شريط الأخبار
جامعة آل البيت – كلية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني لتكنولوجيا المعلومات ورشة حول إدماج استراتيجية الدراية الإعلامية والمعلوماتية تراجع أسعار الذهب في التسعيرة المسائية بالسوق المحلي بيروت تستضيف مواجهتي الأردن لكرة السلة في تصفيات آسيا لكأس العالم السبت دوام لمديريات الضريبة وتمديد دوام الاربعاء المقبل فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة نزار الرشدان قريب من الاحتراف في كوريا الجنوبية بعد تألقه مع منتخب الأردن لافروف للشيباني: روسيا ملتزمة بدعم سيادة سوريا ووحدة أراضيها وزير الطاقة والثروة المعدنية يعلن نهجا جديدا لإدارة الثروات الوطنية وتعزيز عوائد التعدين القضاه: تعديلات قانون المنافسة تضبط السوق بمعايير واضحة وتحمي الاستثمار من الاحتكار تنديد أوروبي بفرض واشنطن حظر تأشيرات على شخصيات أوروبية نتنياهو: سننفق 110 مليارات دولار على تطوير صناعة أسلحة مستقلة إسرائيل تمنع نائب الرئيس الفلسطيني من المشاركة بقداس منتصف الليل ببيت لحم نتنياهو: يتعين إلزام حماس باتفاق وقف إطلاق النار وإقصاؤها من الحكم الأردن يدين هجوما إرهابيا استهدف عناصر من الشرطة الباكستانية الأردن يرحب باتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن الاحتلال يواصل سياسة الهدم في الضفة الغربية مدير الأمن العام والسفير الصيني يبحثان سبل تعزيز التعاون الأمني والشرطي الأردن يعزي بوفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي طهبوب: تقرير ديوان المحاسبة "تشخيص بلا علاج" والمديونية "تصفع" فاعلية الرقابة

اكتشاف مذهل.. أقدم دفن بشري في أفريقيا لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات

اكتشاف مذهل.. أقدم دفن بشري في أفريقيا لطفل يبلغ من العمر 3 سنوات
حدد علماء الآثار أقدم دفن بشري وسلوك جنائزي معروف في أفريقيا، وذلك عبر عمل ميداني كشف النقاب عن رفات طفل تم دفنه بعناية ليرقد في قبر منذ نحو 80 ألف عام، خلال ما يعرف بالعصر الحجري الأوسط.

ويكتسب الكشف أهمية خاصة بالنظر إلى غموض تفسير الممارسات الجنائزية وتقاليد الدفن في القارة السمراء، والجدل الكبير بين علماء الآثار والأنثروبولوجيا (علم الإنسان) وندرة الأدلة المادية. وتعد ثقافة التعامل مع الموتى إحدى ميزات المجتمعات البشرية التي تجعلها مختلفة عن الأجناس الحيوانية، وحمل البشر الأحياء مشاعر تكريم الأموات في قلوبهم منذ عصور سحيقة.

ويظهر ترتيب العظام أن الطفل -البالغ من العمر 3 سنوات، والمسمى "متوتو" على اسم كلمة طفل باللغة السواحلية- وضع بعناية وبطريقة مرنة مع ركبتيه ورجليه مثنيتين جهة الصدر، وربما كان ملفوفا بعناية في كفن ورأسه على ما يشبه وسادة، قبل أن يتم تغطيته برفق في التربة برواسب أخذت من الكهف ذاته وتمت إهالتها على الجثمان.

اكتشف الباحثون العظام الرقيقة والمتآكلة أثناء حفر الأرض تحت نتوء محمي عند سفح كهف "بانجا يا سايدي" الجيري في المرتفعات الاستوائية في السهل الساحلي في كينيا، على بعد حوالي 10 أميال من الشاطئ، حسب ما نقلته صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية عن دورية نيتشر (Nature).

يخبرنا الكثير

وقال مايكل بتراجليا -أستاذ التطور البشري وعصور ما قبل التاريخ في معهد ماكس بلانك لعلوم التاريخ البشري في جينا، بألمانيا- "هذا مذهل للغاية، إنه أقدم دفن بشري في أفريقيا، ويخبرنا شيئا عن إدراكنا وقدراتنا الاجتماعية وسلوكنا وكلها مألوفة جدا لنا اليوم".

