شريط الأخبار
عاجل: الحكومة تؤمِّن 4.1 مليون أردني في مركز الحسين للسرطان بتخصيص 124 مليون دينار في الموازنة الدفاع المدني يتعامل مع أكثر من 1707 بلاغات خلال 24 ساعة د. محمد فرج.. يكتب: الدعاية الإسرائيلية سلاح يتقدم المعركة نادي الشعلة الرياضي يكرم رئيس مركز أمن الهاشمية عقد قران وحفل زفاف عمر ولميس التجهيل للعالم العربي وقتل علمائنا التشبيه بدي بروين والكرة الذهبية.. تصريحات نارية لريان شرقي وفاة و 3 إصابات بتصادم مركبتين بعد إشارة النبعة اجتماع المجلس الأمني المحلي لمركز أمن الهاشمية وزير الدفاع الإسرائيلي: سكان طهران سيدفعون ثمن الهجمات الإيرانية قريباً شحادة: وضع الدينار الأردني في أفضل أحواله سر رياضي بسيط.. جدة صينية بعمر 92 عاما تكشف سر طول عمرها "الكهرباء الوطنية" تفعل خطة الطوارئ احترازيا لمواجهة تداعيات التصعيد الإقليمي ايران تعدم سجينا متهما بالتخابر مع "اسرائيل" وتعتقل 4 عملاء للموساد توقعات بوصول الذهب إلى حاجز 3500 دولار رونالدو يوضح حقيقة فارق الطول مع نجله بعد صورة مثيرة للجدل الكهرباء الوطنية تُفعّل خطة الطوارئ لمواجهة تداعيات التصعيد الإقليمي طقس معتدل الاثنين وارتفاع تدريجي في الحرارة حتى الخميس انقطاع الاتصال بثلاثة مفقودين تحت أنقاض حيفا البنك الدولي: صرف ربع تمويل مشروع "مسار"وتجهيز 800 صف مدرسي في الأردن

المستوطنون يسرقون مياه «العوجا»

المستوطنون يسرقون مياه «العوجا»

