القلعة نيوز : بغداد – عمد متظاهرون إلى غلق طرق رئيسية ودوائر حكومية مجددا، أمس الأحد، جنوبي البلاد، في مسعى للضغط على السلطات والقوى السياسية للرضوخ إلى مطالبهم، وفق ما أفادت به مصادر أمنية.
وقالت المصادر للأناضول، إن المئات من المتظاهرين أغلقوا جسري النصر والحضارات على نهرالفرات، واللذين يربطان جانبي مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار. وأضافت أن المتظاهرين أغلقوا عدة طرق أخرى داخل المدينة، علماً أن جسراً ثالثاً؛ هو الزيتون مغلق منذ أسابيع، ما تسبب بزحام مروري خانق.
ويأتي هذا التحرك بعد اقتحام العشرات منهم، السبت، حقل الناصرية النفطي وأجبروا العاملين فيه على وقف إنتاجه البالغ ما بين 90 و100 ألف برميل يومياً. وهذه أول مرة يتم فيها تسجيل وقف إنتاج النفط الخام من الحقول المنتشرة جنوبي البلاد، رغم أن المحتجين عمدوا مراراً لقطع الطرق المؤدية إليها بهدف الضغط على الحكومة للاستجابة لمطالبهم.
وفي محافظة الديوانية، قالت المصادر إن المتظاهرين أغلقوا غالبية الدوائر الحكومية ومنعوا الموظفين من الالتحاق بوظائفهم. وأضافت المصادر أن المتظاهرين كتبوا على الدوائر المغلقة عبارة «مغلق باسم الشعب».
وأشارت المصادر للأناضول، إلى أن المتظاهرين في قضاء الشامية بمحافظة الديوانية، أغلقوا الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي الديوانية والنجف، بإشعال النيران في إطارات السيارات وسط الطريق.
وأكدت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق أن حصيلة ضحايا الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ أكتوبر الماضي تقترب من 500 قتيل.
وأعلنت المفوضية المرتبطة بالبرلمان السبت أن 490 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 22 ألفا آخرين على خلفية المظاهرات واسعة النطاق التي رافقتها اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن وعمليات قنص تنفي الحكومة مسؤوليتها عنها.
وذكر عضو المفوضية، فيصل عبد الله، حسب وكالة «أسوشيتد برس»، أن بين هؤلاء القتلى 33 ناشطا اغتيلوا بعمليات قتل مستهدفة، لافتا إلى أن 56 متظاهرا لا يزالون في عداد المفقودين بعد ورود أنباء عن اختطافهم. وتم الإفراج عن 12 آخرين، حسب بيانات المفوضية والحكومة ولجنة تابعة لوزارة الداخلية تنظر في عمليات الاختطاف.
وتتواصل الاحتجاجات الشعبية منذ نحو 3 أشهر في أرجاء محافظات وسط وجنوبي البلاد ضد الطبقة السياسية الحاكمة المتهمة بالفساد والتبعية للخارج وخاصة إيران. وفي النجف، قال مصدر أمني من شرطة المحافظة للأناضول، إن شرطياً قتل على يد مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية وأطلقا النار عليه من مسدسين مزودين بكاتمين للصوت ثم لاذوا بالفرار.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن الحادث وقع في حي العامل، بمدينة النجف، وهو يشبه إلى حد كبير أسلوب اغتيال الناشطين في الاحتجاجات. (وكالات)