا والمستضعفين والأشخاص المعرضين للكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة، وحماية كرامتهم وحقوقهم بما يحفظ حياتهم وسلامتهم وأمنهم ورفاهيتهم.

وأوضح أن الهلال الأحمر الأردني هيئة إغاثية تتمتع بتفويض عالمي، باعتباره جزءاً فاعلاً من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، ويعمل كجهاز مساند للسلطات الرسمية في الاستجابة الإنسانية وإغاثة المتضررين.

وأشار الحديد إلى أن الجمعية تسخّر طاقاتها لنشر مبادئ القانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية، وتعزيز الرعاية الاجتماعية والصحية، وبناء قدرات كوادرها ومتطوعيها، إلى جانب التدريب على إدارة الكوارث والاستجابة لها، بما يسهم في تحسين فاعلية العمل الإنساني، ونشر روح العمل التطوعي وتغير الفكر في المجتمعات المحلية للحد من العنف والتمييز، وتحسين الفاعلية التنظيمية للجمعية لتقديم الخدمات الإنسانية النوعية.

ولفت إلى أن الهلال الأحمر الأردني لا يدّخر جهداً في تقديم يد العون للمحتاجين في الأردن على مدار العام، مستعرضاً مشروع كفالات الأيتام بوصفه أحد أبرز مشاريع الجمعية، والذي يهدف إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة للأيتام وتعزيز التكافل الاجتماعي، مبينا أن عدد الأيتام المكفولين بلغ حتى الآن 15255 يتيماً من مختلف محافظات المملكة، من عمر سنة وحتى 18 عاماً، وذلك بالشراكة مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وجمعية الشارقة الخيرية.

وأضاف الحديد أن الجمعية تنفذ مشاريع إغاثية وإنسانية متنوعة، تشمل توزيع الطرود الغذائية والصحية ومساندة الأسر خلال فصل الشتاء، ومشروع إفطار صائم في شهر رمضان المبارك، إلى جانب برامج التوعية والتدريب على الإسعافات الأولية، فضلاً عن دور المركز المهني التابع للهلال الأحمر الأردني في تمكين السيدات والفتيات من المجتمع المحلي، والذي يدرب نحو 300-500 متدربة سنوياً ، مؤكداً أن التضامن المجتمعي يشكّل الأساس لنجاح الجهود الإنسانية في خدمة المجتمع المحلي.

وفي مقابل الجهود المؤسسية، تبرز المبادرات الفردية بوصفها رافداً مكملاً للتضامن الإنساني، وتسهم في ترسيخ قيم التكافل وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية المبادرة والمسؤولية المشتركة.

الدكتورة روان أبو زعنونة الحاصلة على جائزة الحسين للعمل التطوعي في دورتها الثالثة 2025، عن فئة أفضل عمل تطوعي فردي متميز، أكدت لـ(بترا) أن العمل التطوعي الفردي يسهم في تعزيز تماسك المجتمع من خلال تحويل المبادرة الفردية إلى فعل جماعي مؤثر، يعزز الثقة والمسؤولية المشتركة، موضحة أنه ومن خلال تجربتها في العمل التطوعي، لمست كيف يمكن لمبادرة يقودها فرد أن تخلق مساحات حوار، وتبني جسور تواصل حقيقية بين الطلبة والمؤسسات والمجتمع، وأن هذا النوع من التضامن الإنساني يعيد الاعتبار لقيمة العطاء الواعي، ويعزز النسيج الاجتماعي على أسس من التعاون والانتماء.

وذكرت أن غرس قيم التضامن الإنساني والعمل التطوعي لدى الأطفال والشباب يُعد ضرورة تربوية قبل أن يكون خيارًا اجتماعيًا، فهو يسهم في بناء جيل يمتلك وعيًا إنسانيًا ومسؤولية وطنية، مشيرةً إلى أنه ومن خلال العمل المباشر مع الطلبة، تبيّن أن إشراكهم في مبادرات تطوعية قائمة على التجربة والحوار يعزز ثقتهم بأنفسهم، وينمّي لديهم روح المبادرة والعمل الجماعي، ويجعلهم أكثر قدرة على التفاعل الإيجابي مع محيطهم ومجتمعهم.

وقالت أبو زعنونة، إن المبادرات الفردية تكمّل دور المؤسسات في خدمة المجتمع، من خلال مرونتها وقدرتها على الوصول إلى احتياجات واقعية على الأرض، خاصة عندما تتحول الفكرة الفردية إلى مبادرة منظمة ذات أثر مستدام، موضحة أن التجربة أظهرت أن التكامل بين الجهد الفردي والرؤية المؤسسية يحقق نتائج أكثر عمقًا، حيث توفّر المؤسسات الإطار والدعم، فيما تسهم المبادرات الفردية بالأفكار المبتكرة والتواصل المباشر مع الفئات المستهدفة.

من جهتها أكدت الخبيرة الاجتماعية الدكتورة شروق أبو حمور، أن التضامن الإنساني والاجتماعي يعد المحرك الفعلي الذي يحول المجتمع إلى نسيج واحد متماسك، حيث يلعب دوراً حاسماً في دعم الفئات الأكثر احتياجاً من خلال توفير شبكة أمان حقيقية تضمن كرامتهم وتصون حقهم على المجتمع وتلبي احتياجاتهم الأساسية، مما يقلل من حدة الفوارق الطبقية ويعزز روح العدالة الاجتماعية.

وأشارت إلى أنه "عندما يمد الأشخاص يدهم لدعم المحتاجين، ومساعدتهم تحت شعار التضامن سواء للطلاب والأرامل والمعوزين، فإننا لا نقدم معونة مادية فحسب، بل نبني جسوراً من الثقة والمودة تذيب مشاعر العزلة وتخلق مجتمعاً يشعر فيه الجميع بالانتماء والأمان وتخف فيه معدلات الفقر والجريمة والنصب والاحتيال.

وذكرت أبو حمور أن قوة المجتمع وتضامن أفراده تكمن في وحدته كجسد واحد، داعية إلى أن يكون التضامن نهجاً يومياً في حياتنا، وأن يكون الجميع متضامناً لنصنع وطناً مكوناته التكافل والتعاضد يلاحظه الصغير والكبير؛ مما يحمي مجتمعنا ويزيده صلابة.

ويُشكل اليوم العالمي للتضامن الإنساني مناسبة لإبراز الجهود الحقيقية للمؤسسات والمبادرات الفردية في ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية، وبناء مجتمع متماسك، قادر على مواجهة التحديات.

--(بترا)