انطلقت مسيرة غرفة صناعة عمان قبل ستة عقود من الزمان، لتكون الكيان الاول لصناع البلاد وسط آمال وطموحات لجعل هدير الآت الانتاج صوتا يدوي في قلب مسيرة الانجاز لبناء اقتصاد وطني يدعم أركان الدولة الفتية.
وسارت خطوات تقدم غرفة صناعة عمان التي تأسست عام 1962 بالتوازي، مع مسيرة الصناعة الاردنية التي تعتبر الاقدم بين الكثير من دول المنطقة، فتوسعت دائرة الانتاج وبدأت اعداد المصانع والمنشآت الصناعية بالعاصمة تزيد مع تطور حاجات ورغبات المواطنين الاستهلاكية.
وبحسب أرشيف الغرفة، فإن عدد اعضاء صناعة عمان بدايات التأسيس لم يزد على 100 شركة ومنشأة صناعية، ليصل في وقتنا الحاضر الى 8600 منشأة تشغل 159 الف عامل وعاملة وبرأسمال يقارب 4 مليارات دينار.
وقفزت صادرات غرفة صناعة عمان، التي اتخذت من عمارة الطباع وسط العاصمة مقرا اولا لها قبل ان تنتقل لاحقا الى موقعها الحالي في جبل عمان، من 3ر6 مليون دينار عام 1964 الى 5 مليارات دينار في وقتنا الحاضر.
وعملت الغرفة بحسب رئيسها الحالي المهندس فتحي الجغبير، منذ تأسيسها على تنظيم القطاع الصناعي بالمملكة وابراز قطاعاته، مستندة على تعاون الجهات الحكومية المعنية بالتشريعات والأنظمة التي تهم الصناعة.
واشار الجغبير الى ان صناعة عمان اطلقت استراتيجيات وخططا طموحة لتطوير الصناعات الأردنية بالمجالات الفنية والعلمية والادارية الى جانب الترويج المحلي ورفع القدرات التصديرية للمنتجات الصناعية الاردنية بالأسواق الاقليمية والدولية وتعزيز تنافسيتها.
واوضح ان الغرفة وفرت العديد من برامج الدعم الفني والمالي لأعضائها غطت محاور الجودة والبيئة والسلامة وشهادات المطابقة المحلية والدولية، إضافة إلى دعم مالي لمجموعة من المصانع لشراء أنظمة الطاقة المتجددة، والربط بين القطاع الصناعي والجامعات الأردنية والابتكار الصناعي ونقل التكنولوجيا.
ولفت الى ان صناعة عمان عملت على تطوير القدرات البشرية العاملة بالقطاع الصناعي من خلال تأسيس المعهد الأوروبي الأردني لتطوير الاعمال (ايجابي) عام 2004 ليكون ذراعا تدريبيا قدم خدماته لنحو 20 الف متدرب حتى اليوم من مختلف القطاعات الاقتصادية وبعموم المملكة.
وبين ان الغرفة نظمت العديد من المعارض الصناعية خلال مسيرتها، وحرصت على دعم مشاركة الصناعيين بالمعارض المحلية والاقليمية والدولية، سواء بأجنحة خاصة للتعريف بمنتجاتهم والبحث عن أسواق جديدة، أو كزوار للاطلاع على آخر خطوط الانتاج اللازمة لتطوير ما يصنعون.
واشار الى ان صناعة عمان اسهمت في تأسيس شركة بيت تنمية المشاريع والصادرات الأردنية، التي ستعمل على مساعدة الشركات الصناعية على زيادة صادرتها، من خلال تقديم الاستشارات والدراسات ودعم البحث والتطوير والابتكار والانشطة والدورات التدريبية المتخصصة.
وبين ان الغرفة فتحت مكاتب لها بمحافظات الكرك ومعان والعقبة بهدف التسهيل على الصناعيين، الى جانب مكاتب بمقرها لوزارات الصناعة والتجارة والتموين والعمل والخارجية، واخرى لامانة عمان الكبرى والمؤسسة العامة للغذاء والدواء والضمان الاجتماعي، لإنجاز معاملات الصناعيين من خلال خدمة المكان الواحد.