واكتشف الفريق حافة القبر وقطع العظم الأولى عام 2013، لكن الشظايا كانت هشة للغاية لدرجة أنها تحولت إلى غبار عندما حاول العلماء إزالتها. وعلى مدى السنوات الأربع التالية، حفر الباحثون القبر من الأعلى، وكشفوا عن المزيد من العظام، ولكن حتى بعد استخدام صمغ الراتنجات، كانت لا تزال ضعيفة.

وقرر الباحثون مواصلة الحفر حول الحفرة الدائرية، بعرض 40 سنتيمترا تقريبا وعمق 13 سنتيمترا، وتغليف القبر بالكامل بالجص حتى يمكن رفعه بأمان عن الأرض. وتم نقل الكتلة إلى المتحف الوطني في نيروبي وإلى مختبر متخصص في إسبانيا، حيث تم التنقيب عن المادة بشكل أكبر، ثم تم تصويرها باستخدام معدات الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد.

أدوات حجرية وتراث بشري

وتم العثور على سنين صغيرتين في القبر تتطابقان مع أسنان الإنسان العاقل، وكانت هناك أسنان أخرى لا تزال مغروسة في الفك السفلي للطفل، وتم اكتشافها مع العمود الفقري والأضلاع وعظام أخرى من الكتف والأطراف، وتم العثور على أدوات حجرية للخدش والحفر في القبر وحوله، إلى جانب نقاط حجرية ربما تكون قد تم تثبيتها على أعمدة خشبية لصنع الرماح.

وتُظهر الصور أن الطفل تم وضعه على جانبه الأيمن مع ثني ركبتيه نحو الصدر، في حين يشير وضع الجمجمة إلى أنها مستلقية على مسند رأس أو وسادة، والعظام المفصلية -مثل العمود الفقري- لم تتشظ في القبر؛ مما دفع الباحثين للاشتباه في أن الجثة كانت ملفوفة بإحكام في كفن قبل دفنها. ووجد الخبراء أن العظام يبلغ عمرها 78 ألف عام، وفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة "نيتشر".

وقالت البروفيسورة نيكول بوفين، المحقق الرئيسي في المشروع "إن جينا" (in Jena)، "بدأ البشر -على عكس الشمبانزي- تطوير أنظمة اعتقادية معقدة حول الموت، وتختلف هذه بشدة بين الثقافات، وكذلك طرق معاملة الموتى، لذلك لا يمكننا استخلاص استنتاجات محددة حول ما يعنيه الدفن للناس، لكن ما يبدو واضحا هو أنه لا يوجد ارتباط عاطفي بالموتى فقط، بل يقدم ذلك أيضا إطارا لفهم الموت وجعله ذا مغزى. وعلى عكس الأنواع الأخرى، لدينا أنظمة اعتقاد كونية تعطي معنى للتجربة ولأحداث مثل موت أحد الأحباء"، حسب الغارديان.

تحيّز في الحفريات

واكتشف علماء الآثار مواقع دفن بشرية أقدم خارج أفريقيا. وتعود البقايا البشرية التي تم العثور عليها من المدافن في كهف "سخول" على سفوح جبل الكرمل (جبل مار إلياس المطل على ميناء حيفا وخليج عكا شرق البحر المتوسط)، وكهف قفزة (موقع أثري من عصر ما قبل التاريخ في مرج ابن عامر في الجليل السفلي جنوب الناصرة)، إلى ما بين 90 و130 ألف سنة.

وقالت بوفين إن المدافن الأفريقية المبكرة تُعد نادرة بشكل خاص، رغم حقيقة أن أفريقيا مسقط رأس جنسنا البشري، وهذا يعكس بشكل شبه مؤكد التحيز "السلبي" في مكان إجراء البحوث، نظرا لأن المناطق التي تم العثور فيها على مدافن سابقة تم بحثها على نطاق واسع تقع خارج أفريقيا غالبا، حسب الصحيفة البريطانية.


وأضافت أنه من النادر للغاية أن يتمكن العلماء من الوصول إلى مثل هذه اللقطة للحظة من الزمن، خاصة تلك التي كانت قديمة جدا، وأن الدفن يعيدنا إلى لحظة حزينة للغاية، تلك التي على الرغم من الوقت الطويل الذي يفصلنا فإنه يمكننا كبشر إدراكها.