اعتقلت الشرطة الإسرائيليّة خلال الأسبوعين الأخيرين متظاهرين ضدّ العنف في مدينة أم الفحم أكثر ممّا اعتقلت متورّطين في جرائم عنف بالمدينة، أخطرها إصابة رئيس البلدية الأسبق والقيادي في الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليًا، د. سليمان إغباريّة.
وحسب تقرير ضياء حاج يحيى، تتصاعد الاحتجاجات في البلدات العربيّة ضد استمرار جرائم العنف وضد تواطؤ الشرطة مع عصابات الإجرام، بحسب ما يصرّح المتظاهرون، بعدما شهدت كفر قرع قبل أسبوعين مواجهات مع الشرطة بعد جريمة مقتل الشاب سليمان مصاروة رميا بالرصاص.
وتعتدي الشرطة للأسبوع الثاني على التوالي على الوقفات الاحتجاجيّة ضد العنف في أم الفحم وبسمة طبعون.
وقالت الناشطة لما أبو شما : نقف هنا بسبب ظاهرة الجريمة «التي تنهش في مجتمعنا من سنين طويلة، بسبب سياسة الشرطة والحكومة والسلاح المنتشر. الصرخة هي ضد الشرطة والمؤسسة».
وتابعت شمّا أنّ «الشرطة تعلم من هم القتلى، ولكنّها تغضّ البصر عنهم، وهي أصلًا غير معنية بوضعهم وراء القضبان، لذلك جئنا لنطالب ونضغط ونصرخ بوجه الشرطة بأنّنا نريد أن نرى القاتل مسجونا، وسئمنا من هذه السياسة».
وأضافت «يكفي حرقا لقلوب أمّهات ثكالى، يكفي أن نيّتم الأطفال، جرائم القتل تقتل المجتمع بأسره وهذا ما نراه ونشهده، الألم والحزن لا يقتصران على العائلة الثاكل، بينما هذا يؤثر على المجتمع كله».
ودعت شمّا كل الأهالي إلى أن يشاركوا في التظاهر، وأن ينزلوا إلى الشوارع لإغلاقه ولا حاجة للخوف والتراخي، «نحن نقف منذ سبعين عاما ضد مؤسسة ظالمة وصمدنا، ولذلك نحن نعول على مجتمعنا، وأننا نستطيع تحقيق إنجازات لو ثبتنا».
ومن جانبه، قال النائب عن الجبهة في القائمة المشتركة، د. يوسف جبارين «عنوان الغضب واضحًا في هذه التظاهرة، هو ضد الشرطة والمؤسسة، وكل الأذرع الأمنية، هذه الشرطة التي تتواجد في التظاهرات السلمية مدججة بالأسلحة لا نراها حين نقصدها في مكافحة العنف والجريمة، أين تكون أمام المجرمين؟».
وأضاف جبارين «لا يمكن أن نتّهم الشرطة بالتقاعس في محاربة العنف والجريمة، إنّما هي متواطئة، لأنّها تعلم أين يتواجد السلاح، وتعرف كيف تصل إلى المجرمين، كما تعرف التعامل معهم في المجتمع اليهودي».
وتابع جبارين «إذا استمررنا في الوقوف بكميات كبيرة في الشوارع سوف نحقّق الضغط الذي نريده من المؤسسة، ولكن الأمر المهم هو أن نكون يدًا واحدة ونحافظ على هذه الوحدة والعمل المشترك سياسيا وجماهيريا».
وقد قدمت الشرطة الإسرائيلية قرابة 30 لائحة اتهام في جرائم قتل وقعت في المجتمع العربي خلال العام الماضي، علما أن هذه الجرائم بلغ عددها 111 جريمة بحسب معطيات الشرطة، علما أن عدد جرائم القتل في المجتمع العربي في إسرائيل بلغت 100 جريمة، العام الماضي، وباقي الجرائم في القدس وهضبة الجولان المحتلتين.
وتستفحل الجريمة في المجتمع العربي من عام إلى آخر في موازاة تصاعد تقاعس الشرطة، وهذا يشمل القدس المحتلة. وقدمت الشرطة لوائح اتهام ضد 39 مشتبها فقط. ومنذ مطلع العام الحالي، أي في الأيام الـ12 الماضية، قُتل ثمانية أشخاص، بينهم 4 في بلدة كفر عقب، شمال القدس.
«عرب48»