شريط الأخبار
مجلس الأمن يعتمد بيانًا رئاسيًا يدين العنف في سوريا وزير الخارجية العراقية: يجب التعاون دوليًا للقضاء على عصابة داعش بوتين يعقد مباحثات مع مبعوث ترمب بشأن حل النزاع الأوكراني تحذير من إنعدام الأمن الغذائي والمائي وانهيار المنظومة الخدماتية والصحية بغزة العراق يعلن مقتل أحد أخطر الإرهابيين في العالم متظاهرون يقتحمون "برج ترمب" احتجاجا على اعتقال ناشط فلسطيني الأردن يشارك بجلسات العدل الدولية حول التزامات إسرائيل تجاه الأنشطة الدولية بفلسطين أجواء دافئة بوجه عام حتى الاثنين حماس توافق على مقترح الوسطاء بتسليم محتجز إسرائيلي وجثامين 4 آخرين مندوبا عن الملك .. الأمير فيصل يرعى المجلس العلمي الهاشمي الـ117 "النواب" يُشكل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي الحنيفات: تخصيص 180 ألف دونم لزراعة البنجر السكري الوزير الرواشدة يشارك دار الضيافة للمسنين جمعية الأسرة البيضاء افطارهم الرمضاني بوتين يعلن الموافقة على جميع المقترحات لإنهاء الحرب مع أوكرانيا كريشان : إدارية الأعيان ماضية في دورها الرقابي والتشريعي الرواشدة: مهرجان جرش عنوان للثقافية الوطنية والعالمية الحباشنة يكتب : الى الرئيس أحمد الشرع: سوريا تحتاج إلى كل أبنائها.. التنوع والوئام.. نقيض الأسباب والكراهية العيسوي يلتقي فعاليات شعبية وطبية مجلس الإدارة هو مَنْ يرفع تقاريره للحكومة ومجلس الأمّة محللون: اتهامات السلطة لـ"حماس" تعكس أزمة شرعية وتآكل في الدور السياسي

أنموذج من أجل نسيان الماضي

أنموذج من أجل نسيان الماضي

القلعة نيوز :

تُظهر فيتنام والولايات المتحدة ، في احتفالهما بمضي ربع قرن على ما بينهما من علاقات متصلة، كيف أن الشفاء من ميراث الحرب يمكن أن يخلق الثقة اللازمة لاقامة شراكة وثيقة. فالمصالحة بين الشعوب عمل شاق. ولتدرك معنى ذلك، ما عليك سوى أن تسأل المسؤولين في فيتنام والولايات المتحدة. في اليوم الحادي عشر من شهر تموز، احتفل البلدان بالذكرى الخامسة والعشرين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية. ولقد استغرق العمل على إصلاح التراث المرير لحربهما الطويلة سنوات عديدة. مع ذلك، وعلى الرغم من أنه لا يزال يتعين القيام بالكثير من الإصلاحات، تُعتبر فيتنام الآن أقرب حليف لأمريكا في جنوب شرق آسيا وشريكا تجاريا رئيسيا لها.

قام البلدان ببناء ثقة قيمة من خلال مساعدة بعضهما البعض في تحديد اماكن جنودهما المفقودين وعن طريق الحد المشترك من الأضرار اليومية الناجمة عن الذخائر الحربية غير المنفجرة واستخدام الجيش الأمريكي للمواد الكيماوية السامة. ويقول زعيم الحزب الشيوعي الفيتنامي نغوين فو ترونغ إن المزيد من التقدم في صداقتهما يعتمد على وجود «عقلية تحرص على نسيان الماضي.»

ومن الجدير بالاشارة ان المكافآت المترتبة على كل هذا العمل الشاق تشمل العلاقات بين الناس. اذ يلتحق ما يقرب من ثلاثين الف مواطن فيتنامي بمدارس أمريكية بينما يدرس أكثر من الف ومائتي مواطن أمريكي في فيتنام. ولأول مرة ، وافقت هانوي على السماح لفيلق السلام الاميركي بالعمل في البلاد. كما زار سفير الولايات المتحدة قبل فترة وجيزة مقابر فيتنام التي تخص «شهداءها خلال الحرب». إن هذا الشفاء المستمر من آثار الحرب ليس السبب الوحيد الذي يحث على مزيد من التقارب. اذ يشكل الاثنان على نحو تدريجي شراكة استراتيجية هامة في سبيل مواجهة الاستخدام المتزايد للصين للقوة البحرية ضد فيتنام وماليزيا وإندونيسيا والفلبين بشأن الجزر المتنازع عليها ومصائد الأسماك ومخزونات النفط في بحر الصين الجنوبي.

في غضون ذلك، تسمح فيتنام لمزيد من السفن الحربية الأمريكية بالقدوم الى موانئها. وللمرة الأولى ، اتخذت الولايات المتحدة موقفًا مفاده أن مطالبات الصين ببحر الصين الجنوبي «غير قانونية على الاطلاق». وقد تساعد واشنطن فيتنام على تعزيز قواتها البحرية. من جهة اخرى ، تفيد التقارير أن هانوي تدرس ما إذا كانت سترفع دعوى قضائية بحق بكين إلى محكمة دولية بسبب ما تتبعه من تكتيكات للبلطجة المستمرة في المياه الفيتنامية.

لا تزال هانوي تحاول ان تتوخى الحذر في ان تكون حليفًا مقربًا لأي قوة كبرى. من جهة اخرى، تحجم الولايات المتحدة عن تقبل قمع الحزب الشيوعي لافراد المعارضة. وعلى الرغم من كل ذلك ، واجه البلدان بشكل مباشر الألم الذي يتضمنه تاريخهما واستعاضا عنه بعلاقات دائمة. فالولايات المتحدة، على سبيل المثال، هي الآن أكبر سوق تصدير بالنسبة الى فيتنام. كما أشادت إدارة ترامب بريادة هانوي في المنطقة ونجاحها الملحوظ في الوقاية من حدوث اي وفيات قد تنجم عن الاصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19. وبينما يستمر الاثنان في العمل على نسيان التراث المادي والمعنوي للحرب، فإنهما يفتحان أمامهما مستقبلاً لم يتخيله سوى عدد ضئيل من الناس قبل عقود قليلة.