القلعة نيوز – خاص
من حقّنا كإعلام خاص أن نوجّه سهام النقد والإنتقاد عند رؤية أي مخالفة أو خطأ هنا أو هناك ، حتى لو كان هذا النقد موجّها للحكومة أو رئيسها ، فهي في النهاية حكومة كل الأردنيين وليست حكرا على جهة معينة .
في زمن كورونا ؛ ما عليك سوى التحدث عن الكم الهائل من المخالفات التي عانى منها قطاع واسع من المنشآت وكذلك المواطنين الذين بالكاد يحصلون على قوت يومهم ، وكل ذلك بادّعاء مخالفة أوامر الدفاع .
من أكثر الجهات ارتكابا للمخالفات هي الحكومة نفسها ، والتي سمحت عدّة مرات بإقامة فعاليات فنية بحضور الآلاف من الجماهير ، أليس في ذلك قمّة المخالفة لأوامر الدفاع في الوقت الذي مازال التباعد حاضرا في المساجد مثلا ؟
الحكومة سمحت بإقامة مهرجان جرش في الصيف الماضي وفي عزّ وباء كورونا ، والكل يعلم ما حصل في المهرجان وعدم السيطرة على الجمهور ، أليس في ذلك مخالفة كبيرة لأوامر الدفاع ياحكومة ؟
وزيران تمت إقالتهما من الحكومة ، وهما من أفضل الوزراء دون منازع والجميع يشهد على ذلك ؛ وزير الداخلية الأسبق سمير المبيضين ووزير العدل الاسبق بسام التلهوني والحجّة هي مخالفة أوامر الدفاع ، حيث تمّ ضبطهما في أحد المطاعم وبحضور تسعة أشخاص فقط وعلى طاولتين ، أي أنّ الوزيرين التزما فعلا بأوامر الدفاع .
ضجّة إقالة الوزيرين ما زالت ماثلة أمامنا ، ولا احد حتى هذه اللحظة مصدّق للرواية الحكومية ، فكثرت الإشاعات والشائعات حول سبب إقالتهما ، وكان يمكن مخالفتهما فقط أو مخالفة المطعم إذا صدقت النوايا ، غير أن كل المؤشرات تشير إلى عدم الرغبة بوجود هذين الوزيرين المميزين في حكومة الخصاونة .
في عهد هذه الحكومة لم ير المواطن للآن أي بشرى خير ، فبالإضافة لكثرة مخالفاتها سواء بسبب كورونا أو غير كورونا ، فهذه الحكومة لم تقدّم ما يشفع لها وبات رحيلها مطلبا لكل الأردنيين الذين تراجعت أوضاعهم المعيشية بصورة مقلقة ومخيفة .
هذه الحكومة يجب أن تحصل على جائزة نوبل في عدد مخالفاتها ، وقصّة الوزيرين مازال الأردنيون يتندّرون بها ، عدا عن السماح بإقامة الفعاليات الجماهيرية التي يحتشد فيها الآلاف ، ولكن يبدو أن هناك من هو أكبر من الحكومة ونفوذه بات طاغيا في كافة مفاصل حياتنا .
منذ مجيء هذه الحكومة كثرت الوعود ، والتي ما هي سوى حبر على ورق دون تنفيذ على أرض الواقع ، والمواطن يندب حظّه العاثر وهو الذي ينتظر شهر رمضان المبارك في ظلّ غلاء فاحش في الاسعار ساهمت فيه الحكومة نفسها ، ولم تعد تسيطر على الوضع نهائيا ، عدا عمّا ينتظر المواطن المسحوق من مفاجآت قادمة أهمها فاتورة الكهرباء التي أصبحت تؤرقه بصورة كبيرة ، بالإضافة إلى الكثير من مفاجآت الحكومة التي ربما تعيد الكثير من الاردنيين إلى العصر الحجري .