ويشير الشرفات إلى أن ارتفاع نسبة البطالة والحاجة إلى فرصة عمل تؤمن دخل ثابت، دفع بـ 80 شخصا من أبناء المنطقة، الباحثين عن العمل إلى التقدم لإشغال وظيفة حارس في البلدية، سيما وان تربية المواشي "بيتية” وغير مجدية تجاريا بسبب حالة الفقر لديهم.
وقال إن منطقة الصفاوي تفتقر في المجمل إلى مختلف أنواع الاستثمارات والمشاريع التنموية والمصانع التي ستساهم بنهضتها، ما أدى إلى ظهور البطالة بشكل ظاهر في الصفاوي.
ويلفت إلى أن منطقة الصفاوي في ظل هذا الواقع باتت عاجزة عن استيعاب البطالة، التي تنتشر بين أبنائها وأن غياب الاستثمارات والمصانع في الصفاوي، يدفع إلى توجيه الأنظار إلى البلدية لنيل فرصة عمل فيها بغض النظر عن مستواها، بيد أن البلدية غير قادرة على ذلك نظرا لمحدودية الشواغر فيها.
ويحذر الشرفات، من الدور السلبي الذي يمكن للبطالة أن تتسبب بظهوره كتفشي الفقر والحرمان من تلبية متطلبات الأسرة اليومية، معتبرا أن الحصول على فرصة عمل لأبناء منطقة الصفاوي خارج المنطقة وبدخل محدود، قد تكون غير مجدية، نظرا للنفقات التي يتحملها الشخص مقابل أجور المواصلات والمصاريف الفردية الشخصية.
ودعا سكان في الصفاوي الجهات المعنية في الحكومة، إلى توجيه الاستثمارات للمنطقة وبما يساهم في تطورها وتوفير فرص عمل تساهم في تحسين مستوى نوعية الحياة وتحريك عجلة الاقتصاد وإحداث تنمية فاعلة تنحى بأبناء بعيدا عن الاصطفاف ضمن طوابير صندوق المعونة الوطنية.
ويبين عطاالله اللويبد، الذي يسكن منطقة الصفاوي، أن افتقار المنطقة للاستثمارات يعد عاملا رئيس لانتشار البطالة، خصوصا وأن الصفاوي لا يتوفر فيها استثمارات ومشاريع زراعية كغيرها من المناطق، حيث يبعد أقرب مشروع زراعي من المنطقة 50 كم، ما يجعل العمل في تلك المشاريع أمرا شبه مستحيل وسط مزاحمة العمالة الوافدة والأجور المتدنية، التي لا تلبي حاجة المواطن غالبا.
ويشير إلى أن هناك 50 فتاة من منطقة الصفاوي، يقطعن مسافة لا تقل عن 60 كم، لقاء العمل في قضاء الأزرق بفرص عمل يوفرها مصنع خياطة، منوها أن أي فرصة عمل تظهر في المنطقة يتم إشغالها بشكل سريع من قبل المتعطلين عن العمل.
ويلفت إلى أن تحويل المخفر القديم في الصفاوي إلى متحف للنقوش الأثرية فتح المجال أمام تعيين عمال بشكل مؤقت لمدة شهرين لتنفيذ أعمال الترميم المختلفة في الموقع، إذ اعتبر حينها فرصة ذهبية استوعبت 180 شابا في المنطقة لتنفيذ العمل المؤقت المطلوب.
ويطالب علي قطيفان من بلدة الصفاوي، الحكومة أن تهيئ أرضية للاستثمار في المنطقة وغيرها من المناطق التي تنسحب عليها ذات المواصفات وبما ينتشل شريحة الشباب المتعطلين عن العمل من واقع الإحباط الذي تعيشه.
ويؤكد قطيفان، أن نواتج غياب فرص العمل وانتشار البطالة، ستعود على شريحة كبيرة من المتضررين بواقع سلبي غير منتج، محذرا من العواقب السلوكية السلبية التي تقف خلفها البطالة، خصوصا وأن منطقة الصفاوي باتت تشهد ركودا في الجانب التجاري بعد تراجع حركة المركبات والشحن على طريق بغداد الدولي ضمن المنطقة.
ويشير إلى أن انتشار البطالة وعدم توفر فرص عمل، اضطر فتيات في الصفاوي إلى التوجه إلى العمل في الأزرق لتحسين مستوى دخل الأسرة وتحمل عبء قطع مسافات طويلة تتطلب أجور مواصلات يومية مرهقة لقاء رواتب شهرية متدنية، داعيا الجهات الحكومية ذات العلاقة بما فيها البلدية إلى التوجه لفتح آفاق الاستثمار والشراكة مع القطاع الخاص لإحداث تغيير إيجابي في الواقع الحالي الذي الذي يعيشه السكان ويتسم بالركود جراء انعدام فرص العمل والبحث عنها في مناطق بعيدة، ما يجعل منها احيانا فرصا غير مجدية.
ويرى أبو مالك أن هناك ضرورة إلى تأهيل الشباب في المنطقة فنيا، وبما يمكنهم من الالتحاق بسوق العمل، ومنع الافتقار إلى المهنية من الوقوف في وجه تلك الشريحة.
ويبين أن بعد الصفاوي عن مركز المحافظة إلى جانب عدم وجود الاستثمارات، ساهم برفع نسبة البطالة فيها، داعيا إلى توجيه الاستثمار إلى الصفاوي، خصوصا وأنها تعد بيئة ملائمة من حيث اتساع مساحة الأراضي، التي تتيح التنوع في إقامة المشاريع الاستثمارية، فضلا عن أهمية التوسع باستغلال الآبار المملوكة لسلطة المياه لإقامة مشاريع زراعية قادرة على توفير فرص عمل.