القلعة نيوز:فــــــــــــــــؤاد دبــــــــــــــور
من الممكن أن نصدر بيانا ندين فيه العمليات الإرهابية الإجرامية البشعة التي تستهدف سورية دولة وشعبا ومؤسسات تعود ملكيتها للقطاعين العام والخاص، مثلما تستهدف امن سورية واستقرارها واستنزاف اقتصادها وإرباك النظام، لكننا وبعد مثل هذه الإدانة بأشد وأقسى العبارات سوف نتوقف عند الأهداف الأبعد لهذه العمليات الإرهابية والجهات الحاقدة التي تقف وراءها تدريبا وتمويلا وتحريضا والدفع بالإرهابيين للقيام بها لتحقيق أهداف سياسية، ذلك لان الإرهاب جريمة مقصودة ذات دوافع سياسية ترتكبها دول أو جماعات أو أفراد لصالح هذه الدول والجماعات لنشر الذعر والرعب وزعزعة امن واستقرار نظام سياسي قائم أو محاولة استنزافه والقضاء عليه حيث تلجأ بعض الدول إلى هذه الوسيلة الدموية الإجرامية عند عجزها عن تحقيق أهدافها بأساليب وطرق أخرى وهذا العجز يدفعها إلى ممارسة هذا الأسلوب بشكل مباشر أو عبر استخدام منظمات إرهابية تقوم بتمويلها وتعبئتها أيدلوجيا ثم تدفعها إلى القيام بالعمليات الإرهابية كوسيلة للضغط على أو زعزعة نظام حكم قائم، بمعنى أن الإرهاب عند هؤلاء ليس جريمة لها عناصر وأركان تميزها عن غيرها من مفاهيم محرمة داخليا ودوليا حيث يتم استخدامه ضد مصالح محددة في خدمة منهج وأيدلوجية ومشروع سياسي واقتصادي واجتماعي وديني، مثلما أصبح عند هؤلاء أسلوب عمل يستخدمونه في مرحلة معينة عبر جماعات تحمل أفكارا متطرفة عمياء لا قيمة أو مكانة عندها للإنسان ولا تتوقف عند عدد الضحايا وحجم الدمار والخراب الذي ينتج عن عملياتها الإجرامية، خاصة أن الإجرام عندها يرتبط بتحقيق هدف سياسي تعمل هذه الجماعات الإرهابية أو الجهات التي تقف وراءها لتحقيقه وهذا يقودنا للقول بأن العمليات الإرهابية الإجرامية التي تستهدف سورية إنما تأتي بدوافع سياسية حيث تهدف الولايات المتحدة الأمريكية والشريك الصهيوني والتابعين من أنظمة ونظام اردوغان ارتبطت بالسياسات الأمريكية الصهيونية، تهدف هذه الجهات مجتمعة إلى تحقيق مشروع سياسي يستهدف سورية والأمة العربية والمنطقة بأسرها. وذلك عبر عمل هذه الجهات على إثارة الحروب الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة لجعلها تتصادم وتتصارع، بمعنى أن جرائم هذه الجهات وأدواتها الإجرامية التي تنفذ الإرهاب من الفئات التكفيرية الضالة تنفذ مشروعا سياسيا يهدف إلى تحطيم الدولة السورية وتعطيل دورها السياسي الإقليمي والعربي خصوصا وضرب وحدتها الوطنية التي يستند إليها الشعب العربي في سورية في مواجهة العدوان الكوني متعدد الأطراف وإفشال أهدافه المتمثلة في السيطرة على المنطقة وإلغاء طابعها العربي وجعل الكيان الصهيوني العنصر الفاعل فيها مما يحقق لهذا الكيان الأمن والاستقرار وكذلك اهداف اردوغان واطماعه في الأرض السورية وبخاصة الشمال الممتد شرقا وغربا، ولما كانت سورية العروبة ترفض وتقاوم بكل عناد ونجاح هذه المشاريع والمخططات المعادية للأمة وتعمل على منع هذه المشاريع والحيلولة دون اختراق المنطقة فإنها مستهدفة بكل أشكال العدوان العسكرية منها والإعلامية والاقتصادية ويتم ممارسة كل أعمال التدمير للمؤسسات الحيوية فيها ويتم التصعيد في العمليات الإرهابية من اجل شل قدرتها وتصفية مقاومتها الذاتية ومنعها بالتالي من دعم المقاومة التي تواجه العدو الصهيوني في فلسطين ولبنان، مثلما تهدف المؤامرة على سورية إلى ضرب محور المقاومة (إيران ، سورية، المقاومة). مثلما تواجه سورية مخططات أعداء الأمة الأمريكان والصهاينة والدول الغربية الاستعمارية الأخرى التي تستهدف الأمة عبر الدفع بالمنطقة إلى حروب أهلية وزرع الفتن بين أبناء الشعب الواحد والأمة والواحدة على أسس مذهبية وعرقية وليس غريبا على الأعداء انه كلما سارت سورية خطوة على طريق تحرير الأرض والمدن والقرى من العصابات الارهابية ازدادت شدة الهجمات الإرهابية التي تقدم عليها العصابات الإرهابية مدعومة من جيش اردوغان الذي يقدم لها العون العسكري والقتالي المباشر التي يذهب ضحيتها أبناء الشعب. طبعا، وبكل ثقة واستنادا إلى معطيات واقعية نؤكد على أن سورية العروبة سوف تحقق النصر على الأعداء مهما بلغ حجم التصعيد في العمليات الإرهابية والحصار السياسي والاقتصادي والهجمة الإعلامية الضالة والمضللة، ذلك لان سورية لن ترضخ وتستسلم بل ستقاوم وتواجه التتار والعثمانيين الجدد وتنتصر على الإرهاب والإرهابيين وترد حقدهم وكيدهم إلى نحورهم وستخرج سورية شامخة ومرفوعة الرأس وستبقى منارة للعروبة والقومية مثلما ستبقى سورية كما كانت دائما وعبر تاريخها، محافظة على مكانتها في النضال العربي، ستبقى قلب العروبة النابض، وستظل، كما كانت عبر كفاحها الطويل، المضحية في سبيل القضايا العربية بدون حساب لاعتبار الربح والخسارة في الإطار الضيق والحسابات القطرية. كما سيبقى الخطاب السياسي لسورية يعتمد إيصال الأهداف القومية إلى الجماهير العربية والتواصل معها من اجل تحقيق طموحات الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية. الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي