شريط الأخبار
الاحتلال الإسرائيلي يبدأ المراحل الأولى من هجومه على مدينة غزة برلين ترفض خطة إسرائيل للسيطرة على غزة وزير العمل: توسيع تطبيق نظام التتبع الإلكتروني على المركبات وزير الإدارة المحلية من لواء بني عبيد : قرار فصل البلدية نهائي ولا رجعة عنه التربية: 60 منهاجًا مطورًا يطرح للمرة الاولى في المدارس امانة عمان و المعهد العربي لإنماء المدن يوقعان اتفاقية و مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الثنائي 10.3 مليون دينار حجم التداول في بورصة عمان الرمثا في صدارة دوري المحترفين بعد ختام الجولة الرابعة مؤرخون يسردون المراحل المفصلية لخدمة العلم أسعار الذهب ترتفع محلياً في التسعيرة الثانية العدوان مديرا للفريق الأول للنادي الفيصلي وزير الخارجية يجري مباحثات موسّعة مع نظيره الروسي مصر: حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لردع العدوان الإسرائيلي الامير الحسن: نحتاج ألا يشعر "الحراكي" أنه بمعزل عن "رجل النظام" مؤرخون يسردون المراحل المفصلية لخدمة العلم الأمير الحسن من جامعة الحسين بن طلال : يدعو لقاعدة بيانات تروي الحقيقة مهما كانت مرة وزارة النقل تناقش البرنامج التنفيذي الثاني لرؤية التحديث الاقتصادي الملك يتابع تقدم سير عمل برنامج رؤية التحديث الاقتصادي الأمير الحسن: "نقالين الحكي" كثر افتتاح أول محطة مستقلة لتعبئة غاز الريشة المضغوط للمركبات

هِبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ تكتب: سَتُمْطِرُ أَمْ لَنْ تُمْطِرَ ؟!

هِبَةُ أَحْمَدَ الْحَجَّاجِ  تكتب: سَتُمْطِرُ أَمْ لَنْ تُمْطِرَ ؟!
القلعة نيوز - بقلم - هبة احمد الحجاج

فِي يَوْمِ مَا اسْتَيْقَظْتُ مِنِ النَّوْمِ الْعَمِيقِ ، كُنْتُ أُفَكِّرُ هَلْ أَنْهَضُ مِنْ فِرَاشِي الدَّافِئِ ، أَمْ أَكْمَلُ نَوْمِي الَّذِي أَصْبَحَ رَفِيقِي الْوَحِيدَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، إِذَا شَعَرْتُ بِالْغَضَبِ أَخْلَدَ إِلَى النَّوْمِ ، إِذَا جُرَحَتْ أَلْجَأُ إِلَى النَّوْمِ ، إِذَا اكْتَأَبْتَ أَذْهَبُ وَ أَنَامُ وَ كَأَنَّ النَّوْمَ هُوَ الْمَلْجَأُ الْوَحِيدُ لِي فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ وَ ظُرُوفِهَا ، فَكَّرْتُ لِلَحْظَةٍ أَنْ أَكْسِرَ رُوتِينَ الْمَلَلِ وَأَنْ أَسْتَيْقِظَ صَبَاحًاً ، فُتِحَتُ نَافِذَةَ الشِّبَاكِ وَكَانَ الْهَوَاءُ يَتَلَاعَبُ بِأَغْصَانِ الشَّجَرَةِ كَمَعْزُوفَةٍ تَتَرَاقَصُ عَلَى الْأَنْغَامِ ، حَاوَلْتُ أَنْ أَقِفَ عَلَى النَّافِذَةِ لَكِنَّ الْهَوَاءَ ، أَبَى وَ دَفَعَنِي إِلَى الْخَلْفِ وَكَأَنَّهُ يَقُولُ لِي : مَنْ الَّذِي أَيْقَظَكَ ، لَقَدْ كُنْتَ نَائِمًا ، إِبْقَى كَذَلِكَ أُفَضَلُ لَكَ ، لِلَحْظَةٍ فَكَّرْتُ بِذَلِكَ ، وَلَكِنْ وَ أَنَا أُغْلِقُ النَّافِذَةَ نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ " سَتُمْطِرُ أَمْ لَنْ تُمْطِرَ "؟!


