نستنهض الهمم الوطنية في الذكرى الثامنة و الخمسون لميلاد القائد صانع مستقبل الاردن، و ندعو له بالخير و بدوام الصحة و بطول العمر. فأبا الحسين من صقور بني هاشم الاشراف، سليل الدوحة المباركة، ورث الاقدام و الحكمة كابر عن كابر، و صان مسؤولية امانة الثورة العربية الكبرى، و الاردن قلعتها الابية.
مع توليه حكم البلاد، ادرك جلالته مبكرا ضرورة متابعة تنفيذ الخطط الطموحة بشكل شخصي مما يحفز الجميع على العمل و يحقق افضل النتائج. مبادرات جلالته كثيرة و متنوعة حصدنا و نحصد نتائجها الخيرة. فقد عمل جلالته بشكل دؤوب من اجل اعادة بناء الاقتصاد الاردني و تحريره من القيود، و اشرف بشكل شخصي على عدة مشروعات من خلال مجالس و هيئات و اجتماعات و لقاءات مع كل الناس من رسميين و شعبيين. و عمل على تفعيل دور الحكومة و المؤسسات العسكرية و المدنية لتكون جميعها رصيدا حقيقياً للوطن في زمن كثرت فيه التغيرات و التهب به الاقليم. و كذلك فقد رفع جلالته رصيد الوطن عالميا و جال الدنيا لطرح قضاياه و التعريف برسالته.
نستذكر في يوم عيد ميلاد جلالته، بأن الاردن هو اكثر بكثير من ارض و تاريخ و جغرافيا و ثقافة. انه رسالة و نموذج اسسه الاشراف مع الرعيل الاول من الرجالات ليضىء حاضر و مستقبل الاقليم. فقد اثبت التاريخ الحديث بالوقائع التي من حولنا ميزة، و احقية، و استدامة الاردن كنموذج و كرسالة. و هذه امانة حملها الاشراف، و يستمر في رفع رايتها اليوم جلالة عبد الله الثاني اطال الله في عمره.
ما زال في جعبة اردن العزم و اغنية الظبا الكثير ليقدمه بقيادة الاشراف من بني هاشم. و مع كل ما نواجهه من صعاب، فان اعوام المملكة الرابعة، بقيادة الملك عبد الله الثاني، تميزت بالتركيز على اطلاق طاقات ابناء الاردن الزاخرة و استغلال مهاراتهم و خبراتهم في وضع و تنفيذ استراتيجيات محددة تؤهل الاردن لدخول الالفية الثالثة بحزم و عزم. قائد الوطن يقود محور تنمية حقيقي و هذا واضح للقاصي و الداني.
كل عام و انتم بخير يا سيدي، لكم العمر المديد و الحكم المجيد بعون الله. حفظ الله الاردن، و ملكه الفدى، و ولي عهده الامين.