رحيل معالي الدكتور احمد الأصبحي بعد صراع مع المرض بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في اليمن عاش 10 سنوات في الأردن بضافة الراحل العظيم الملك الحسين رحمه
القلعة نيوز- الصحافي عبدالله اليماني
فجع اليمنيون وأبناء العروبة العربية جمعاء برحيل واحدا من أنبل الرجال وأكثرهم وفاء ، وهوالمفكر السياسي اليمني الكبير الدكتور أحمد الأصبحي ،الطبيب والسياسي والأديب اليمني الأبرز بعد مسيرة سياسية زاخرة وثقافية وأدبية ثرية. توفي بكل شموخ وأنفة وكبرياء ،كمثل جبال نقم، عيبان وعصر .
والأصبحي شخصية وطنية بارزة ومناضلا كبيرا أنهى مسيرته الوطنية الناجحة بثبات وصمود في عاصمة الصمود صنعاء رافضا تركها. حيث بقي صامدا في صنعاء .
وها هو اليوم يترجل بعد صراع مع مرض العضال ،عن عمر ناهز 76 عاماً. وهو الذي وصفته مليشيا الحوثي المدعومة من إيران ، ب( الخائن ) وقامت بالاستيلاء على منزله ومصادرته .
والأصبحي سياسي وأكاديمي وأديب وطبيب يمني بارز، من مواليد محافظة تعز 1947م، وسبق به أن تقلد عدداً من المناصب الوزارية ، وزارات الخارجية، والصحة، والشئون الاجتماعية، والتربية والتعليم، ورئاسة جامعة صنعاء.
ويعد واحدًا من أبرز السياسيين اليمنيين ، ومن أوائل المؤسسين للمؤتمر الشعبي العام حيث شغل أمينًا لسر لجنته الدائمة (1982 ـ 1993م)، ثم أمينًا عامًا مساعدًا للشؤون السياسية ، والعلاقات الخارجية للمؤتمر (2003 ـ 2005م)، وهو من أبرز ممن ساهموا في صياغة الميثاق الوطني. ثم عضوًا في المجلس الاستشاري، ومن عام 2006م عضوًا بمجلس الشورى.
وقد جسّد مسيرة حياته في البذل والعطاء والتضحية من أجل الوطن. في تقلده مناصب رسمية منها رئيسا لجامعة صنعاء ، وزيرًا للصحة، ثم وزيرًا للتربية والتعليم، ثم وزيرًا للخارجية، ثم وزيرًا للشؤون الاجتماعية والعمل.
ويعتبر من الشخصيات الاجتماعية والأكاديمية البارزة، وقد حظي باحترام الجميع، وله كتابات ، ومؤلفات متعددة في الجوانب الصحية والسياسية والروائية.
منها : (الانطباعات ودورها في قضايا السلام)، و(تداعيات رحالة في زمن الانكسار "محنة الأندلس”) عام 1996م، و(أوراق في المشروع العربي)، و(إطلالة على البحر الأحمر والنزاع اليمني الإرتيري) عام 1996م، و(قراءة في تطور الفكر السياسي). ثلاثة أجزاء عام 2008م، و(إشكالية الصراع في القرن الأفريقي ودور اليمن في بناء السلام. "الحالة الصومالية”)، و(دار فور.. الأزمة والحل)، و(ماذا عن سبته ومليلة؟)، و(واقع مستقبل العلاقات الأمنية بين الجمهورية اليمنية ودول مجلس التعاون الخليجي) عام (2006م)، وبحث في أصول البربر.. و(البدية).
وبرحيل المناضل الاصبحي فقد فقدت اليمن واحدا من ابرز أعلامها الوطنية الذين أسهموا في عملية بناء الدولة والدفاع عن ثوابت الوطن المتمثلة بالثورة والجمهورية والوحدة والنهج الديمقراطي وبناء وتطوير الأداء في مرافق الدولة سواء في بدايات حياته المهنية محاضرا في الجامعة وفي الأكاديميات العسكرية والأمنية ومن خلال مسؤولياته التي تولاها فكان المسؤول المخلص والقيادي الكفوء . وفي عضويته بمجلس الشورى حيث كان نموذجا لرجل الدولة.
وعلى المستوى التنظيمي فقد مثل رحيله ، خسارة كبيرة للمؤتمر الشعبي وقد شغل منصب أول أمين سر للجنة الدائمة للمؤتمر في العام ١٩٨٢م. فكان له إسهامات بارزة في صياغة الميثاق الوطني وصياغة النظم واللوائح الداخلية للمؤتمر.
وحصل على البكالوريوس في الطب من جامعة بغداد عام 1974م. ومن مواليد 1947م بشعبة جعفر، الأصابح، مديرية الشمايتين، محافظة تعز، التحق بكتاب القرية، ثم التحق بمدارس عدن، ثم قطر.
وفي العام 1993 تعرض لمحاولة اغتيال في اليمن ،وغادرها متوجها إلى الأردن للعلاج والإقامة في عمّان حيث اقام فيها 10 سنوات في الأردن بضيافة الراحل العظيم الملك الحسين رحمه . وعاد إلى اليمن عام 2002.
وكان عضو الأمانة العامة لملتقى الحوار العربي الثوري الديمقراطي، وعضو المؤتمر القومي العربي، وعضو مؤتمر الأحزاب العربية، عضو الأمانة العامة لمؤسسة القدس، ورئيساً للمجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب. وعمل على إعداد وتقديم برامج إذاعية توعوية في إذاعة صنعاء.
ومحاضرا في جامعة صنعاء وعميدا لكلية التربية ثم رئيسا للجامعة. وتوفي وهو مفنيا عمره في خدمة اليمن وقضايا أمته العربية في كل موقع تسلمه . حيث توفي متأثرا بجلطة دماغية ثالثة.
عظم الله أجركم ورحم الله فقيد الأمتين العربية والإسلامية وفقيد اليمن
والعزاء والمواساة لأبنائه المهندس مصطفى ويوسف أحمد الاصبحي وآل الاصبحي وكافة والأصابح بمحافظة تعز بهذا المصاب الجلل .
سائلا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع الرحمة ومغفرته وان يسكنه فسيح جناته. .