عميد حكام العرب، لقبٌ جديد يضاف إلى سلسلة الألقاب التي يحملها جلالة الملك عبدالله الثاني، لكونه الحاكم العربي الأطول فترةً في الحُكم.
هذا اللقب حمله جلالة الملك بعد وفاة السلطان قابوس، سلطان عمان الشقيقة، التي زارها جلالة الملك معزياً في السلطان قابوس، بملامح مليئة بالحزن، ولينعاه بكلمات جلعتنا نعود للتاريخ ونقرأ، عن علاقة الدولتين، وعن علاقة السلطان بالملك الحسين بن طلال، هذه العلاقة التي ورثها جلالة الملك من الملك الحسين، وعمل فيها وحفظها، وقد لا يبدو مشهد ولي العهد والأمراء الذين رافقوا جلالة الملك الى سلطنة عمان مشهداً غريباً، فالعلاقة التي إمتدت منذ سنوات، علاقة تاريخية وجب إمتدادها لأهميتها.
عميد حكام العرب، وبفترة 20 عاماً فقط حمل جلالة الملك هذا اللقب بعدما إحتفل الأردنيون بالعام العشرين على تولي جلالة الملك لسلطاته الدستورية معبّرين ورافعين لـشعار "وتستمر المسيرة" .
مسيرة عشرين عاماً، تطور فيها الأردن بقيادة جلالة الملك في كافة الأصعدة، فالرؤية الملكية التي تنتج من خلال اللقاءات والزيارات الملكية التي تتجاوز الـ ٦٠٠ لقاء وزيارة خلال السنة، رؤية تتبعها رغبة، فإطلاع جلالة الملك على الإحتياجات المختلفة من منطقة الى أخرى، وسعيه لتلبية هذه الإحتياجات، وتنفيذ المشاريع المتعلقة فيها من خلال سلسلة المبادرات الملكية، جعلت المشاريع الملكية مشاريع نوعية ومتنوعة.
العيد الثامن والخمسين لميلاد جلالة الملك، يأتي اليوم، والأنظار تتجه نحو جلالة الملك، الحامل للوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات الإسلامية، والمدافع عن قضايا الأمة، فالأحداث اليوم تتسارع والضغوطات تزداد على الأردن يوماً بعد يوم، إلا أنه وبالرغم من كل ذلك، تبقى الثقة المبنية بين المواطن والقيادة، ثقة عظيمة رأس مالها الإيمان بما يمتلكه جلالة الملك، من قدرة على تغيير واقع الحال للأفضل، ومن قدرة على المحافظة على الهوية التاريخية الأردنية كرامةً وعزاً .
في العيد الثامن والخمسين لميلاد جلالة الملك، لم يعد الأردن دولة حديثة التطور وحديثة البرامج والمشاريع، ولم تعد هناك الحاجة لذكر البرامج والمشاريع بين الحين والآخر، فالإنجازات الملكية اليوم، تستطيع التعرف عليها في الواقع، فلا تكاد تخلو منطقة اليوم من مشاريع ومبادرات ومراكز شبابية وتنموية وصحية ومدارس وكليات ومعاهد وحاضات للإبتكار وسكنات وغيره من المشاريع التي تلبي الإحتياجات، وحتى تلك الإحتياجات التي لم تطلب ولكن تم ملاحظتها وتم التوجية فيها من قبل جلالة الملك، لتطلق حزمة المبادرات والمشاريع الشبابية الملكية في عدة مؤسسات وجهات كبرى شملت تنوعاً واسعاً من الشباب الأردنيين المستفيدين من هذه المشاريع.
ولا ننسى التقدم الذي شهدته القوات المسلحة الأردنية، والأجهزة الأمنية والإستخباراتية، فـرفاق السلاح، كما يصفهم جلالة الملك دائماً، يحوزون على النسبة الأكبر من ثقة الأردنيين في مؤسسات الدولة والحكومة، ولا يرى المتابع هذا الأمر غريباً، فقد إعتدنا على رؤية جلالة الملك بالفوتيك العسكري، وأعتدنا على أن يلتقي دورياً بالرفاق، سواء أكانوا على رأس الخدمة أم متقاعدين، وحتى بعض المشاهد والرسائل العسكرية، كلها رسائل تزيد من عمق العلاقة بين الشعب والجيش والملك.
عميد حكام العرب، يكبر اليوم بالعمر عاماً، ويكبر بالأردن كل يوم عاماً، يطول به الكلام ولا ينتهي، فهو الأب والمعلم والحامي.