القلعة نيوز : فلسطين المحتلة - اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، مدير لجنة الإعمار بالمسجد الأقصى، في مدينة القدس المحتلة. وأفادت مصادر محلية، أنّ شرطة الاحتلال اعتقلت مدير لجنة الإعمار بالمسجد الأقصى المهندس بسام الحلاق من داخل المسجد، واقتادته إلى جهاتٍ مجهولة.
وفي سياق منفصل هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس الأربعاء، منزلاً ومحلاً تجارياً في بلدة سلوان بمدينة القدس المحتلة. وأفادت مصادر فلسطينية، أنّ قوات الاحتلال هدمت محلاً تجارياً في حي وادي الجوز وحي عين اللوزة ببلدة سلوان، وشرعت بهدم منزل المواطن إياد أبو صبيح بالقدس. وهدمت بلدية الاحتلال في القدس 31 منزلا منذ مطلع العام الجاري، إضافة إلى 11 منشأة ومبنى غير سكني.
وتنتهج سلطات الاحتلال منذ احتلال القدس، سياسة عدوانية عنصرية ممنهجة تجاه الفلسطينيين المقدسيين، بهدف إحكام السيطرة على مدينة القدس وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين، وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.
ومن بين هذه الإجراءات هدم سلطات الاحتلال المنازل والمنشآت الفلسطينية بعد وضعها العديد من العراقيل والمعوقات أمام إصدار تراخيص بناء لمصلحة المقدسيين.
وتهدف سلطات الاحتلال بذلك إلى تحجيم وتقليص الوجود السكاني الفلسطيني في المدينة، حيث وضعت نظاماً قهرياً يقيد منح تراخيص المباني، وأخضعتها لسلم بيروقراطي وظيفي مشدد، بحيث تمضي سنوات قبل أن تصل إلى مراحلها النهائية.
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الأربعاء، حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وسلمت سلطات الاحتلال أمس، إخطارا بالإستيلاء على أرض تعود ملكيتها للمواطن راتب الخطيب من قرية سرطة غرب سلفيت. وقال راتب الخطيب لوكالة معا الإخبارية: أن سلطات الاحتلال قامت بوضع إخطار إستيلاء لـ 689 من الارض، الواقعة بين بلدتي قراوة بني حسان وبديا وسرطة، حيث أن الارض مسجلة بالاحواض الطبيعية لقراوة بني حسان غرب سلفيت.
إلى ذلك، أُعلن رسميا، صباح أمس الأربعاء، عن استشهاد الأسير سعدي الغرابلي من قطاع غزة، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة الإهمال الطبي وإصابته بمرض السرطان، بعد أن تم نفي الخبر سابقا، وتأكيد أنه لا يزال في حالة حرجة للغاية.
وأكد الناطق باسم مصلحة معتقلات الاحتلال، استشهاد الأسير سعدي الغرابلي، وفق ما ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية على موقعها الإلكتروني. وادعى الاحتلال أن الشهيد الأسير كان يعاني من أمراض مزمنة منذ سنوات.
من جهته، أعلن مكتب إعلام الأسرى صباح أمس، عن استشهاد الأسير الغرابلي داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي, وقال "إعلام الأسرى"، إنّ الأسرى قرروا إغلاق كافة الأقسام في السجون حداداً على روح الشهيد الأسير سعدي الغرابلي، واحتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال. والغرابلي من سكان حي الشجاعية بمدينة غزة، واعتقل عام 1994 وحكم مدى الحياة، وكانت عائلته ممنوعة من زيارته. ويعاني الغرابلي من مرض السكر والضغط وضعف السمع والإبصار، لكن سرطان البروستاتا تسلل في السنوات الأخيرة لجسده وأنهك صحته تمامًا.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية): إن الأسير الغرابلى أحد أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بعد أن أمضى 27 عاماً من حكم بالسجن مدى الحياة. وأشارت إلى أنه تعرّض للعزل الانفرادي من عام (1994-2006) كان أحدثها في عزل ايشل وعلى إثرها بدأ بعدها يعاني من أمراض مزمنة .
في السياق، كشف مركز حقوقي فلسطيني متخصص بشؤون الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، النقاب عن أن هناك ما يزيد عن 150 أسيرا مريضا، صنفت حالاتهم بـ "الخطيرة" داخل سجون الاحتلال.
جاء ذلك في بيان صادر عن مركز "فلسطين" لدراسات الأسرى، تعليقا على الإعلان عن استشهاد الغرابلي. وأوضح المركز، أن وضع الأسرى المرضى ينذر بخطر شديد، ويبقى الباب مفتوحًا لاستشهاد المزيد منهم. وأضاف: "هذا إضافة إلى الخطر الشديد المحدق بالأسرى نتيجة جائحة كورونا والتي تهدد حياتهم بشكل مستمر في ظل عدم اتخاذ الاحتلال إجراءات الحماية والوقاية ولاستهتار بحياتهم".
وحمل المركز، الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير الغرابلي نتيجة الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج المناسب له، مشيرًا إلى أنه كان يعاني من أمراض مزمنة منها السكر وضغط الدم وأصيب مؤخرًا بأورام سرطانية، ورفض الاحتلال عرضه على طبيب مختص.
وحذر من أن الشهيد الغرابلى "لن يكون الأخير، وقافلة الشهداء داخل السجون لن تتوقف، إذا لم يتم محاسبه الاحتلال على جرائمه، وسيبقى شبح الموت يختطف الأسرى نتيجة سياسة الإهمال الطبي التي تمارس بحقهم". وطالب بتشكيل لجنة تحقيق للنظر في ظروف استشهاد الغرابلي ومن سبقه من الشهداء سواء داخل السجون أو خارجها، ووضع حد لاستهتار الاحتلال بحياة الأسرى.
من جانبه، قال المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة، أنه باستشهاد الغرابلي يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى (224) شهيدًا، من بينهم (73) أسيرًا استشهدوا نتيجة التعذيب، و(69) أسيرًا استشهدوا بسبب الإهمال الطبي، و(75) نتيجة القتل العمد بعد الاعتقال، و(7) آخرين بعد إصابتهم برصاصات قاتلة وهم داخل السجن.
وأشار فروانة، إلى استشهاد مئات آخرين من الأسرى المحررين الذين توفوا بعد تحررهم من السجون الإسرائيلية متأثرين بأمراض ورثوها عن السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي المتعمد. (وكالات)