القلعة نيوز : صدرت عن دار الفاصلة للنشر بطنجة مونودراما "دنيا” للكاتب المغربي المقيم ببروكسل طه عدنان، وهي بورتريه مسرحي لشابّة من الجيل الثاني للهجرة أضاعت بوصلة الهوية، لكنّها تتمتّع برؤية حسَّاسة ونظرة ثاقبة وهي تُسائل وجودها المتأرجح بين أصل مغربي "إلى حدٍّ ما” وانتماء بلجيكي "تقريبًا”.
ويُتيح طه عدنان في هذه المونودراما، المكوّنة من 18 مشهدًا، لبطلته دنيا أن تتجاوز ثقل الماضي وضغط الواقع المليء بالإحباط. بصراحة وجرأة، تثور دنيا ضدّ وطأة الشعور بأنها نتيجة خطأ في الحساب وثمرة حمل غير مرغوب فيه. فهي آخر العنقود لأسرة مغربية مهاجرة تتكوّن من سبعة أبناء. وقد زاد من عزلتها صراعُها الثقافي والجيلي داخل أسرتها، وغيابُ الحوار مع والدَيْها. تعترف دنيا في مقطع من هذا المونولوج القويّ والمؤثّر: "أن تعيش وسط أسرةٍ غفيرةٍ وتشعر بالوحدة، شيءٌ له طعم نكتة مريرة. منذ الصرخة الأولى، شعرتُ باليتم. كما لو ولدَتْني جدّتي. أمّا أمّي، فلا وجود لها”. هذه الطفولة الصّعبة المجرّدة من العاطفة دفعت دنيا إلى المبالغة في إثارة الانتباه إلى حضورها الأنثوي وتأكيد كينونتها الفردية. أمّا زواجها من عبديل، فقد كان مجرّد ذريعة للإفلات من بيت الأسرة، ومحض صفقة غير محسوبة العواقب.
وقد صدرت مسرحية "دنيا” في ترجمتها الفرنسية ضمن منشورات "لانسمان” البلجيكية المختصة بالمسرح في بداية 2020، كما تمّ تقديم النسخة الكاتالانية منها في فبراير الماضي على خشبة المسرح القومي الكاتالاني ببرشلونة.