القلعة نيوز :
أعلنت موسكو أنّها تسعى إلى السيطرة على جنوب أوكرانيا ومنطقة دونباس بالكامل. وقال مسؤول عسكري روسي كبير إنّ «أحد أهداف الجيش الروسي هو بسط سيطرة كاملة على دونباس وجنوب أوكرانيا»، في إشارة إلى «المرحلة الثانية من العملية الخاصة» التي تستهدف، من بين أمور أخرى، «ضمان ممر برّي باتّجاه شبه جزيرة القرم».
يأتي ذلك في وقت دعت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) 40 دولة حليفة إلى الاجتماع في ألمانيا الأسبوع المقبل، لمناقشة الاحتياجات الأمنية طويلة المدى لكييف، التي حصلت على شحنات أكبر من الأسلحة في الأيام الأخيرة من الغرب، وتُواصل التشديد على قدرتها على إخراج القوات الروسية من أراضيها.
في الغضون، يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كييف الأسبوع المقبل بعد محطّة له في موسكو للتشاور مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلنت المنظّمة الدوليّة.
وحذر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من أن الغزو الروسي لبلاده مجرد بداية وأن موسكو لديها خطط للاستيلاء على دول أخرى، وذلك بعدما قال جنرال روسي إن بلاده تريد السيطرة على جنوب أوكرانيا بالكامل. وقال زيلينسكي في كلمة مصورة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، إنه «يتعين على جميع الأمم التي تؤمن مثلنا بانتصار الحياة على الموت أن تقاتل معنا. يجب أن تساعدنا، لأننا أول من يقف في الصف. ومن سيأتي بعد ذلك؟».
وقال الحاكم الإقليمي لمنطقة دونيتسك، بافلو كيريلنكو، إنّ مستقبل الحرب في أوكرانيا «رهن بمصير ماريوبول»، معتبرا أنّ لهذه المدينة أهمّية «استراتيجية» للأوكرانيين في دفاعهم عن المنطقة، وللروس في سعيهم إلى إيجاد صلة وصل برّية مع القرم.
وقال حاكم منطقة لوغانسك الأوكرانية، سيرهي جايداي، إن القوات الروسية واصلت أمس، السبت، قصف جميع المدن التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية في المنطقة الواقعة في شرق البلاد وإنها تكثف القصف. وأضاف في تصريحات تلفزيونية، أن القوات الأوكرانية تنسحب من بعض التجمعات السكنية هناك لتعيد تنظيم صفوفها، لكن هذه الخطوة لا ترقى إلى انتكاسة خطيرة.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس السبت، أن قوات الدفاع الجوي نجحت بإسقاط طائرة «سو-25» أوكرانية في أجواء منطقة خاركوف. وقال كوناشينكوف خلال إحاطة إعلامية إن «القوات الصاروخية الروسية أطلقت صواريخ عالية الدقة على عشرات الأهداف العسكرية الأوكرانية نجحت من خلالها تدمير ثلاث مروحيات من طراز «مي 8» في منطقة تشوغايف، بالإضافة إلى ثلاث منصات صاروخية من أنظمة «أوسا» في بلدة بارفينكوفو. كما أمطرت القوات الصاروخية الروسية عدادا من المناطق التي تحتوي على مستوعات للأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى استهداف 33 مركز قيادة واتصالات للجيش الأوكراني.
وأكد كوناشينكوف أن قوات الدفاع الجوي أسقطت بدورها طائرة مسيرة أوكرانية من طراز بيرقدار في منطقة نقولاييف وتم التصدي لصاروخين من طراز «توشكا أو» أطلقتهما القوات الأوكرانية نحو منطقة دونباس.
كما وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، صباح أمس، عن اكتشاف قاعدة عسكرية تابعة للتنظيمات القومية المتطرفة الأوكرانية في منطقة خيرسون المحررة من نظام كييف. وأصدرت الدفاع الروسية بيانا رسميا قالت فيه: «في إحدى البلدات المحررة في منطقة خيرسون، اكتشف العسكريون قاعدة محصنة استخدمتها الوحدات القومية المتطرفة الأوكرانية، وهي مدرسة للأطفال اتخذوها غطاء لأعمالهم الإرهابية».
وأضاف البيان: «تم العثور في المدرسة على قذائف الهاون ومئات الطلقات وعدة آلاف من الخراطيش من عيارات مختلفة وقاذفات قنابل يدوية وأنظمة صواريخ محمولة مضادة للطائرات ومدافع مضادة للدبابات من طراز NLAW». وتابع البيان: «وفي قبو المدرسة جهز القوميون أماكن للعيش والطهي كما نظموا مكانًا لصنع العبوات الناسفة». تم فحص المبنى بحثًا عن وجود أشياء متفجرة، وتم نقل جميع الذخيرة والأسلحة التي تم الاستيلاء عليها لنقلها إلى وحدات الميليشيا الشعبية لجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. قام مهندسون عسكريون بفحص القنابل اليدوية وغيرها من المواد المتفجرة التي صنعها القوميون بذخائر صغيرة مصنوعة من براغي ومسامير، وبعد ذلك تمت إزالتها وتدميرها.
وتواصل حصيلة اللاجئين الأوكرانيين الارتفاع، لكن بوتيرة يومية أبطأ من تلك التي سجّلت في بدايات الحرب، بحيث بدأ عددهم يقترب من الـ5,2 ملايين شخص، وفق تعداد نشرته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، أمس السبت. وبحسب المفوضية، بلغ عدد الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم منذ بدأ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في 24 شباط 5,163,686 شخصا، أي بزيادة قدرها 29939 شخصًا مقارنة بالحصيلة المعلنة الجمعة. وفي نيسان الجاري، بلغ عدد الأوكرانيين الذين غادروا بلادهم أكثر من 1,128,000، وهو رقم أدنى بكثير مقارنة بالحصيلة التي بلغت 3,4 ملايين في شهر آذار.(وكالات)