شريط الأخبار
افتتاح مركز للإسعاف في مجمع "الفوسفات"الصناعي بالعقبة "رئيس النواب" يهنئ بذكرى تعريب قيادة الجيش النائب السابق محمد فالح الحجايا يهنئ بذكرى تعريب قيادة الجيش ولي العهد: يا جيشنا يا عربي حسان: نحيي نشامى قواتنا المسلحة الباسلة أسعار الذهب تنخفض محليا الحديد يسحب استقالته من رئاسة الفيصلي المحامي شبلي عبد الهادي القطيش يهنئ الملك والأردنيين بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الملكة رانيا: اللهم اجعله شهر سكينة للروح والغفران الملك وولي العهد يتلقيان برقيات تهنئة بمناسبة شهر رمضان حسّان يهنئ بحلول رمضان ترامب لزيلينسكي: بلادك في ورطة وأنت لا تريد وقف إطلاق النار الملك يهنئ الأمتين العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان أسرة مجموعة القلعة نيوز الاعلامية تهنئ بحلول شهر رمضان .. السبت أول أيام رمضان في الأردن.. الذكرى 69 لتعريب قيادة الجيش العربي..محطة مشرفة في تاريخ الوطن ورفعته وازدهاره الفايز: إطلاق الهوية الجديدة لمدينة العقبة خطوة إستراتيجية دول تعلن الأحد أول أيام رمضان (أسماء) الحكومة تثبت أسعار البنزين والكاز وتخفض الديزل 15 فلساً لشهر آذار مصدر حكومي: سيارات الـ BMW للوزراء اشترتها الحكومة السابقة وتستخدم بالتدرج

مكافحةُ الفسادِ: إنجَازٌ يُقَابِلهُ صَمْتُ النُّخبِ..!

مكافحةُ الفسادِ: إنجَازٌ يُقَابِلهُ صَمْتُ النُّخبِ..!
القلعة نيوز :
محمد علي الزعبي
بإعلان هيئة النزاهة ومكافحة الفساد عن إحالة مجموعة نوعيّة من ملفات شبهات الفساد إلى القضاء يكون مجلس الهيئة قد سدد ضربة موجعة لكل مظاهر انتهاك سيادة القانون، وتجاهل قواعد الشفافية وحرمة المال العام، وتكون الحكومة قد صدقت في التزامها أمام مجلس النواب بالقيام بكل ما يلزم؛ لتعزيز منظومة النزاهة ومكافحة الفساد من حيث السياسات والقرارات والتشريعات ، بل نجحت أكثر في اختيار مجلس متجانس مُحصن من الإحالة والإقامة ويملك زمام المبادرة وشجاعة القرار المهني الملتزم.
بعيدًا عن طبيعة الأحكام القضائية التي ستصدر لاحقًا في الملفات النوعية التي طفقت الهيئة في احالتها أولاً بأول، فإن ذلك يعبر بشكل لا يقبل اللبس عن إرادة سياسية حقيقية للجم الفساد واجتثاث الفاسدين والتزام حكومي يبدو واضحًا في طبيعة الملفات التي تُحال وإجابة شافية على كل التساؤلات التي كانت لها آثار في الشارع حول وجود حصانة غير معلنة لبعض الأشخاص المشتبه بهم، ويؤكد على عدم وجود مصلحة للحكومة في التستر على أي مخالفات سيّما وأن المبادرة في الكشف عن ملفات كبيرة قد جاء من الحكومة نفسها بعكس الصَّلف المقزز الذي مورس في فترات سابقة.
من واجب كل المخلصين في الدولة الأردنية وفي مقدمتهم النّخب السياسية أن تؤشر على مكامن الخلل وتعزز مواضع الإنجاز حتى وإن كان من الحكومة، لأن الأخيرة هي إحدى السلطات الرئيسية في الدولة ولا يعيبنا الإشادة بها عندما تحسن، ونقدها بشجاعة عندما تُخفق أو تُسيء. وأمانة المسؤولية تقتضي الإشادة بالحكومة ومجلس النواب في إقرار التعديلات على قانوني هيئة النزاهة ومكافحة الفساد، والكسب غير المشروع والسياسات والقرارات التي شكلت سابقة نوعيّة في طرق بعض المكامن المقلقة والتي تطلبت شجاعة وطنية كانت أهلاً لها، وبالمقابل ما زلنا نامل إقرار التعديلات الجديدة الضرورية على تلك المنظومة في مجلس النواب التاسع عشر
يؤلمنا الاعتراف بأن الجهود الوطنية الجادة لمكافحة الفساد ما زالت في بدايتها، وأن قوى وشخصيات نافذة تدافع عن مظاهر الفساد وتحاول حمايته ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وأن اجتثاث تلك القوى تتطلب قراءة سياسية وطنية واعية تستند للحقائق والأسانيد وسيادة القانون، وأحكام قضائية ترتكز على الحجة والدليل . وفي كل الأحوال ينتصب القرار القضائي عنوانًا للحقيقة وبرهانًا يحسم وجهات النظر في كل جدل أو قول، ولعلني في هذا أكون قد أشرت إلى شرف القسم، وأمانة المسؤولية أمام الله والوطن والشعب والقائد.
هيئة النزاهة ومكافحة الفساد كجهة تحقيق احترافية ورقابة نوعية تعمل بصمت وحرفية بعيداً عن ضوضاء الإعلام تستحق من النخب الناقدة وقوى المجتمع الحيّة أن تتصدى لمحاولات الإجهاز على هذا الجهد الوطني المميز بأساليب مختلفة، ووسائل متباينة من قوى خطيرة تتوزع بين دُعاة الهويات الفرعية والتابعين لبعض الفاسدين، والمستفيدين من غياب الثقة بالمؤسسات الرقابية وفي مقدمتها مكافحة الفساد، سيّما وأن التحقيق الاحترافي في قضايا الفساد كجرائم منظمة يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً في فحص الأدلة، ودراسة الوثائق، وإجراء الخبرة الفنية، وسماع الشهود ومتطلبات أخرى يستوجبها التحقيق الأولي.
كي لا نبقى أسرى التجارب علينا أن نخطط للمستقبل بثقة وإيجابية ومهنية وتفاؤل والأهم من ذلك الإيمان بصدق أن الوطن يستحق منا خدمته بأمانة وشرف، وأن المال العام هو خبز الفقراء، والثقة العامة عرق الشرفاء، ودماء الشهداء. وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيّب وقائدنا المفدى من كل سوء..!!