الْغُيُومُ السَّوْدَاءُ قَدْ غَطَّتْ السَّمَاءُ بِشَكْلٍ كَامِلٍ ، الرِّيَاحُ قَدْ هَزَّتِ الْأَغْصَانُ وَ الْأَشْجَارَ وَ حَتَّى نَوَافِذُ الْبَلْدَةِ وَ شَوَارِعُهَا ، الشَّمْسُ اخْتَفَتْ وَلَمْ يَعُدْ لَهَا أَثَرٌ وَ كَأَنَّهَا لَمْ تُشْرِقْ فِي يَوْمٍ مَا ،أَشْعُرُ بِأَنَّ دَرَجَةَ الْحَرَارَةِ أَصْبَحَتْ تَحْتَ الصِّفْرِ ، وَ كَأَنَّ هُنَاكَ شَخْصٌ وَضَعْنَا فِي ثَلَّاجَةٍ وَ أُغْلِقَ عَلَيْنَا بِإِحْكَامٍ ،


وَلَكِنَّنِي وَ أَنَا أَتَسَاءَلُ هَلْ "سَتُمْطِرُ أَمْ لَنْ تُمْطِرَ " ، تَذَكَّرْتُ حَيَاتِي كُلَّهَا ، هَذَا الطَّقْسُ يُذَكِّرُنِي بِسِلْسِلَةِ حَيَاتِي ، الْغُيُومُ السَّوْدَاءُ مُتَلَاصِقَةٌ مَعَ بَعْضِهَا تُذَكِّرُنِي بِالظُّرُوفِ الصَّعْبَةِ الْمُتَتَالِيَةِ وَ كَأَنَّهَا يَدٌ بِيَدٍ اجْتَمَعَتْ عَلَيَّ وَ اتَّحَدَتْ بِقُوَّةٍ وَ كَأَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ لِي " بِالْإِتْحَادِ قُوَّةٌ " ، الرِّيَاحُ الْقَوِيَّةُ أَيْضًا تُذَكِّرُنِي بِالْأَشْخَاصِ ، عِنْدَمَا حَاوَلْتُ أَنْ أَجْعَلَهُمْ يُسَاعِدُونِي وَ لَوْ بِكَلِمَةٍ لَكِنَّهُمْ كَانُوا الرِّيَاحَ الْقَوِيَّةَ الَّتِي جَعَلْتَنِي أَعُودُ إِلَى الْخَلْفِ وَ أَشْعُرُ بِالْإِنْكِسَارِ وَ الضَّعْفِ


هُنَا وَفِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ شَعَرْتُ بِالْخَوْفِ الشَّدِيدِ وَ الْحُزْنِ لَمَا حَلَّ بِي وَ أَصْبَحَتْ كَالشَّخْصِ الَّذِي يَرْتَجِفُ مِنْ شِدَّةِ الْخَوْفِ وَ الضَّعْفِ وَ الْعَجْزِ .


كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَأَقُولُ لَهَا " أَيْنَ شَمْسِي ؟!" أَشْعُرُ أَنَّ شَمْسِي لَنْ تَظْهَرَ يَوْمَ مَا فِي حَيَاتِي ، كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَأُرَدِّدُ" سَتُمْطِرِي أَمْ لَنْ تُمْطِرِي ".



وَأَنَا غَارِقٌ فِي مُخَيلَتِي وَ أَتَذَكَّرُ ظُرُوفِي الْقَاهِرَةِ فِي غُرْفَتِي الْمُظْلِمَةِ سَمِعْتُ صَوْتَ وُقُوعِ الْمَطَرِ عَلَى نَافِذَتِي.
وَ كَأَنَّهَا رِسَالَةٌ كُتِبَتْ لِي " سَتُمْطِرُ لَا تَخَفْ ، كَمِثْلِ هَذَا الطَّقْسِ تَمَامًا ،
يَوْمًاً مَا .... سَتُمْطِرُ السَّمَاءُ مِنْ جَدِيدٍ
فَلَا تَحْزَنْ
فَبِإِذْنِ اللَّهِ تَحْقِيقُ الْأَمَانِي لَيْسَ بِبَعِيدٍ."


نَظَرْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَ دَعَوْتُ ، وَالْمَطَرُ يَنْهَمِرُ عَلَيَّ وَأَنَا بَاسِطٌ ذِرَاعِي إِلَى رَبِّ الْعِبَادِ وَأُرَدَدُ"يَا رَبِّ وَمَاخَابِ مَنْ قَالَ يَا رَبِّ
اللَّهُمَّ إِنَّ بَيْنَ أَضْلَعَيْ أُمْنِيَّاتٍ
يَتَمَنَّاهَا قَلْبِي وَ رُوحِي وَ عَقْلِي
فَلَا تُحَرِمُنِي فَرْحَةُ تَحْقِيقِهَا
فَأَنْتَ الْوَحِيدُ مَنْ تَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ" .