اعاد التعديل الوزاري الى الاذهان موضوع مهم اثير مؤخرا الا و هو حاجتنا الماسة الى منظمومة فعالة لافراز القيادات الحكومية و تعيينها في المناصب العليا المؤثرة. و يبدو ان معهد الادارة العامة الاردني قد استجاب لذلك مشكورا بعمل مبادرة في هذا الخصوص، لا زالت في بداياتها، و نتمنى لها النجاح.
بطبيعة التكوين الحكومي الاردني، فان محدودية فرص التنافس الحقيقي الطبيعي و المفتوح لارتقاء القادة في الهرم السياسي و الاقتصادي و الاداري، فانه لا بد من ابتداع نظام ناجح لاكتشاف المواهب القيادية و تطويرها بشكل ممنهج يضمن الفعالية.
في دبي و دولة الامارات بشكل عام عدة تجارب حكومية متميزة في هذا المجال منها مركز محمد بن راشد لاعداد القادة. المركز يقوم بمسح للمؤسسات الحكومية، و تم مؤخرا اضافة شبه الحكومية و حتى الخاصة، و وضع قوائم باسماء القيادات الواعدة فيتم الحاقها ببرنامج اعداد قيادات متخصص لمدة عام او اكثر لا يتطلب تفرغا من العمل. تركز برامج القيادة على التقييمات المعرفية و السلوكية اضافة الى بناء القدرات في مجال الاستشراف الاستراتيجي و التفكير الريادي، و توظيف التكنولوجيا الحديثة. نتائج هذه البرامج جلية، فعشرات من خريجيها اصبحوا من القيادات الحكومية المتميزة في دبي و دولة الامارات من مدراء عامون و وزراء و غيرهم من قادة الصف الاول استطاعوا ان يحققوا نقلات نوعية في العمل الحكومي ضمن منظومة حوكمة ناجحة.
الحاجة ماسة و واضحة لدينا في الاردن لبرامج اعداد القادة. لا بد من ابتداع نظام و برنامج مختص يعد القيادات الحكومية الاردنية، فالفجوة كبيرة و الفرص الضائعة اكبر. مطلوب خطوات عملية واضحة فالقيادة الحكومية تصنع من خلال التجارب و اعطاء الفرص المناسبة. اذا قيمنا بموضوعية تجاربنا لغاية الان سنجد تباين واضح بين المرغوب و الحاصل الفعلي. علينا ان نتحرك و بقوة، فالقيادة الحكومية صنعت و تصنع المعجزات عند غيرنا و يمكن ان تصنع اكثر في الاردن اذا تم اعدادها. ردد اجدادونا ان "العليق عند الغارة" لا ينفع و كأنهم بذلك يؤسسون لمبادىء القيادة الحكومية في يومنا هذا.