القلعة نيوز : كانت المياه تتدفق بقوة كالشلال من بين التلال وتسير في قنوات على طول مجرى نبع عين العوجا شمال شرق أريحا والذي يمتد على نحو 12 كيلومتراً ليصب في نهر الأردن، في مشهد جعل من هذه العين مركز جذب للسياح ممن كانوا يلتقطون الصور التذكارية بالقرب منها.
وحسب الباحث البيئي خالد أبو علي، فإن هذه العين تعد مصدرا أساسيا للثروة الزراعية والحيوانية لقرية العوجا «12 كلم» إلى الشمال الشرقي لمدينة أريحا، ويحيط بمجرى الماء المتدفق منها شجر القصب والنخيل وأشجار الزينة الجميلة التي يستظل بها المتنزهون بالمئات والقادمون من الشمال والجنوب الفلسطيني.
إلا أن مياه هذه العين، كما قال أبو علي، تنحصر صيفا وسرعان ما تجف بسبب إقدام سلطات الاحتلال على تحويل مسار المياه نحو العديد من المستوطنات الجاثمة على الأراضي الفلسطينية المصادرة في الأغوار، عبر قنوات خاصة ومضخات كبيرة.
وأشار إلى أن حجم القدرة الإنتاجية التاريخية لعين العوجا، تتراوح بين 1800 متر مكعب في الساعة إلى 2000 متر مكعب وهي مياه نقية وصالحة للشرب، لكنها تجف خلال فصل الصيف، حيث لا يظل هناك أي قطرة ماء في أكبر عين فلسطينية، كمثل باقي الثروات الفلسطينية التي تغتصب من قبل قطعان المستوطنين.
ويختفي «النهر الهادر»، كما يصفه كثيرون خلال الشتاء، بسبب تحويل مياه الينابيع والآبار الارتوازية عبر محطات تحوي محركات ضخمة مرتبطة بشبكة أنابيب تغذي المستوطنات القريبة وبشكل خاص مستوطنات «تومر» و»نعران»، و»نتيف هجدود»، و»يتاف».
ويقول محمد بلاص في تقريره انه لسنوات طويلة، شكلت عين العوجا التي تحمل اسم القرية الكنعانية القديمة «العوجا» بينابيعها المتدفقة من بين الجبال والتلال، والواقعة على الطريق التاريخية التي تربط الأغوار الجنوبية بالشمالية حيث مدن بيسان وطبريا المحاذية لنهر الأردن، مركز جذب للسياحة .
ووفق دائرة المحميات الطبيعية في الأغوار، فإن «العوجا» بلدة صحراوية ذات مناخ حار وجاف في منطقة الأغوار، ويقطنها نحو خمسة آلاف نسمة، ويحيط بها البدو الرحل الذين تعود أصولهم إلى عرب الكعابنة، ويعمل أهلها وسكانها بالزراعة والرعي، وتميزت أراضيها الصحراوية ببعض النباتات البرية النادرة التي تكاد تنقرض.
وأكدت أن الكثير من النباتات الصحراوية الطبية كادت تنقرض بسبب أعمال التجريف والحفريات التي يقوم بها جيش الاحتلال في منطقة الأغوار عامة وشمال شرقي أريحا على وجه الخصوص، بدعوى أعمال عسكرية وأمنية، مثل شجيرة الرتم، والسدر والسلط ونبق الصحراء والزنبق الجبلي.
وأشارت، إلى أن بلدة العوجا تحتضن في أوديتها وتلالها بقايا حيوانات برية مهددة بالانقراض مثل الغزال الجبلي والنيص والشيهم والثعلب الأحمر والضبع المخطط وبعض الذئاب، إضافة إلى الطيور التي تتجمع حول أشجار القصب وشجر الخروع والنخيل المحيطة بالعيون وينابيع الماء، كاللقلق الأبيض والأسود والكركي، والنسر الأسمر وطير الرخمة المصري وطائر العويسق المهدد بالانقراض والحجل الأسود والصقر الأحمر، وحذرت من أن هذه المحمية الفلسطينية تكاد تودع أزهارها وطيورها وحيواناتها بسبب التدريبات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال كونها تعد منطقة عسكرية محاذية للحدود الأردنية، إضافة إلى مكبات النفايات الصناعية التي يقوم المستوطنون بدفنها في المنطقة.
وبعد إغلاق قوات الاحتلال لشواطئ السهل الساحلي الفلسطيني المطلة على البحر الأبيض المتوسط أمام الفلسطينيين وخاصة أبناء الضفة الغربية، لا يجد هؤلاء ملاذا أمامهم للتنزه سوى مناطق محددة من أهمها عين العوجا المتدفقة بالمياه الغزيرة .
وتخضع تلك المنطقة الحيوية، للسيطرة الإدارية والأمنية من قبل سلطات الاحتلال التي أحيانا تقوم بإغلاقها، رغم أن جميع أرضيها المحيطة بها مملوكة للفلسطينيين ويملكون وثائق صادرة عن دوائر تسجيل الأراضي المختصة تؤكد ملكيتهم الشرعية والقانونية لها، فمنعت سلطات الاحتلال مجلس قروي العوجا من إقامة استراحات ومتنزهات وشاليهات في تلك المنطقة وحول القناة لخدمة آلاف المتنزهين الذين يؤمونها من كافة الأراضي الفلسطينية، حيث يعاني المتنزهون من عدم وجود مرافق وخدمات.
وكانت مياه نهر العوجا قبل نكسة حزيران عام 1967، تضخ على مدار السنة دون انقطاع، وكانت تعد المصدر الأساسي والأول للمزروعات، ولكن في الوقت الحالي تدوم لغاية أيار ثم تبدأ بالجفاف، بعد قيام المستوطنين بحفر آبار ارتوازية، ليكون عمق البئر أدنى من الحوض المائي للنبع، فيتم سحب المياه لتوزع على المستوطنات التي تحيط بالنبع من جميع الجوانب.
ولسنوات طويلة، كانت منطقة العوجا تشكل مصدرا غنيا للغذاء في فلسطين، ولكن بعد سرقة مياه العوجا، لم تعد هناك أراض قادرة على الإنتاج فاقتصر إنتاج أراضيها على النخيل، وذلك بسبب مناخها وتربتها الحارة، فيما كانت معظم أراضيها هدفا للمصادرة من قبل سلطات الاحتلال لصالح المستوطنات التي تزرع فيها أشجار النخيل، وتنتج كميات كبيرة من التمور التي يتم تصديرها للخارج.
وغالبا ما يقوم المستوطنون بالنزول إلى نبع مياه العوجا بذريعة السياحة والسباحة، إلا أن هدفهم الرئيس التخريب في المنطقة، ومضايقة المواطنين المتواجدين من المتنزهين لإخلائهم من محيط النبع.

«الأيام الفلسطينية»