القلعة نيوز : فـــؤاد دبـــــور
ان الدعوات إلى مقاطعة العدو الصهيوني تجاريا وزراعيا وسياحيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا يعتبرها أصحاب المصالح الذاتية الضيقة فعلا تصادميا مع هذه المصالح مما يدفعهم إلى تشويه منظمات المقاطعة وتوظيف وسائل إعلامية معنية لشن حملات ضدها وضد القائمين عليها، مثلما تحاول الجهات الرافضة للمقاطعة العمل على عدم وصول حملات المقاطعة إلى الإعلام الرسمي للحكومات المطبعة وكذلك محاصرة وسائل الإعلام الوطنية التي تدعم مقاطعة العدو الصهيوني. دون الاخذ بعين الاعتبار بأن هذا الكيان الغاصب يمثل العدو الذي يشكل خطرا كبيرا على مصالح الامة ووجودها وكذلك دون التوقف عند قضية ارض وشعب عربي اغتصبت ارضه ومدنه وقراه وتم طرده بالقوة منها، وان الشعب يدفع الدم يوميا بسبب إرهاب هذا العدو. لكن ورغم كل الحملات المضادة وكثافتها واتساعها ودعمها ماديا وإعلاميا فإن منظمات مجابهة التطبيع تحقق انجازات مهما كانت متواضعة حيث تقوم بتعرية الجهات المطبعة للشعب الذي هو بمعظمه ضد العدو الصهيوني وإقامة العلاقات معه مهما كانت هذه العلاقات خاصة وهي ترى هذا العدو إضافة إلى اغتصابه الأرض والحقوق يشن العدوان تلو الأخر على الشعب العربي في فلسطين ولبنان وسورية مثلما يمارس القتل والإجرام بكل أنواعه البشعة ضد أبناء الشعب العربي في هذه الأقطار العربية، مثلما يقوم بالتدمير والخراب واستنزاف طاقات الأمة البشرية والمادية والعسكرية ويقوم بدعم الإرهاب الذي يستهدف المقاومة في سورية ولبنان والعراق ومصر، كما يستهدف الأردن عبر ما يسمى بصفقة القرن، ويزداد حقد العدو الصهيوني على الشعب العربي في الأقطار العربية حيث توجد منظمات مجابهة التطبيع أو بدونها. التي إنما تعمل جاهدة من اجل توعية المواطن العربي وتفعيل دوره في المقاطعة خاصة وان المقاطعة هي عمل سلمي وسهل ولا يحتاج إلى استخدام العنف أو المواجهة مع الذين يطبعون مع العدو الصهيوني بل بذل الجهد من اجل تراجعهم عن هذا التطبيع والذين لا يتراجعون يتم كشفهم للمواطنين من اجل مقاطعتهم لإشعارهم بالخطأ الذي يرتكبونه في التعاطي مع العدو الصهيوني الذي يهدد الأمة في أمنها واستقلالها ومستقبل أجيالها ووحدتها وسيادتها والتحكم بثرواتها. وخاصة في ظل اقدام الإدارة الامريكية على طرح مشروع يستهدف بتصفية القضية الفلسطينية لصالح العدو الصهيوني والمسماة بصفقة القرن. مثلما تخدم مواجهة التطبيع ومقاطعة العدو الاقتصاد الوطني وحماية المقدرات والإنتاج الوطني من المنتوجات الصهيونية، ولنا أن نؤكد على أن مقاطعة العدو التي تأخذ مداها وفاعليتها هي مقاطعة تلحق بالعدو أضرارا وخسائر كبيرة اقتصاديا وماديا وسياسيا. مثلما تعود كما أسلفنا بالنفع على المواطن وإنتاجه ومصانعه والعمالة العاملة في مؤسسات ومعامل ومصانع الوطن وحتى تحقق المقاطعة اكبر قدر ممكن يتوجب التنسيق بين قطاعات الشعب بأحزابه وعماله والنقابات المهنية وكل المنظمات والمؤسسات الوطنية المؤمنة حقا بحماية الوطن من أطماع العدو في الأرض والمقدرات والتوسع على حساب الأمة. وبالتالي فإننا نؤكد على أن مجابهة التطبيع مع العدو ومقاطعته تمثل حركة مناهضة لمخططات ومشاريع الإدارات الامريكية والحركة الصهيونية التي وضعها مؤسس الحركة في مؤتمر "بال" السويسرية عام 1897م والتي تهدف إلى إقامة "إسرائيل الكبرى" من الفرات إلى النيل مثلما تشكل خطوة على طريق إضعاف العدو وتحرير الأرض المغتصبة في فلسطين والجولان العربي السوري والجنوب اللبناني. وبالتالي وضع حد لمشروع الحركة الصهيونية وإنهاء وجودها طال الزمان أم قصر. فالمقاطعة سلاح فعال وقليل التكلفة إذا ما أحسن استعماله. ومن المؤلم ان تشاهد هذه الأيام فتح أبواب اقطار عربية للعدو الصهيوني ممثلا برئيس الوزراء ووزراء ووفود رياضية وإعلامية وثقافية وطبعا اقتصادية وتتم هذه العملية على حساب الدم الفلسطيني المسفوح بأيدي الصهاينة واداتهم الاجرامية، بعامة واسلحة محرمة دوليا بخاصة وكذلك في ظل الحصار والتجويع المفروض على الشعب العربي الفلسطيني وبخاصة في قطاع غزة المقاوم، كما يتم أيضا في ظل قيام العدو الصهيوني في محاولات فاشلة ضد أبناء الشعب العربي السوري في الجولان المحتل الذين يرفضون بعناد ويقاومون برجولة. هذه المحاولات التي تهدف الى اخراجهم من اصولهم السورية واجبارهم على المشاركة في انتخابات تعطي شرعية مزيفة للعدو الصهيوني على الأرض السورية العربية المحتلة. ونؤكد للذين يطبعون ويتعاملون مع العدو الصهيوني، انه عدو الامة بأكملها وليس الشعب العربي الفلسطيني الذي هو شعب عربي ويشكل جزءا أساسيا من هذه الامة يدافع عنها بالدم في مواجهة هذا العدو الذي يطبعون معه سياسيا وثقافيا واقتصاديا. نعم، ستبقى فلسطين عربية، عربية، والجولان عربي سوري وارض الجنوب اللبناني المحتلة عربية لبنانية. انها إرادة الشعب المقاوم والمتمسك بأرضه وحقوقه أيها المطبعون. الأمين العام لحزب البعث العربي التقدمي