القلعة نيوز : كتب عصام النعانعة
في وداع الاستاذ يحى الخوالدة أبا نضال … لن اخاطبك بصيغة الميت الغائب الذي يوارى جسده في التراب ، بل سأكلمك بصيغة الحاضر بيننا والماثل أمامنا ، فأنت من الذين تموت أجسادهم و تبلى وتبقى ذكراهم العطرة التي ما دنسها يوما كذب أو زيف أو خداع ، فصفحتك عند كل من عرفك بيضاء ناصعة البياض لا تشوبها شائبة ، ذكراك ايها الصادق ، الخلوق ، المهذب حاضرة في أذهان آلاف الطلاب ممن تتلمذوا على يديك ، و حاضرة في أذهان الآلاف ممن عملوا معك ، وحاضرة على ألسنة الناس التي هي اقلام الحق والتي لا تجامل ولا تداهن ، بل تبوح بمكنوناتها لتخرج كلمات صادقة في حق فقيدنا وفي حق كل من ماثل أبا نضال أو شابهه. أبا نضال كان يحمل في قلبه و عقله هموم ضانا والقادسية وبصيرا والعين البيضاء والطفيلة وعيمة ، رجل لم يرسم حدود في ذهنه أو قلبه بين القرى المترامية الأطراف لمحافظة مهمشة مظلومة ، فكانت كل الأماكن عنده ضانا ، ضانا التي ودعته اليوم بدموع سخية من عيون الرجال التي لا تبكي الا لخطب جلل اوو مصاب عظيم وهو اليوم كذلك . نعتك اليوم ضانا بأهلها الطيبين ، وبكتك ييوت ضانا والقادسية ،. وافتقدك شجرها وحجرها ، فمع كل شخص و في ظل كل شجرة لك قصة تُسرد و حكاية تروى . أبا نضال .. ودعتك الطفيلة اليوم كواحد من رجالاتها المخلصين الذين ما تقاعسوا يوما عن التفاني في خدمتها في كل مكان أو منصب شغلوه ، رجال كان ديدنهم السعي والعمل الدؤوب دون كلل أو ملل أو مطمع دنيوي زائل لحل مشاكل محافظتهم . أبا نضال انت صاحب بصمة ظاهرة لا يمحوها طول الزمن فهي محفورة في وجدان كل من زاملك في موقع وظيفي ، أو في مجال عمل تطوعي . لروحك الرحمة ولنا كلنا من بعدك الصبر والسلوان