القلعة نيوز - يمر الجلد بعدة مراحل من الشفاء بعد الإصابة بالحروق، وتشمل: مرحلة الالتهاب أو التفاعل (بالأنجليزية: Reactive)، ومرحلة التكاثر (بالإنجليزية: Proliferative) أو الترميم (بالإنجليزية: Reparative)، ومرحلة النضوج (بالإنجليزية: Maturation ) أو إعادة التشكيل (بالإنجليزية: Remodelling)، وهذه المراحل الثلاث تمرّ بها جميع أنواع الحروق، وإنّ الاختلاف الوحيد هو مدة كل مرحلة، ومن المهم في كل مرحلة اتباع النصائح الموجهة للمصاب لتحسين شفاء الجلد، ويعتمد شفاء جروح الحروق على درجة عمقها.
مرحلة الالتهاب
مرحلة الالتهاب قد تستغرق مدة زمنية تترواح من يومين إلى خمسة أيام، وتبدأ من لحظة الإصابة، حيث تبدأ فيها خلايا الدم بالتجمع بمساعدة الصفائح الدموية لتتكون خثرة تمنع المزيد من فقدان الدم وتحمي الجلد، ويتم ذلك خلال دقائق أو ثواني من الإصابة، إضافةً إلى احتواء الخثرة المتشكّلة على بروتين الفايبرن (بالإنجليزية: Fibrin) الذي يكوّن شبكة لتثبيت الخثرة في مكانها، ويُلاحظ تحول الخثرة إلى قشور عندما تجف،[٣][٤] وفور إغلاق الجرح بسبب التخثر يحدث ما يأتي:[٥]
تتوسع الأوعية الدموية المحيطة بالجرح قليلًا لتسمح بتدفق المزيد من الدم إلى المنطقة، وهذا قد يجعل المنطقة تبدو دافئة ومتورّمة ومحمرة وملتهبة.
يصل الدم المتدفق إلى مكان الجرح حاملًا خلايا البلعمة (بالإنجليزية: Macrophages)، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، وكذلك مزيدًا من الأكسجين والمواد المغذّية للأنسجة لتساعد على الشفاء.
تُساعد خلايا البلعمة على تنظيف الجرح من خلال مهاجمة أيّ عدوى، وتُرسل ما يُسمى بعوامل النمو (بالإنجليزية: Growth Factors) والتي بدورها تُساعد على إصلاح المنطقة المصابة.
ينتج عن عملية الدفاع وإعادة البناء التي تقوم بها خلايا الدم البيضاء سوائل صافية يمكن ملاحظتها داخل أو حول الجرح.
إعادة البناء (النمو والتكاثر)
في هذه المرحلة قد يبدأ الجسم بإعادة بناء الجرح حالما يصبح نظيفًا ومستقرًا، ويتم ذلك كما يأتي:
تبدأ الخلايا المحيطة بالجرح بتصنيع أنسجة مرنة تسمى الكولاجين، إذ يشكل الكولاجين هيكلًا تُبنى عليه الخلايا الأخرى، ويُشار إلى أنّ ذلك يساعد على إصلاح الجلد والأنسجة داخل الجرح، وإضافة إلى ذلك تبدأ خلايا الدم الحمراء الغنية بالأكسجين بالذهاب إلى مكان الجرح لتساعد على بناء أنسجة جديدة.
على مدى الأسابيع الثلاثة التالية تقريبًا يصلح الجسم الأوعية الدموية المحطمة فتنمو أنسجة جديدة، وتبدأ كذلك أنسجة جديدة تُسمى أنسجة حبيبية (بالإنجليزية: Granulation Tissue) بالتشكل فتملأ الجرح، وبعد ذلك ينمو الجلد الجديد فوق هذه الأنسجة، وما إن يَشفى الجرح تُسحب حوافّه إلى الداخل فيصبح أصغر.
مرحلة نضوج الندبة
في هذه المرحلة تكون الندبة (بالإنجليزية: Scar) قد تشكلت، ويمكن ملاحظة ما يأتي:
تتكوّن الندبة نتيجة نموّ النسيج الجديد بشكلٍ مختلف عن النسيج الأصلي، وبحال إصابة الطبقة العليا من الجلد فقط فيُحتمل ألّا تتكون ندبة، وكلما كان الجرح أعمق كانت احتمالية تشكل الندبة أكبر.
مع استمرار الشفاء يُلاحظ شعور بحكة في موقع الجرح، وبعد سقوط قشرة الجرح قد تبدو المنطقة حمراء ومشدودة ولامعة، وقد تكون مؤلمة، ومن الجدير بالذكر أنّ الندبة التي تتشكل تكون أصغر حجمًا من الجرح الأصلي، أمّا الجلد فيكون أقل قوة ومرونة من الجلد المحيط.
بمرور الوقت قد تتلاشى الندبة وقد تختفي تمامًا وهذا قد يستغرق مدة سنتين تقريبًا، لكنّ بعض الندب لا تختفي تمامًا.
ونهايةً ولتقليل ظهور الندب يُنصح المصاب بضرورة حماية البشرة في موقع الجرح من أشعة الشمس، وبارتداء ملابس ضاغطة أو استخدام الجبائر بحسب موقع الجرح، أو حتى تدليك الندبة بعد تشكّلها.
دواعي مراجعة الطبيب
يُشار إلى ضرورة مراجعة الطبيب فورَ ظهور علامات وأعراض إصابة الحرق بالعدوى، وتشمل هذه العلامات ما يأتي:
ظهور تورّم جديد داخل أو حول منطقة الجرح.
احمرار الجلد في المنطقة المحيطة بالحرق.
ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 37.5 درجة.
ظهور ألم غير متكافئ مع مستوى الإصابة.