قرأت قبل ايام مقالة فيسبوكية لأحد الكتاب بعنوان " اسد الداخلية " ورغم ان الكاتب معروف لدى العديد من كبار المسؤولين بأنه متخصص بكتابة المقالات التي تتناول الشخصيات العامة وتعطي انطباعات " تُبيض الوجه " غير أنني لم اتمكن من معرفة دوافعه بالكتابة هذه المرة عن وزير الداخلية الحالي سلامة حماد الكثير الأشغال والمهام والذي من الصعوبة بمكان الحصول على موعد لمقابلته كما حصل معي .
واستغربت أكثر ما كشفه الكاتب في مقدمة مقالته التي لم تنشرها وسائل الاعلام باستثناء موقع الكتروني يملكه الكاتب وموقع أخر حين قال انه زاره صباحا ووجده هادئا بدا مرتاحا وكان بانتظار زيارته لدرجة انه شعر بانه ضيفه الوحيد ونال اهتماما خاصا بان قدم له شرابا خاصا به ( الزنجبيل والليمون والكركم الطازج والنعنع ) وبعد ان شربه وجه له سؤالا عن رأيه بهذه الخلطة لكن الكاتب وكما ذكر في مقالته طلب الحديث في الانتخابات وقال جئت لأسمع ولم آت لأتحدث
مفتاح الحديث في هذا الشان لم يكن سؤالا محددا وانما رؤية خاصة بالكاتب حيث اعرب عن قلقه مما يرى في مناخ الانتخابات بانها تستقطب العائلات والعشائر والقبائل وليس الأحزاب والقوائم وكأني به يتسائل عن الدور الحكومي لتمكين الاحزاب من خوض هذه الانتخابات وتحقيق نتائج على الأرض وهو الأمر الذي من الصعب على الحكومة ان تدفع بهذا الاتجاه أكثر من انها وضعت اسسا خاصة لتحصل على الدعم المالي لتبقى مسؤولية اثبات وجودها مسؤولية قيادتها وهو الامر الذي من وجهة نظر العديد من المراقبين ما زال صعب المنال ما دامت تفتقر للبرامج وتوصف بالدكاكين .
تابعت قراءة المقال وسعيت جاهدا لأعرف دوافع كتابته والرسالة التي اراد ان يوصلها عن شخصية معالي ابو ماهر المعروف باعتزازه بالعشائر والقبائل وأنه رجل عملي من الطراز الأول والذي من وجهة نظري صُدم بعدم ارتياح الكاتب للحراك العشائري والقبلي والعائلي كما قال في مقالته في أمر الأنتخابات والذين يُعدون اللبنة الأساس في مدماك الدولة الأردنية . .
ورغم انني صحفي وكاتب مقالات ومتابع للشؤون المحلية منذ أكثر من 35عام غير انني لم اتشرف بلقاء معالي ابو ماهر وقد سعيت الى ذلك مرارا وتكرارا لكن يبدو انني غير محظوظ أو ان الظروف لم تسمح بذلك لكنني من المعجبين بشخصيته منذ سمعت عنه حين تولى حقيقة وزارة الداخلية في عام 1993 في عهد حكومة الدكتور عبد السلام المجالي حيث لمست من مطلعين انه رجل حازم ورجل دولة من الطراز الرفيع مُتقن لعمله بدرجة كبيرة وليس ممن ينفردون باتخاذ القرارات بعيدا عن أراء المختصين في وزارته كما انه انفرد بين وزراء الداخلية بمنح كوادرها فرصة الترقي لتولي المناصب القيادية وخاصة منصب المحافظ .
وعلى الجانب الأخر الذي يتمثل بموقف الناس من شخصية ابا ماهر فالعكس تماما حيث الأنطباع انه رجل صلب من الصعب التفاهم معه وازداد الأمر صعوبة بعد انتشار منصات التواصل الإجتماعي التي منحت الناس حرية التعبير وخاصة غير المسؤول وقد يكون لصوره الشخصية التي يظهر فيها بالكشرة الأردنية المعروفة وعدم تبسمه دافعا وراء ذلك الى جانب ارتباط مهام وزارة الداخلية بغالبية الجوانب ذات التماس المباشر بحياة ومعيشة المواطنين .
خلاصة القول وهذا رأيي الشخصي وبتجرد اننا في الدولة الاردنية بحاجة لقيادات لا تعرف الكلل والملل أمثال معالي ابو ماهر ممن لا ترتجف اياديهم من اتخاذ القرارات المبنية على معطيات وأنظمة وقوانين المؤمنين بثوابت الدولة ودور عشائرها وقبائلها في مسيرتها التي اقتربت من المئوية وان الأنسان الاردني هو رأسمال المال الحقيقي .