القلعة نيوز - محمد مناور العبادي*
فوجئت وصدمت صباح هذا اليوم الجمعه 30 تشرين اول ، بوفاة الدكتورالاستشاري في الامراض التنفسية العميد المتقاعد هيثم باشا الخشمان ، حيث اختطفته "عاصفة كورونا " بعد ان تمكن من صدها عن الكثيرين بعلمه وخبراته ، ممن حاولت افتراسهم ، وكان رحمه الله في قمة عطائه العلمي والانساني ، يعالج مرضى كورونا والامراض التنفسيه الاخرى، ومنذ 36 عاما نجح خلالها بعون من الله وتوفيقه ، باعادة ابتسامات الفرح لمن عانوا من هذه الامراض وكادت تودي بهم .
اليوم وروح المرحوم تغادرنا الى جوار الله ، اتذكراول لقاء لي مع المرحوم في اذار 2019 ، وكنت حينذاك في لحظة تمنيت فيها الموت قبل الحياة ، حين تعاظمت الآم الصدر، بعد اسبوع قضيته في مستشفى كبير معروف، تم تشخيص حالتي فيه بطريقة خاطئة ، كادت تودي بحياتي .
وبعد ان اشتد المرض وضغوطاته ،استعنت ، بدعم من عائلتي وتشجيع منها ، بالمرحوم هاتفيا ،طلب مني - رحمه الله - نقلي لاي مستشفى خاص ، حيث تمكن وبسرعه قياسيه ، بتشخيص حالتي في الساعات الاولى من دخولي مستشفى الجاردنز ، حيث عجز اخرون قبله ، ممن يحملون درجات علمية والقاب كبيرة ، فاوصى بعملية جراحيه عاجلة ، وازال بعلمه وخبراته الطويله كل العقبات " الصحية " التي كانت تحول دون اجرائها ، حيث قام بها وبدقة متناهية، صديقه وزميله السابق في الخدمات الطبية الملكيه ،النطاسي البارع، الدكتورالانسان فواز باشا الخماش، اطال الله بعمره.
شكرت الله الذي يسر لي المرحوم د. هيثم الخشمان، لينقذ صحتي من مزيد من التدهور والمضاعفات ، حيث اشرف على جميع مراحل علاجي، بكادر طبي متخصص اختاره لي بعناية ، ودعم لوجستي من اطباء وممرضي المستشفى.
اليوم ومع احزان عائلة المرحوم واحبته ، اتذكر ابتسامته التي لم تفارق وجهه المنير دوما، بينما كنت على سرير المرض ،، وبفضل الله وبفضله ، عادت الابتسامة ليس لي بل لاسرتي واقاربي وانسبائي واصدقائي .
ولن انسى ، انني كنت اضطر لاستشارته هاتفيا كلما دعت الحاجة ، كان يستجيب فورا دون مقابل ، لان غايته انسانية ، وليس " جيب "المواطن .
وازدادت قناعتي بعلمه وقدراته، وحرصه على مواكبة كل جديد في مجال تخصصه ، حين عرفت انه لايترك مؤتمرا طبيا او حلقة دراسيه متتخصصىة في الامراض التنفسيه الا وشارك بها وعلى حسابه الخاص ، بغض النظر عن المكان والزمان والتكلفة الماليه ، لانه كان يرى ان الطبيب ينبغي ان يطور علمه على مدار الايام ، خدمة لمرضاه اولا واخيرا .
رحمك الله ايها الطبيب المتميز الدكتور هيثم الخشمان الذي اثبت خلال ال 36 عاما من ممارسته مهنة الطب ، اخلاصة غير المحدود لمهنته، ووطنه، وللانسان ،مجسدا في ممارساته العمليه ، انه ابن الاردن ،وابن المؤسسة العسكرية الاردنية ، التي "يحمي" رجالاتها وخريجوها الوطن والمواطن ، في جميع الاوقات ،بكل ماتحمله هذه الكلمة من معان سامية راقية واسعة ، سواء خلال انتسابهم لها ، او بعد تقاعدهم منها .
العزاء موصول لزوجته الفاضلة، ولابنتيه المهندستين لما ودانا ، فقد كان لقاؤه بعائلته مقدسا، ومحبته لها فوق كل محبة ، وتصل الى درجة التقديس . وكان محبا لكل الناس ومحبوبا من كل الناس . لانه يستحق ذلك، لأ نه كان محبوبا من الله
عزاؤكم ان المرحوم اعاد الحياة بفضل الله، لمن عانوا من متاعبها الصحية وكادت ان تؤدي بهم ، فكان له فضلان في الدنيا والاخرى على مرضاه واسرهم واحبتهم .
رحم الله الدكتور هيثم الخشمان واسكنه فسيح جناته والهم اسرته واهله واحبته الصبر والسلوان .
وانا لله وانا اليه راجعون.
* الكاتب : رئيس التحرير المسؤول - صحفي وباحث