واكد الجغبير ان صناعة عمان وضعت ومنذ تأسيسها المسؤولية الاجتماعية على سلم اولوياتها، وعملت على توعية منتسبيها بأهميتها للشركات للمساعدة بتنمية المجتمعات المحلية، خصوصا في المناطق النائية وتعزيز العلاقات بين المصانع والمجتمعات المحيطة.
من جانبه قال مدير عام الغرفة الدكتور نائل الحسامي، ان رسالة صناعة عمان منذ تأسيسها تقوم على رعاية مصالح الصناعيين وتقديم الخدمات والبرامج لزيادة القدرة التنافسية للمنتجات الصناعية الأردنية محليا وعالميا.
كما تقوم رسالتها على دعم السياسات وتعزيز الثقة بالمنتج الصناعي الاردني وتطوير القدرات الفنية والتكنولوجية والإدارية والتسويقية والربط بين مؤسسات قطاع الأعمال وتوسيع نطاق الفرص أمام الأعضاء وتوفير خدمات ذات مستوى عالمي للوصول الى التنمية الاقتصادية المستدامة المبنية على الاقتصاد الصناعي.
واشار الحسامي الى ان الغرفة واكبت التطور التكنولوجي، للتسهيل على منتسبيها، وتوفير وقتهم وجهدهم، وجعلت خدماتها متاحة الكترونيا، الى جانب حصولها على العديد من شهادات الجودة والايزو.
وتأسست صناعة عمان بموجب نظام الغرف الصناعية رقم 59 لسنة 1961 الصادر بمقتضى قانون الغرف التجارية والصناعية رقم 41 لسنة 1949 وقانون غرف الصناعة رقم 10 لسنة 2005 كمؤسسة تعنى بخدمة وتنمية العمل الصناعي.
وتأسست في المملكة كذلك غرف صناعة الزرقاء عام 1988 واربد 1999 وصناعة الاردن 2005 التي تعتبر المظلة الاولى للقطاع الصناعي بعموم البلاد.
وكان اول اشتراك لمصنع في الغرفة، بتاريخ 25/4/1963، وهو مصنع تريكو الامل وتملكه فريدة وكلير غندور، فيما شكل يوم 21/12/1975 علامة فارقة في تاريخها بوصول عدد مشتركيها الى الف عضو.
واحتفلت صناعة عمان بيوبيلها الفضي يوم الخامس والعشرين من شهر ايلول عام 1987، تلاه آخر في الثلاثين من آيار عام 1988 كرم خلاله المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رواد وبناة الصناعة الأردنية، فيما احتفلت بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني عام 2013 بيوبيلها الذهبي.
وشغل عبدالمجيد حجازي، رئاسة مجلس الغرفة الأول الذي ضم في عضويته، نجيب البخيت وانطون صوصة وبندر الطباع وزهير الشماع وعبدالله خليفة وعريف صندوقة وعصام بدير وفريد السعد وفؤاد الطباع ومحمود ابو قورة ووليد عصفور.
وتعاقب على ادارة غرفة صناعة عمان منذ تأسيسها وحتى اليوم 14 مجلسا، الاول برئاسة عبدالمجيد حجازي من 1962 الى 1966، ليعود ويترأس الفترة من 1966 الى 1971، تلاه وليد عصفور من 1971 الى 1975، ثم الدورة من 1975 الى 1979، والفترة من 1979 الى 1982.
وبعد عصفور تسلم عصام بدير رئاسة مجلس ادارة الغرفة للفترة من 1983 الى 1987، ثم خلدون ابوحسان للفترة 1987 الى 1991، والفترة من 1991 الى 1996، والفترة من 1996 الى 2000.
وخلال الفترة من 2000 الى 2002 تسلم رئاسة الغرفة عثمان بدير، تبعتها لجنة ادارة مؤقتة للفترة من 2003 الى 2005، ليتسلم الرئاسة الدكتور حاتم الحلواني الى 2009، ثم اكمل الفترة من 2009 الى 2013، بينما تولى زياد الحمصي رئاسة مجلس ادارة الغرفة للفترة 2014 الى 2018، فيما يشغل رئاستها الحالية المهندس فتحي الجغبير. «بترا - سيف الدين صوالحة».