منذ نهاية السبعينات وأنا أكتب : كتبت في الدستور والرأي وصوت الشعب والعرب اليوم وشيحان والسبيل والرباط والعمل الإسلامي واللواء وعمون وخبرني وجفرا وسرايا وغيرها ولا زلت أكتب ولكن سؤالا" يلح يبحث عن إجابة : هل هناك فائدة من الكتابة ؟ ما جدوى الحبر على الورق؟
لماذا ترك المسؤولون القراءة ؟ في يوم كتبت مقالا" في الرأي فاتصل بي جلالة الملك الراحل وكرر الاتصال في مقال آخر . ومرة اتصل سمو الأمير غازي . وكانت الاتصالات دافعا" لمزيد من الكتابة ، أما اليوم فبدأ يتسلل لي حديث نفس : أن لا تكتب فالمسؤولون لا يقرأون ولا يقبلون النصيحة ولا يريدون الا المطبلين فلم تكتب ؟!! . اذهب الى العلم الشرعي والتاريخ والثقافة والفلسفة والشعر والأدب ودع عنك السياسة والإدارة والنقد البنّاء فهم لا يريدون البناء .
ربما يصح هذا وعزائي في الكتابة التنوير والايضاح والتنفيس عن النفس والتواصل مع الأصدقاء والمحبين والغيورين . رغم أن لغة الكلام قد تعطلت مع المسؤولين الذين يحسبون كل صيحة عليهم فلن ادع القلم ولن أبيعه ولن أكسره فقد كان أول مخلوق خلقه الله
ليكتب . وسيبقى شعاري ما قاله الإمام أحمد بن حنبل :
مع المحبرة إلى المقبرة
فليقرأ من شاء وليُعرض من شاء والتاريخ يشهد والله خير الشاهدين .
سنقول للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت ، سنبشر ولا ننفر ، سننظر للكأس بكامله فارغه وملاءته .
هدفنا رضى الله وخدمة بلدنا والدفاع عن حقوقنا ومواجهة أعدائنا ولن نلقي سلاحنا ولن نذل .