"لم نرَ أمرا كهذا منذ 20 عاما، لقد أطلقوا علينا آلاف الرصاصات"، بهذه الكلمات بدأ الصحفي الإسرائيلي أمير بوحبوط تقريره الذي نشر على موقع "واللا" العبري، ونقل فيه قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من جرأة المقاومين في جنين، شمالي الضفة الغربية.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي، للصحفي بوحبوط، اليوم السبت: "أنا أخدم منذ أكثر من عقدين، وشاركت في عمليات السور الواقي، وحرب لبنان الثانية، والجرف الصامد، وقد مررت بكل شيء، ولكن هذا المشهد لم يتكرر سابقاً".
وتابع المسؤول: "تعرضنا لإطلاق آلاف الرصاصات، وقمنا بتغيير الدواليب المثقوبة لمركباتنا العسكرية عدة مرات، في حين كنا نسحب إلى الخارج مركبتين مصفحتين تعطلتا، وقد تحطم الزجاج المصفح".
وأشار بوحبوط في تقريره، إلى أن "المبادرة والجرأة لدى المسلحين في منطقة شمال الضفة، تثير القلق، وقد شهدت الأسابيع الأخيرة، تزايدا في استخدام الذخيرة الحية بلا حدود أو قيود من مسافات قريبة".
وبحسب المسؤولين الأمنيين، فإن "الأمر يستدعي إعادة النظر من جديد في الأساليب العملياتية، فلا يمكن التغاضي أو تجاهل حجم وكميات السلاح والذخيرة"، وفق قوله.
بدوره، عنون المحلل العسكري في صحيفة "معاريف" العبرية، ألون بن دفيد، رؤيته لما يجري في جنين بـ"مخربون من طراز آخر"، وفق زعمه.
وقال "بن دفيد"، إن "من نواجههم اليوم يختلفون عن كل من تعاملنا معهم، ومن أهم سماتهم أنهم بدون انتماء تنظيمي، ولا يوجد لديهم خلفية، أو تاريخ أمني، أو سياسي واضح".
وأضاف أنهم "بشكل عام غير متدينين، ويعيشون على شبكات التواصل، ويتحركون عبر الإيحاء والتأثير من الشبكات الاجتماعية" على حد قوله.
ويذكر أن قوات الاحتلال الخاصة اقتحمت جنين، أمس الجمعة، وحاصرت منزل المطارد محمود الدبعي، وأطلقت قذائف صاروخية وأمطرت المنزل بالرصاص.
واندلعت اشتباكات مسلحة مع مقاومين بالمدينة، أدت لمقتل ضابط في وحدة "اليمام" الخاصة، وإصابة 11 فلسطينيا بالرصاص، وصفت جراح اثنين منهم بالخطيرة.