وعبر جلالته، خلال اللقاء الذي عقد في قصر الحسينية، عن تقديره لتمسك كنائس وأوقاف القدس بالعهدة العمرية والعيش المشترك المبني على أساس الوضع التاريخي والقانوني القائم.
وأعرب جلالة الملك عن أمله بأن يتحسن الوضع الوبائي العام المقبل، لتجاوز التحديات أمام وصول الزوار من المسلمين والمسيحيين إلى الأماكن المقدسة في القدس الشريف.
وأكد جلالته الاستمرار بالمسؤولية الدينية والتاريخية في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والدفاع عنها، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها، وقال "الوصاية الهاشمية شرف ومسؤولية أمامي وأمام الهاشميين، والمملكة الأردنية الهاشمية".
وخلال اللقاء، الذي حضره سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، أنعم جلالة الملك على بطريركية المدينة المقدسة للروم الأرثوذكس، بوسام مئوية الدولة الأولى، تقديراً للدور التاريخي والديني المهم للبطريركية في الحفاظ على المقدسات والعيش المشترك وتثبيت الوجود المسيحي وتجسيد الوصاية الهاشمية في القدس الشريف. وتسلم الوسام غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين.
كما أنعم جلالته على مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، بوسام مئوية الدولة الأولى، تقديراً للدور الديني الروحي والاجتماعي المهم الذي يقوم به أعضاء المجلس في تجسيد وحدة موقف كنائس المملكة الأردنية الهاشمية وتمثيل مصالح المملكة ومصالح رعاياهم. وتسلم الوسام نيافة المطران خرستوفوروس عطاالله رئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن.
من جهتهم، أعرب المتحدثون، خلال اللقاء، عن تقديرهم لجلالة الملك على مواقفه المشرفة في الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، والتي تحظى برعاية دائمة من جلالته.
وجدد المتحدثون شكرهم على تبرع جلالة الملك الموصول لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، وترميم قبر السيد المسيحِ، عليه السلام، وكنيسة القيامة وكنيسة الصعود.
وفي كلمة لغبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال الأردن وفلسطين، والتي ألقاها نيافة المطران خرستوفوروس عطاالله رئيس مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، قال إن "تاريخ المقدسات الإسلامية والمسيحية يخبرنا أن الدفاع عنها وصونها كان مهمة الرجال العظام، الذين استطاعوا الحفاظ عليها والذود عن حياضها، بدءاً من الخليفة العادل عمر بن الخطاب، مرورا بصلاح الدين الأيوبي، وصولا إليكم يا صاحب الجلالة، كوصي على مقدساتنا في القدس الشريف، وكيف لا، وقد أثبتم أنكم أهل لهذه الوصاية لما تتمتعون به من الحكمة والانفتاحِ والصمود في الحق".
وأضاف "نحن ننتهج نهجكم في الدفاعِ عن المقدسات، ونسير خلفكم من أجل توعية العالم على ما تمر به المقدسات الإسلامية والمسيحية من مخاطر، نتيجة أطماعِ المجموعات الصهيونية المتطرفة ".
وتابع قائلا "نحن يا جلالة الملك، بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، قد عقدنا العزم على القيام بحملة دولية تضع العالم المسيحي بصورة الانتهاكات التي ترتكب بحق المدينة المقدسة وضواحيها، ذلك أن الوجود المسيحي، بشرا وحجرا، بات مستهدفا من قبل الجماعات الصهيونية المتطرفة".
وقال البطريرك ثيوفيلوس "لقد جسدتم يا جلالة الملك اهتمامكم في المقدسات بالقدس من خلال تبرعاتكم السخية، ولن ننسى ما قدمتموه لترميم قبر السيد المسيحِ في كنيسة القيامة، وترميم كنيسة الصعود على جبل الزيتون".
وأضاف "نحن في القدس نكمل بتوجيهاتكم مسيرة البناء و(الترميم الشامل) لكنيسة القيامة، والآن نحن في المرحلة الثانية من ترميمها، وذلك بفضل تبرعكم السخي، فلكم منا كل الشكر والتقدير والعرفان".
ولفت غبطة البطريرك بيرباتيستا بتسابلا، بطريرك اللاتين في القدس إلى دور جلالة الملك في المدينة المقدسة والذي ورثه عن الملوك الهاشميين، وحرصه على حماية قدسيتها.
وقال "للقدس فيكم يا جلالة الملك صوت قوي يدعو للوئام واحترام الوضع القائم"، مشيرا إلى أن قداسة البابا فرنسيس أشاد بجهود جلالته في تعزيز السلام والحوار في منطقة ملتهبة.
وأعرب البطريرك بتسابلا عن أمله في أن يتم التوصل إلى سلام عادل وشامل تنعم به المنطقة.
وعبر عن شكره لجلالة الملك على تبرعه لترميم كنيسة القيامة، وهو جهد مبارك ويقدره جميع المسيحيين في الأراضي المقدسة والعالم.
وبين أن شعار مئوية الدولة الأردنية "وتستمر المسيرة" شعار نحمله كرسالة في كنائس بطريركية اللاتين والمؤسسات التعليمية والإنسانية والاجتماعية التابعة لها في تجديد التزامنا تجاه المجتمع الأردني لتعزيز الاحترام والتقدير المتبادل لكل فرد فيه.
وقال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى، فضيلة الشيخ محمد عزام الخطيب "إن لقاءاتنا المتكررة مسلمين ومسيحيين مع جلالتكم لهي خير دليل على تمسككم بالعهدة العمرية وتمسكنا بالوصاية الهاشمية وتضحياتنا المشتركة دفاعا عن هوية وأصالة مقدساتنا كما كانت منذ 14 قرنا من الزمان".
وحسب الشيخ الخطيب، فإنه وخلال العام الحالي، تم ترميم الرواق الخامس عشر والأخير للمصلى المرواني، في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف بعد عمل استمر حوالي 15عاما، والعمل جار على ترميم الرخام الداخلي وتذهيب الرسومات الجصية في قبة الصخرة المشرفة.
كما انطلقت مؤخرا المرحلة الرابعة من مشروع مركز ترميم مخطوطات المسجد الأقصى، وتم إصدار دليل المسجد الأقصى باللغة العربية والعمل جار على ترجمته إلى ثلاثة لغات أخرى وإعداد دليل المتحف الإسلامي الذي سيصدر قريبا.
وقدم الشيخ الخطيب الشكر لجلالة الملك على توجيهاته بتجديد سجاد الجامع الأقصى وقبة الصخرة، وعلى مكارمه برفع علاوة الصمود لجميع موظفي أوقاف القدس من 300 بالمئة إلى 400 بالمئة زيادة على الراتب الشهري، التي ستطبق في شهر كانون الثاني من عام 2022، فضلا عن زيادة أعداد الموظفين وخصوصاً حرس المسجد الأقصى المبارك، كما قدم الشكر باسم متقاعدي أوقاف القدس على مكرمة جلالته بصرف مكافأة نهاية الخدمة خلال العام 2021.
وحضر اللقاء وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الدكتور محمد الخلايلة، ومفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة، وقاضي القضاة الشيخ عبدالحافظ الربطة.
كما حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان.